نيويورك: دعا أحد مؤسسي شركة فايسبوك الخميس إلى تفكيك عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، محذراً من أن نفوذ رئيس الشركة مارك زوكربيرغ فاق الحد.

وقال كريس هيوز الذي أسس مع زوكربيرغ الشبكة الإلكترونية عندما كانا طالبين في جامعة هارفارد عام 2004: "لقد حان الوقت لتفكيك فيسبوك".

وقال في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز إن تركيز زوكربيرغ على النمو "دفعه إلى التضحية بالأمن والكياسة من أجل نقرات المستخدمين" على الإعلانات، وحذر من أن تأثيره العالمي أصبح "مذهلاً".

لا يسيطر زوكربيرغ على فايسبوك فحسب، بل كذلك على منصتي انستاغرام وواتس آب الواسعتي الانتشار. وقال هيوز إن "مجلس إدارة فايسبوك يعمل كلجنة استشارية أكثر من كونه مشرفاً على المجموعة".

نشرت الصحيفة صورة هيوز الذي ترك فايسبوك قبل أكثر من عشر سنوات مع زوكربيرغ عندما نشرا وهما طالبان موقع فيسبوك كأداة للتواصل بين طلبة الجامعة.

واتهم فايسبوك بالاستحواذ أو تقليد جميع منافسيه لتحقيق الهيمنة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل المستثمرين مترددين في دعم أي منافسين، لأنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون الصمود لفترة طويلة.

وكتب هيوز وهو الآن عضو في مشروع الأمن الاقتصادي الذي يدافع عن دخل أساسي شامل في الولايات المتحدة، أن زوكربيرغ "أنشأ وحشاً مفترساً يزاحم ريادة الأعمال ويقيِّد خيار المستهلك".

بعد شراء منافسيها الرئيسيين، منصة الصور انستاغرام ومنصة المراسلة واتس آب، أصبح لدى مجموعة فيسبوك 2,7 مليار مستخدم شهرياً عبر منصاتها وحققت أرباحاً في الربع الأول من السنة بلغت 2,43 مليار دولار.

تفكيك احتكار فايسبوك

وقال هيوز إن "الجانب الأكثر إشكالية في قوة فايسبوك هو سيطرة مارك منفرداً على الكلام. ليست هناك سابقة لقدرته على مراقبة وتنظيم وحتى فرض رقابة على محادثات ملياري شخص".

وهزت الشركة سلسلة من الفضائح مؤخراً بما في ذلك السماح لشركات أبحاث بجمع بيانات مستخدميها واستجابتها البطيئة لاستخدام عناصر روسية فايسبوك كوسيلة لنشر معلومات مضللة خلال حملة الانتخابات الأميركية عام 2016.

وورد أن الشركة أن تواجه غرامة قدرها 5 مليارات دولار.

وقال هيوز إن "على الحكومة الأميركية أن تفعل شيئين: تفكيك احتكار فايسبوك وإخضاع الشركة لأحكام القانون لجعلها أكثر مساءلة أمام الشعب الأميركي"، وحث الحكومة على تفكيك انستاغرام وواتس آب ومنع عمليات الاستحواذ الجديدة لعدة سنوات.

وقال "حتى بعد التفكيك، ستظل فايسبوك شركة مربحة للغاية لديها مليارات للاستثمار في تقنيات جديدة، وخلق سوق أكثر تنافسية ليس من شأنه سوى تشجيع تلك الاستثمارات".

وقال هيوز إن تفكيك المجموعة بموجب قوانين مكافحة الاحتكار الحالية، سيسمح بحماية أفضل لخصوصية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ولن يكلف السلطات الأميركية شيئاً تقريباً.

وأكد أنه وزوكربيرغ لا يزالان صديقين، مشيرا إلى أن رئيس فايسبوك "إنسان. لكن إنسانيته هي التي تجعل من قوته غير المقيدة مشكلة كبيرة".