أسامة مهدي: طالب رئيس تحالف سائرون الفائز في الانتخابات البرلمانية الاخيرة مقتدى الصدر اليوم بارسال وفد الى السعودية الراغبة بالتقارب مع العراق وشعبه للوقوف على حل بينها وبين ايران وتوقيع اتفاقية ثنائية بين العراق وايران على احترام السيادة لكلا الطرفين واتفاقية ثلاثية مع السعودية لاضفاء أجواء السلام ولو جزئيا. ودعا الى انسحاب الحشد الشعبي من سوريا ووقف حروب دول المنطقة وتنحي حكامها واجراء انتخابات نزيهة فيها.

واضاف الصدر وهو زعيم التيار الصدري في مذكرة سلمها نواب تحالفه "سائرون" الى مجلس النواب العراقي السبت وحصلت "إيلاف" على نسخة منها ان جل ما يهمه هو سلامة العراق وأمنه ورفاهية شعبه وسلامته ولذلك فإنه قلق فيما يخص مسألة الصراع الايراني مع الاتحاد الثنائي (ترمب ونتنياهو) الذي قال انه ذلك الاتحاد الذي اخذ على عاتقه تركيع الشعوب وتجويعها بأبشع الطرق واذلها متحججا بحجج الارهاب وغيرها.

النأي بالعراق عن الصراع الايراني الاميركي

واشار الى انه ليس هنا لاختيار "ما بين دعم الجارة ايران او دعم الاتحاد الثنائي فدعم الاخير ممنوع ومحرم في ديننا وعقيدتنا وشرعنا ولا يجوز الاستعانة بهم فضلا عن دعمهم ونفعهم".

واضاف ان جل مايهمه هو ان لا يزج العراق في اتون هذا الصراع العقائدي من جهة والسياسي من جهة اخرى.

واضاف ان قلقه يتزايد يوما بعد يوم وهو يرى التدخلات في الشأن العراقي من كلا الطرفين تتجذر وتتعمق "وحيث هناك من يعين على ذلك ويستعين".

واشار الى انه يريد في الوقت نفسه مصلحة بلده وشعبه بان يبنى مستقبلا شامخا بعيدا عن تدخلات الجميع الا انني اريد ان احافظ على علاقات طيبة مع الجارة ايران بحيث لاتكون ارضي منطلقا للاعتداء عليها ولا سياساتها سببا في الاضرار ببلدي وشعبي".

ضعف الحكومة العراقية

وبين ان "ما ناله العراق بسبب الحرب الصدامية معهم وتوالي الحروب ولاسيما الاحتلال الصدامي للجارة العزيزة الكويت وهيمنة الاحتلال وتكالب الارهاب عليه الى يومنا هذا يستلزم من شعب العراق وحكومته واحزابه وقواته الامنية وحشده ان يكون العراق بمنأى عن ذلك الصراع فلا ارض العراق تتحمل المزيد ولاشعبه".

وقال ان "ضعف الحكومة وخلافاتها وفاسد الكثير ممن فيها ادى الى الاستناد على الطرفين بحيث لا يمكنها الاستغناء عنهما وعدم الميل لطرف على حساب الطرف الاخر وهذا ما زاد الامر تعقيدا بحيث تشابكت الخيوط وضاع العراق وشعبه وسط كل ذلك".

العراق خاضع ذليل بين المتصارعين

واوضح انه "بين الغاز الايراني وارصدة العراق والخوف من العقوبات الرعناء صار العراق خاضعا ذليلا بين المتصارعين وهذا ما احزنني كثيرا وجعلني اكسر من سكوتي وعدم تدخلي بأمور السياسة مجددا وعلى الرغم من صعوبة الحل لكثرة التراكمات السلبية ولوجود من يبغض الوطن بيننا ويقدم المصالح الخارجية على الداخلية الا انني اضع بين ايدي محبي الوطن بعض الاطروحات عسى ان تنفع كحلول للخروج من عنق هذه المشكلة الكأداء".

وحدد الصدر اطروحاته هذه للحل على الشكل التالي:

الاول : ارسال وفد رسمي وشعبي الى منظمة التعاون الاسلامي والى الامم المتحدة للاستماع الى ارائهم وما تقدمه من حلول.

الثاني : ارسال وفد الى المملكة العربية السعودية والتي تريد تقاربا مع الدولة العراقية وشعبها في الوقت الراهن للوقوف على حل بينها وبين جارتنا العزيزة ايران.

الثالث : ارسال وفد الى الاتحاد الاوروبي للضغط على (الاتحاد الثنائي) لاخراج العراق من هذه المعمعة فأن العراق بحاجة الى الدعم فهو المتضرر الاكبر من الارهاب والمدافع الاعظم عن العالم اجمع في مواجهة أعتى الارهابيين وأقذرهم.

الرابع : تشكيل افواج عراقية وطنية من الجيش والشرطة حصرا وبإشراف مباشر من رئيس الوزراء لحماية الحدود بصورة دقيقة من دون اي تدخل من أي جهة كانت.

الخامس : غلق السفارة الاميركية في العراق في حال زج العراق في هذا الصراع لكبح لجام الاستكبار والاستعمار العالمي والا ستكون السفارة في مرمى المقاومين مرة أخرى.

السادس : ايقاف الحرب في اليمن والبحرين وسوريا فورا وتنحي حكامها فورا والعمل على &تدخل الامم المتحدة من اجل الاسراع في استتباب الامن فيها والتحضير لانتخابات نزيهة بعيدة عن تدخلات الدول اجمع وحمايتها من الارهاب الداعشي وغيره.

السابع : انسحاب الفصائل العراقية المنتمية للحشد الشعبي وغيرهم من سوريا ورجوعهم الى العراق فورا وبلا تأخير فوجودهم يعني زج العراق بأتون الصراع اعلاه.

الثامن : في حال استمرار (التحالف الثنائي) بالاضرار بالعراق وشعبه وأمنه فعلى الحكومة التعامل بالمثل قدر الامكان وان تدافع عن نفسها ضد الاحتلال الاميركي الصهيوني في الاراضي العراقية وغيرها حفاظا على هيبة العراق وشعبه.

التاسع : توقيع اتفاقية ثنائية بين العراق وايران على احترام السيادة لكلا الطرفين واتفاقية ثلاثية مع السعودية لاضفاء أجواء السلام ولو جزئيا.

العاشر : ارسال وفد الى المرجعيات المهمة في العراق وخارجه وعلى رأسهم شيخ الازهر وبابا الفاتيكان.

وفي وقت سابق اليوم ردت قوى شيعية عراقية موالية لايران بشدة على اتهام السفارة الاميركية ببغداد للمرشد الاعلى الايراني علي خامنئي بالفساد وكشفها لثروته الضخمة داعية وزارة الخارجية الى تقديم مذكرة احتجاج شديدة اللهجة رافضة استخدام بلادها منطلقا للحرب ضد الدول الاخرى.

واشارت في بيانات صحافية تابعتها "إيلاف" الى ان السفارة تعمدت الاساءة والتطاول على مرجعيات شيعية في اشارة الى خامنئي المرشد الاعلى الايراني.

وكانت السفارة الأميركية في العراق قد ذكرت في منشور لها على حسابها بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الخميس الماضي إن ممتلكات خامنئي تبلغ 200 مليار دولار فيما يرزح كثير من الإيرانيين تحت وطأة الفقر بسبب فساد حكم استمر 40 عامًا.

وكتبت السفارة منشورًا حول ثروة المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي تابعته "إيلاف":

"يستشري الفساد في جميع مفاصل #النظام_الإيراني، بدءًا من القمة. فممتلكات مرشد النظام علي #خامنئي وحده تقدر بـ 200 مليار دولار، بينما يرزح كثير من ابناء الشعب تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الإقتصادي المزري الذي وصلت اليه #إيران بعد أربعين عامًا من حكم الملالي. #فساد_قادة_إيران".

وأرفقت السفارة المنشور بصورة لخامنئي تحت عنوان "وجوه النظام الإيراني الفاسد"، وكتبت تحتها "اساءة استخدام السلطة.. ممتلكات المرشد الاعلى الاكثر قيمة تقدر بـ200 مليار دولار : هيئة تنفيذ أوامر الامام الخميني ومؤسسة مستضعفان ومؤسسة أستان قدس رضوي".

وهذه هي المرة الاولى التي تتحدث فيها الولايات المتحدة عن ثروة خامنئي وتكشف ممتلكاته الخاصة الضخمة. &
يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انسحب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي وافقت بموجبه إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات ثم اعاد فرض العقوبات عليها في تشرين الاول نوفمبر عام 2018 بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية الست وأدت هذه العقوبات لخفض صادرات النفط الإيراني إلى النصف.

وتوقف واشنطن الخميس المقبل العمل باعفاءاتها المقدمة إلى بعض الدول لشراء النفط الإيراني بينما لا يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي في صدد تعديل موقفها أو التراجع ولو بشكل جزئي عن قرارها حيث اكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ان ذلك اليوم هو &موعدً لتصفير الصادرات الإيرانية من النفط الخام.