إيلاف من نيويورك: اعترفت صحيفة نيويورك تايمز بفعالية العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب على إيران، ولكنها حذرت في الوقت نفسه من سوء تقدير البيت الأبيض لهذه اللعبة الخطرة.

التايمز التي تعارض سياسات الإدارة الحالية، قالت، "لم يخفِ الرئيس ترمب رغبته في عزل وإفقار إيران، وبعد انسحابه العام الماضي من الصفقة النووية التي تفاوضت عليها إدارة أوباما وخمس دول أخرى، أطلق ترمب حملته التي تهدف الى ممارسة أقصى قدر من الضغط بهدف تغيير سلوك إيران - وربما قيادتها."

وقف العمل بالاعفاءات

واشتدت الضغوط اكثر هذا الأسبوع مع وقف العمل بالاعفاءات التي مُنحت في السابق الى ثماني دول لاستيراد كميات محدودة من النفط الإيراني، ومع قيام هذه الدول بتخفيض مشترياتها من النفط الإيراني، غير ان إدارة ترمب طالبت بإنهاء التعامل مع طهران بشكل مباشر أو مواجهة عقوبات مالية أميركية.

تغيير النظام

وأضافت الصحيفة، "يبدو الهدف الذي تم الضغط عليه بقوة من قبل مستشار الأمن القومي، جون بولتون، واضحًا: خنق اقتصاد إيران المعتمد على النفط وإرساء الأساس لتغيير النظام، وتابعت، "على الرغم من أن المملكة العربية السعودية وعدت بتحقيق الاستقرار في السوق عن طريق تعويض خسائر النفط الإيراني، إلا أن هناك خطرًا من أن يؤدي هذا الجهد إلى نتائج عكسية مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية".

نجاح التكتيكات

تكتيكات ترمب ضد إيران اثبتت تأثيرها، فوفقا لصندوق النقد الدولي، فإن العقوبات الاقتصادية، التي أعاد فرضها الرئيس الأميركي بعد أن رفعها سلفه باراك أوباما مع توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، دفعت إيران إلى الركود ورفعت معدل التضخم إلى ما يقارب من 40 %، ومن المتوقع أن ينكمش اقتصادها هذا العام بنسبة 6 بالمئة.

التحرك ضد الحرس الثوري

والى جانب وقف العمل بالاعفاءات الذي كان بمثابة أحدث تطور في تحرك الإدارة ضد إيران، كان ترمب قد ادرج الحرس الثوري الإيراني الذي يعد أقوى قوة عسكرية على لائحة المنظمات الإرهابية، وفتح الباب أمام العقوبات الاقتصادية وعقوبات منع السفر على الجماعة والكيانات المرتبطة بها.

وقالت الصحيفة، "ليس هناك شك في أن الحرس الثوري الذي تأسس عام 1979، بهدف حماية الثورة، ممثل خبيث، وكان حامي الثورة، ومع مرور الوقت، أصبح أداة للعنف والمغامرة العسكرية حيث وسعت إيران نفوذها الإقليمي في العراق ولبنان واليمن وسوريا، كما انه متأصل بعمق في الحياة الإيرانية، ويفرض القواعد الإسلامية ويسحق المعارضة السياسية، ويهيمن على الاقتصاد حيث يتحكم في شركات البناء والهندسة وصناعة السيارات، فضلاً عن برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية".

ولم تدرج الإدارات السابقة، الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، بعد أن أثار البنتاغون مخاوف من أن هذه الخطوة قد تعود بالمخاطر على القوات الأميركية المتمركزة في الخارج، ولكن ترمب رفض مثل هذه النصائح.

لعبة خطيرة

وختمت الصحيفة بالقول، "تلعب إدارة ترمب لعبة خطيرة في إيران، فحتى الأعداء يمكنهم إيجاد طرق للنقاش"، معتبرة، "ان انشاء قناة لايقاف الصراع المحتمل هو ضرورة".
&