واشنطن: دانت الولايات المتّحدة إطلاق صواريخ من قطاع غزّة باتّجاه إسرائيل، معبّرةً عن دعمها "حقّ" الإسرائيليّين في الدفاع عن أنفسهم، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركيّة السبت.

وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة مورغان اورتاغوس "تدين الولايات المتحدة بشدّة استمرار الهجمات الصاروخية التي تشنّها حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني من غزّة على المدنيّين الأبرياء" في إسرائيل. وأضافت "ندعو المسؤولين عن هذا العنف إلى وقف هذا العدوان فوراً". وتابعت "نحن نقف إلى جانب إسرائيل ونؤيّد بالكامل حقّها في الدّفاع عن النفس ضدّ هذه الهجمات البغيضة".

وسقط 9 فلسطينيين قتلى في قصف إسرائيلي على القطاع، منهن طفلة عمرها عام ونصف وامها الحامل.

ويأتي التصعيد فيما تسعى حركة حماس المسيطرة على القطاع إلى الحصول على تنازلات إضافيّة من إسرائيل في إطار وقف إطلاق النار.

وأعلنت تلّ أبيب أنّ نحو 250 صاروخاً أُطلِقت من غزّة السبت، باتّجاه إسرائيل التي اعترضت دفاعاتها الجوّية عشرات منها.

وأكّدت مصادر فلسطينيّة من جهتها حصول القصف.

وأفادت الشرطة الإسرائيليّة عن إصابة امرأة إسرائيليّة ثمانينيّة بجروح خطرة جرّاء سقوط قذيفة في مدينة كريات جات، على بُعد عشرين كيلومتراً من حدود غزّة.

وقالت الشرطة إنّ رجلاً أدخل إلى المستشفى في مدينة عسقلان القريبة من الحدود مع غزّة، متحدّثةً عن إصابات أخرى من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

ولحقت أضرار بمنزل قرب عسقلان وسقطت قذائف أخرى في أراضٍ خلاء.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه ردّ عبر استهداف دبّاباته وطائراته نحو 120 موقعاً عسكريّاً تابعاً لحركتَي حماس الإسلامية والجهاد الإسلامي. ومن المواقع المستهدفة، نفق مخصّص للهجمات تابع للجهاد الإسلامي يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية، حسب ما أكد المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس.

من جهته، أفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس في غزة عن مقتل شاب يبلغ 22 عاماً وطفلة تبلغ أربعة عشر شهراً، إضافة إلى والدتها الحامل وإصابة 30 آخرين.

كذلك قُتل الشاب الفلسطيني خالد محمد أبو قليق (25 عاماً) في غارة جوّية إسرائيليّة مساء السبت في بلدة بيت لاهيا في شمال غزّة، على ما أعلنت وزارة الصحّة في القطاع.

وقالت متحدّثة عسكريّة إسرائيليّة إنّ الجيش لا يملك أيّ معلومات عن القصف الذي سقطت الطفلة ضحيّته.

وقالت مصادر أمنيّة في غزة إنّ ثلاثة "مقاومين" أصيبوا بجروح وإنّ الطائرات الإسرائيلية استهدفت على الأقلّ ثلاث مناطق في القطاع، ومواقع عسكرية وأراضيَ زراعية ومنزلين.

وفي وقت تواصل تبادل إطلاق النار، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مشاورات مع قادة أمنيّين.

وأصدرت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية بياناً أشارت فيه إلى "استهداف عسقلان وأوفاكيم وكريات جات برشقات صاروخيّة ردّاً على استهداف الاحتلال للبنايات السكنيّة"، مضيفة "في حال تمادى العدو سنوسّع ردّنا إلى أشدود وبئر السبع".

وشدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ "المقاومة تقوم بواجبها ودورها في حماية الشعب الفلسطيني والذود عنه ومستعدّة للاستمرار في الردّ والتصدّي للعدوان إلى أبعد مدى (مكانا وزمانا)".

كذلك، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إنّ "هذا ليس فقط حقّ المقاومة في الدّفاع عن شعبها... هذا واجبها المقدّس في مقابل جرائم الاحتلال وحصاره".

ووزّع الجناح العسكري للجهاد الإسلامي شريطاً مصوراً يظهر فيه مقاتلون يحملون قذائف ويهدّدون مواقع إسرائيليّة رئيسيّة، بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تلّ أبيب.

وقال مصدر في الحركة إنّ مصر تبذل مساعيَ لتهدئة الوضع، مثلما فعلت في الماضي.

ودعا الاتحاد الأوروبي من جهته إلى "وقف" إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة على إسرائيل "فوراً".

وأعلنت إسرائيل بعد ظهر السبت أنّها بصدد إغلاق معابر البضائع والأفراد مع غزّة، وكذلك منطقة الصيد البحري حتى إشعار آخر، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر.

وقال كونريكوس "خلال الساعات القادمة سنواصل وسنوسّع جهودنا الهجومية، جهود القوات الجوية، داخل قطاع غزة مع التركيز مرّة أخرى فقط على الأهداف العسكرية".

وندّدت تركيا السبت بتدمير مبنى في غزّة يضمّ مكتب وكالة أنباء الأناضول الحكوميّة جرّاء قصف للطيران الإسرائيلي.

- زيارة إلى القاهرة -

ويأتي التصعيد في أعقاب اشتباكات وقعت الجمعة اعتبرت الأعنف منذ أسابيع بين الطرفين.

وقُتل أربعة فلسطينيّين، اثنان منهم في غارة جوّية شنّها الطيران الإسرائيلي على موقع لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس وسط غزة الجمعة، عقب إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباكات اندلعت أثناء تظاهرات أسبوعية عند الحدود بين القطاع وإسرائيل.

وخاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب، بينما تسري مخاوف من اندلاع حرب رابعة.
& & & & & & & &&