أطلقت الحكومة المصرية حملة قومية تستهدف مواجهة انتشار حالات الانتحار، لا سيما التي يكون مسرحها مترو الأنفاق.

إيلاف من القاهرة: بعد ارتفاع معدلات الانتحار بشكل غير مسبوق، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن إطلاق حملة قومية تستهدف التصدي للمشاعر السلبية لدى المواطنين، ومواجهة الأفكار الانتحارية. وترفع الحملة الأولى من نوعها شعار "حياتك تستاهل تتعاش".

افتتحت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان في وزارة الصحة، أول عيادة حكومية متخصصة في مواجهة الانتحار، والأفكار الانتحارية لدى بعض المواطنين.

خط ساخن
وقالت الأمينة العامة لأمانة مستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان في وزارة الصحة، الدكتورة منن عبدالمقصود، إن "حياتك تستاهل تتعاش"، تستهدف توعية المواطنين، للحدّ من حالات الانتحار داخل مترو الأنفاق، مشيرة إلى أن هناك مجموعة من المتخصصين تعمل ضمن الحملة، وأنها تلقت التدريب على مستوى عالٍ في كيفية التعامل مع الشخص الذي يرغب في الانتحار واستقطابه ليمتنع عن ذلك.

أضافت، في تصريحات رسمية لها، أن مشتركي الحملة بدأوا بتطبيق أهداف الحملة، من خلال المكالمات الهاتفية والخط الساخن الخاص بالحملة، واستهدفوا الجامعات والأماكن العامة، مشيرة إلى أنه تم تكثيف قاعدة الحملة، بالتعاون مع مترو الأنفاق، بعد زيادة حالات الانتحار على قضبانه، والتركيز على المحطات المزدحمة التي تشهد حالات انتحار كثيرة.

الصعيد الأكثر اتصالًا
وأوضحت أن الأفكار الانتحارية منتشرة بشدة بين فئة الشباب، وتهدف الحملة إلى التواصل المباشر معهم؛ مؤكدة أن هناك خطًا ساخنًا ورقمه 08008880700، يتم من خلاله إيصال الشخص إلى الاختصاصي الاجتماعي الذي يقوم بدوره بإرساله إلى استشاري نفسي.

كشفت أن الخط الساخن للأمانة للصحة النفسية رقمه 0220816831، وكان استقبل 200 مكالمة، بينها 40 مكالمة متعلقة بالانتحار خلال الشهرين الماضيين، معظمها من محافظات الصعيد.

ولفتت إلى أن وزارة الصحة افتتحت عيادة متخصصة في مستشفى العباسية للصحة النفسية لاستقبال حالات الاكتئاب الشديد والإدمان والمقبلين على الانتحار، من أجل تقديم الخدمات العلاجية إليهم، وتعمل أيام السبت والإثنين والأربعاء.

بالمجان للزيارة الأولى
قالت منسقة الحملة القومية لمكافحة الانتحار "حياتك تستاهل تتعاش"، الدكتورة داليا السيد، إنه تم توزيع استبيان على المواطنين لقياس الحالة الاكتئابية لرواد المترو والأفكار الانتحارية لديهم، وسوف يجري قياسها في نهاية الحملة، مشيرة إلى وجود 20 متطوعًا في اليوم الواحد لتوزيع منشورات توعوية عن الأمراض النفسية، كما ستقدم استشارات نفسية من خلال أطباء واختصاصيين نفسيين، وسيتم استهداف المحطات عالية الكثافة على مدار يومين متتاليين.

ولفتت إلى أن العيادة التي تم افتتاحها في مستشفى العباسية بدأت العمل التجريبي في مطلع الشهر الجاري، وتستمر في استقبال المواطنين المستفيدين في مجال تخصصها 3 أيام أسبوعيًا، مشيرة إلى أن العيادات تعمل من الساعة الثانية ظهرًا حتى الثامنة مساء في المستشفى، ومؤكدة أن الكشف مجاني للمرة الأولى، فيما لو تردد المواطن على العيادة أكثر من مرة يدفع حينها 50 جنيهًا فقط مقابل كل زيارة.

السيد أشارت إلى أن "العيادة" تساعد على مواجهة الأفكار الانتحارية، والتعامل النفسي مع الحالات التي لديها ميول انتحارية، أو ذات حالات اكتئاب شديد، مع أخذ الإجراء الطبي المناسب لهم، حفاظًا على سلامتهم البدنية والنفسية.

الشباب في المقدمة
وكانت دراسة لوزارة الصحة المصرية، نشرت في شهر أبريل 2018، وأجريت على عيّنة تقترب من 11 ألف طالب وطالبة، تراوحت أعمارهم بين 14 و17 عامًا، كشفت أن 21.5% من طلاب المرحلة الثانوية (تعليم قبل الجامعي) في مصر يفكرون في الانتحار.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية والمركز القومي للسموم ووزارة الداخلية في مصر أن عدد المنتحرين سنويًا تجاوز 4250 منتحرًا، معظمهم يتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، فضلًا عن عشرات الآلاف من محاولات الانتحار التي تشهدها بيوت وشوارع مصر خلال كل عام، وتظهر آخر إحصائيات المنظمة حول مصر احتلالها المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار.