نصر المجالي: أصدرت محكمة في لندن، اليوم الأربعاء، حكما بالسجن لمدة 50 أسبوعا على مؤسس ويكيليكس، جوليان أسانج، بعد إدانته لخرقه القانون بعدم المثول أمام المحكمة عقب الإفراج عنه بكفالة عام 2012 بالاختفاء في سفارة الإكوادور.

وذكرت القاضية البريطانية في محكمة ساوث وارك، ديبورا تايلور، أن أسانج استغل الإفراج عنه بكفالة لانتهاك القانون والتعبير عن ازدرائه للعدالة البريطانية.

ومن المقرر أن تنظر محكمة في لندن، يوم الخميس المقبل، في طلب الولايات المتحدة تسليم أسانج، المتهم في أكبر عملية تسريب معلومات سرية على الإطلاق.

اقتياد

وكانت الشرطة البريطانية اقتادت من داخل سفارة الاكوادور التي لجأ إليها لمدة سبع سنوات الشهر الماضي، وتتهمه الولايات المتحدة بالمسؤولية عن واحدة من أكبر عمليات تسريب المعلومات السرية.

وتتهم وزارة العدل الأميركية أسانج بالتآمر مع تشيلسي مانينج المحللة السابقة بالمخابرات العسكرية للوصول إلى جهاز كمبيوتر حكومي في إطار تسريبات عام 2010 التي نشرها ويكيليكس وشملت مئات الآلاف من التقارير العسكرية الأميركية عن الحروب في أفغانستان والعراق والاتصالات الدبلوماسية الأميركية.

وبعد إصدار الحكم ضد أسانج هتف أنصاره داخل المحكمة: "لا عدالة في المملكة المتحدة" و "عار عليكم"، وسارعت الشرطة إلى إرسال تعزيزات خشية وقوع مصادمات.&

وامام المحكمة، قال محامي أسانج إنه لجأ لسفارة الإكوادور لأنه كان يخشى "الاختطاف والتعذيب" من قبل الولايات المتحدة عندما كان متهمًا بارتكاب اعتداءات جنسية في السويد.

اعتذار

وقبل إصدار الحكم ضده، قرأ أسانج رسالة قال فيها: "أعتذر بلا تحفظ لأولئك الذين يعتقدون أنني لم أحترمهم بالطريقة التي تابعت بها قضيتي. وجدت نفسي أواجه ظروفًا صعبة".&

وأضاف: "لقد فعلت ما اعتقدت في ذلك الوقت كان الأفضل أو ربما الشيء الوحيد الذي كان يمكنني فعله. يؤسفني المسار الذي سلكت، لقد واجهت صعوبات معقدة&وهي ضاعفت الصعوبات الأخرى الموجودة".&

يذكر أن أسانج كان أدين بانتهاك قانون الكفالة في جلسة استماع في محكمة ويستمنستر الجزئية اللندنية في وقت سابق من هذا الشهر بعد اعتقاله في السفارة الإكوادورية.

وضع صعب

وعند إعلان الحكم اليوم الأربعاء، قالت القاضية تايلور لأسانج: "من الصعب تصور مثال أكثر جدية لهذه الجريمة". وأضافت: "من خلال الاختباء في السفارة فإنك تضع نفسك بعيدًا عن الأنظار، بينما تبقى في المملكة المتحدة".

وقالت: "لقد قمت باستغلال وضعك المتميز لخرق القانون".&

وكان مؤسس ويكيليكس لجأ إلى سفارة الإكوادور في لندن يوم 19 يونيو 2012 بينما كان يخضع لتدقيق مكثف بسبب تسرب مئات الآلاف من البرقيات الدبلوماسية الأميركية السرية على موقعه الإلكتروني.&

وجاءت خطوته كما يقول محاموه بعد أن استنفد جميع الخيارات القانونية في مكافحة التسليم إلى السويد بسبب مزاعم عن أمرين منفصلين، أحدهما بالاغتصاب والآخر بالتحرش الجنسي.
&