محمد حمدان دقلو الملقب باسم حميدتي
Getty Images
كان دقلو مقربا جدا من الرئيس المخلوع البشير وانقلب عليه قبل الاطاحة به بأيام قليلة

بعد الإطاحة بالرئيس السوداني، عمر البشير، تولى المجلس العسكري السلطة.

وينتمي جميع أعضاء هذا المجلس للمؤسسة العسكرية إلا محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، الذي لم يكن في يوم من الأيام من أفراد هذه المؤسسة، رغم انه يحمل رتبة فريق أول بقرار من البشير نفسه.

وكان حميدتي قد حذّر المعتصمين مؤخراً، أمام مقر وزارة الدفاع السودانية، من نفاذ صبره قائلا: "أخضع شخصياً للتفتيش من قبل المحتجين، ولا يوجد تنازل أكثر من هذا، فللصبر حدود".

معتصمون سودانيون يقفون على حواجز وضعوها في الشوارع الرئيسية
Getty Images
أغلق المعتصمون الطرق والشوارع الرئيسية في الخرطوم وأقاموا حواجز إلى حين تحقيق جميع مطالبهم

من هو حميدتي؟

ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.

وعمل في العشرينيات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، بالإضافة إلى حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته.

ذاع صيته وجنى ثروة كبيرة في التسعينيات من القرن الماضي، الأمر الذي دفع البشير إلى تقريبه، وخاصة أنه كان يقود مليشيا كبيرة لحماية القوافل التجارية.

كما يسيطر حميدتي على عدد من مناجم الذهب في دارفور.

منح البشير امتيازات كبيرة لحميدتي، وارتفع عدد الميليشيا التي يقودها، وصلت إلى ما يقارب 40 ألف بحسب مصادر سودانية محلية.

مظاهرات السودان: تصاعد الخلاف بين المعارضة والمجلس العسكري

مظاهرات السودان: ما هو تحالف إعلان الحرية والتغيير وما هي مطالبه؟

منبرشات: صفحة فيسبوك التي "يكرهها" الرجال وحكومة السودان

قوات الدعم السريع

منح البشير حميدتي صلاحيات لا تُمنح إلا للجيش، وأطلق اسم "قوات الدعم السريع" على المليشيا التابعة له التي ينحدر معظم عناصرها من قبائل دارفور، كما زودت بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي، الأمر الذي أثار سخط وحفيظة الضباط.

إلا أن حميدتي، وقبل بضعة أيام من الإطاحة بالبشير، خيّب أمل البشير وتخلى عنه، بعد أن استنجد البشير به لقمع المظاهرات.

وقالت مصادر محلية سودانية إن "قوات الدعم السريع" التي يقودها حميدتي، ساهمت في الإطاحة بالبشير، ودعا الحكومة السودانية إلى "توفير ما يحتاجه المواطنون في سبيل العيش الكريم"، وهو موقف يراه بعض السودانيين إيجابياً.

لكن أخرين يرون موقفه بـ "المحاولة الذكية" لتلميع صورته وصرف انتباه العالم عن إنتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قواته في دارفور.

وتتحدث بعض التقارير عن إحكام حميدتي قبضته على مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم وأنه"يملي شروطه على قادة القوات العسكرية" كونه يحمل رتبة فريق أول في الجيش.

يتولى حميدتي بالتنسيق مع رئيس المجلس الانتقالي العسكري، عبد الفتاح البرهان، ملف القوات السودانية المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

وتقول ويلو بيردج، مؤلفة كتاب "الانتفاضات المدنية في السودان الحديث" وأستاذة التاريخ في جامعة نيوكاسل البريطانية، "لقد ارتكبت قوات الدعم السريع فظاعات في دارفور، ويثير تحركها بعد الإطاحة بالبشير ريبة كثيرين، وخاصة المتمردين في دارفور".

اضطرابات دارفور

اتهم المتمردون في دارفور، الخرطوم في عام 2003، بتهميش مناطقهم اقتصاديا وسياسيا، الأمر الذي أدى إلى نشوب نزاع مسلح بين الطرفين، وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 300 ألف شخص قتلوا في ذلك النزاع ونزح الملايين عن ديارهم.

واعتقلت الحكومة السودانية عام 2014 الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، بسبب انتقاده لممارسات قوات الدعم السريع التي كانت تقاتل إلى جانب الحكومة في إقليم دارفور.

وحتى عام 2017 كانت قوات الدعم السريع تابعة لجهاز الأمن والمخابرات ثم أصبحت تابعة لمؤسسة الجيش، بالرغم من أن معظم منتسبيها ليسوا عسكريين.