الأمور في بلدة المنصورية مرشحة إلى المزيد من التوتر، بعدما قطع أهالي المنصورية طريق عام المنصورية - عين سعادة احتجاجًا على استكمال أعمال مد خط التوتر العالي وسط وجود كثيف للقوى الأمنية.

إيلاف من بيروت: قطع أهالي المنصورية طريق عام المنصورية - عين سعادة احتجاجًا على استكمال أعمال مد خط التوتر العالي وسط وجود كثيف للقوى الأمنية.

وقد أكد المحتجون أن هذه الوقفة مستمرة، وهم بانتظار الحل لهذه القضية، وأنهم يستعدون للتصعيد في الساعات المقبلة، وسيبقون في الشارع حتى تحقيق مطالبهم. كما تعرّض بعض المواطنين لإصابات نتيجة المواجهات بين الأهالي والقوى الأمنية.

حصل توتر بين الأهالي والقوى الأمنية على خلفية سحب أحد المواطنين من قبل القوى الأمنية، وتدخل النائب إلياس حنكش للتهدئة.

وفي مشهد لافت، رفع كاهن رعيّة المنصوريّة صليبًا كبيرًا خلال الإشكال بينه والأهالي من جهة والعناصر الأمنية من جهة أخرى.
وقال النائب حنكش: "سألتقي رئيس مجلس النواب، الذي تمنى عليّ طلب فتح تحقيق بما حصل أمس في المنصورية، لكن المشكلة ليست مع قوى الأمن، بل بتعنت المسؤولين والتعاطي بفوقية مع الناس. فليتفضلوا وليشكلوا هيئة، ولنصل إلى حل متحضر بحلول بديهية، تتم مناقشتها مع أهالي المنصورية، ولا أحد يريد توقيف خطة الكهرباء".

حكيم
من جهته، أكد الوزير السابق آلان حكيم أنه يقف إلى جانب أهالي المنصورية في وجه مد خطوط التوتر العالي. وقال حكيم: "هؤلاء الأهالي مثلنا، فنحن أيضًا من سكان المنطقة، وقلب الكتائب دائمًا على المتن، ونحن نطالب بتطبيق بيان بكركي". ووصف حكيم "ما يحصل اليوم في المنصورية بأنه عصيان على بيان البطريرك، الذي دعا إلى التهدئة والنقاش والحوار مع الأهالي".

فماذا يقول أهالي المنصورية المتضررون من تمدد التوتر العالي فوقهم؟.

خشية
ربيع وكرم يعيشان في حي (الأعمدة) مع عائلتيهما، ويخشيان مد الأشرطة الكهربائية منذ أن شيدت الأعمدة، الأول يسكن في بناية تقع تحت التوتر العالي مباشرة، والثاني على بعد عشرات الأمتار من العمود المقابل.&

ربيع يرفض تمامًا إقامة التوتر العالي، لكنه مع كرم لم يكن مندهشًا من تشييد هذه الأعمدة وبسرعة، وكلاهما لا يفهمان لماذا تصر السلطات على تمرير التوتر العالي في منطقة مأهولة بالسكان، وتحتوي على ما يقارب الـ 300 عائلة، إضافة إلى المدارس التي تأوي أكثر من 15 ألف تلميذ.
&
يقول ربيع إن مخطط التوتر العالي كان يجب أن يمر في مناطق غير مأهولة، لكن تدخل بعض الشخصيات السياسية أدى إلى اعتماد المخطط الحالي. يضيف أن الدولة تنظر في احتمال تمرير التوتر العالي تحت الأرض، إلا أن الأمر قد يشكل تكلفة مالية باهظة قد يدفع ثمنها المواطن العادي.

صحة الأطفال
طوني لم يكن يعلم عندما اشترى منزله في المنطقة في العام 1990 بأن التوتر العالي سيمر فوقه، ويعلم بأن حياته لن تكون نفسها بعد اليوم، مع تمديد خطوط الكهرباء، خصوصًا على صحة الأطفال، الذين قد يتعرّضون من جرائها إلى خطر سرطان الدم.

إضافة إلى الأمراض التي قد يتعرّض لها سكان المنطقة، هناك الأزمة المادية التي قد تصادفهم، إذا أرادوا أن يبيعوا منازلهم، كي يسكنوا منازل أخرى، لأن أسعارها تدنت، مع وجود الأعمدة الكهربائية، وهذا عبء إضافي آخر يضاف على كاهل أبناء المنطقة.
لكن أهالي البلدة لن ييأسوا، وهم ينتظرون ما قد يصدر من التحركات.

رأي الأولاد
أسعد في الخامس ابتدائي من مدرسة "المون لاسال" قال إنه يعارض إنشاء هذا العمود، لأنه يؤدي إلى أمراض سرطانية. كذلك كرستوفر الذي يعيش أيضًا في المنطقة قال إن هناك أطفالًا كثرًا في بنايته معرّضين&لهذا الأمر.

روزيت التي تقطن في المنطقة بدورها قالت: "على أساس اتفقوا على إزالته، وإذ بنا نفاجأ بإعادة العمل، ولم يتبقَ سوى مد الأشرطة". علمًا أن هذا التوتر العالي المنوي إنشاؤه يضر مدارس عدة، منها الوردية والحكمة وعين نجم والمون لاسال والكفاءات وغيرها من المدارس، فضلًا عن البيوت التي تقع ضمن هذا الإطار.
&