كابول: أعلن المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستان زلماي خليل زاد أنه لن يكون هناك سلام مستدام في أفغانستان ما لم تتكيّف حركة طالبان مع التغيّرات التي طالت البلاد منذ الاطاحة بها من السلطة عام 2001.

وأدلى خليل زاد بهذه التعليقات خلال زيارة الى كابول في اطار الجهود الأميركية التي يقودها للتوصل الى اتفاق سلام مع الحركة المتشددة.

وقال لقناة "تولو نيوز" إن طالبان تعترف بانها "ارتكبت الكثير من الاخطاء" عندما كانت في السلطة بين عامي 1996 و2001، وهم "قد تعلموا الكثير".

واضاف الدبلوماسي الأميركي المولود في أفغانستان في حديثه باللغة الدارية "إذا أصرت طالبان على العودة إلى النظام الذي كانوا عليه في السابق، فهذا في رأيي الشخصي استمرار للحرب وليس السلام".&

وأشار خليل زاد إلى إحراز تقدم في المحادثات، التي ترتكز على أن تضمن طالبان عدم عودة أفغانستان لتكون مرة أخرى نقطة انطلاق للهجمات الإرهابية الأجنبية، مقابل انسحاب القوات الأجنبية في نهاية المطاف.

ومنعت حركة طالبان عندما كانت في السلطة الفتيات من الذهاب الى المدارس وأعدمت النساء وحظرت الصحافة الحرة والموسيقى وغيرها من الأمور.

ومن المتوقع أن يلتقي خليل زاد مسؤولين من طالبان في الدوحة في الأيام المقبلة، لكنّ مراقبين انتقدوا محادثات السلام لعدم ضمّها حتى الآن مسؤولين من الحكومة الأفغانية التي تعتبرها طالبان دمية لواشنطن.

واعتبر المبعوث الخاص انه من الضروري أن تتواصل جميع الأطراف في "حوار أفغاني داخلي"، وكان من المفترض عقد مثل هذا الاجتماع في الدوحة هذا الشهر، الا انه لم يتم بسبب مشاحنات متعلقة بحجم الوفود المشاركة.

وقال خليل زاد "بدأنا مناقشة لسحب القوات (الأميركية)، لكن خلال الأسابيع القليلة الماضية كافحت لتوفير أرضية للحوار الأفغاني الداخلي".&

ولفت الى ان "هذه هي الخطوة الأولى لمزيد من النقاش، لكن لم يتم إحراز أي تقدم بعد".

وأضاف أن واشنطن تريد انهاء الحرب بالنظر إلى تكلفتها السنوية البالغة 45 مليار دولار على دافع الضرائب الأميركي، واستمرار تعرض القوات الأميركية لخسائر.

وقال خليل زاد أيضا إن واشنطن تريد "وضع حد لنفقاتها في أفغانستان والمخاطر التي تواجهها قواتها، لكن واشنطن تملك مسؤولية ايضا وتريد إنهاء هذه الحرب بمسؤولية وان تخلّف إرثا جيدا".