متظاهرون يحرقون علم الولايات المتحدة في طهران
EPA
متظاهرون يحرقون علم الولايات المتحدة في طهران

طرح معلقون في صحف عربية تساؤلات حول الخيارات المطروحة أمام إيران في مواجهة الولايات المتحدة وسط تحذيرات من اندلاع صراع عسكري بين الدولتين.

وأرسلت الولايات المتحدة منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، كما نقلت في وقت سابق قاذفات بي 52 الاستراتيجية إلى قواعدها العسكرية في قطر وسط تصاعد التوتر مع إيران.

وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن هذه الخطوة تأتي ردا على مخاطر عمليات عسكرية إيرانية محتملة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، وهو ما أنكرته إيران.

إيران "على حافة الهاوية"

قالت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية في افتتاحيتها: "تُعمِّق التهديدات الإيرانية مؤخراً بإغلاق مضيق هرمز، ووقف تعهداتها في اتفاقها النووي مع المجتمع الدولي، وسجالها مع الدول الأوروبية الكبرى حول هذا الانسحاب، حالة التخوف من إقدام النظام في طهران على أي عمل يمكن أن يتسبب في إشعال المنطقة، وهو ما لن تسمح به أمريكا ولا أوروبا".

وأضافت الصحيفة: "المجتمع الدولي ضاق ذرعاً بالسياسات الإيرانية في العالم... وهي بحاجة الآن إلى مراجعة مواقفها قبل فوات الأوان".

وتحت عنوان "اقتربت ساعة التأديب"، كتب طاهر الحصري في صحيفة "عكاظ" السعودية: "في النزالات الكبرى بين الدول، هناك أمم تعرف قدرها ومكانتها وحجم تأثيرها، وهنالك أخرى لا تعترف إلا بطموحها الزائف، وتلبيس الحق بالباطل، واستخدام مواطنيها في تحقيق احلامها المستعارة؛ لذا استلزم على الأولى أن تؤدب الأخيرة بما تليق وتستحق".

وقال عبد الرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "يبدو أن خيارات إيران صعبة، وهي التي تقف مجبرة هذه المرة على حافة الهاوية. إما أن تعاند وتستمر في الرفض، على أمل أن تغير واشنطن موقفها أو تتغير إدارة ترامب، لكن هذا يتطلب منها الانتظار عاماً ونصف العام، وبسببه ستواجه خطر انهيار نظامها من الداخل، أو أن تفاوض وتتنازل وهو ما تعلن أنه ضد مبادئها وكبريائها، وضد مشروعها النووي العسكري التوسعي، أو أن تفتعل معركة عسكرية تعتقد أنها ستكسب فيها وتجبر المعسكر الأمريكي على التنازل لها".

وحذر محمد مبارك في صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية من أنه "ليس في صالح النظام الإيراني إطلاقا الدخول في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفاً أنه "حتى حينما كانت إيران في أفضل حالاتها عسكرياً واقتصادياً، فإن أي حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية هي بكل تأكيد مدمرة بالنسبة إلى النظام الإيراني، فما بالكم والنظام الإيراني يعيش أصعب وأتعس مرحلة في تاريخه منذ وصوله إلى سدة الحكم في 1979؟".

"الرضوخ أو الانتحار"

وفي سياق متصل، تساءل ماهر أبو طير في صحيفة "الغد" الأردنية بشأت ما إذا كان الإيرانيون سيقبلون "حالة القتل البطيء التي انزلها عليهم الأمريكيون، وسيجلسون متفرجين على انهيار نظامهم من الداخل، بما يلبي المخطط الأمريكي". واستطرد الكاتب: "المنطق يقول هنا بكل وضوح، أن طرفاً لديه أوراق عدة ليلعب بها، لا يمكن أن يقبل تجرع السم ببطء ليموت تدريجياً ، بما يؤكد أن الإیرانیین سیقومون خلال الفترة المقبلة ببضع خطوات تعید خلط كل ملفات المنطقة".

وكتب يحيى التليدي عن الموضوع نفسه في "بوابة العين" الإخبارية الإماراتية تحت عنوان " إيران أمام جموح ترامب.. الرضوخ أو الانتحار".

ويقول الكاتب: "إيران تدرك جيداً أن أمريكا سترد بشكل رادع على أي اعتداء إيراني عليها أو على حلفائها في المنطقة، وتعلم أيضاً أنه لا الاتحاد الأوروبي ولا الصين ولا روسيا على استعداد لدعمها في مواجهة واشنطن، لذلك ليس هناك خيار أمام طهران -رغم هوسها النووي وأيديولوجيتها المتشددة- سوى الرضوخ للشروط الأمريكية ... وتقديم التنازلات والقبول بالتفاوض على اتفاق نووي جديد يضمن السلام والاستقرار في المنطقة".

وأشار خطار أبو دياب في صحيفة "العرب" اللندنية إلى أن الحكم الإيراني يعمل على "شد العصب الداخلي في وجه الإدارة الأمريكية، لكن هناك شك بقدرته على ضبط نقمة شعبية متفاعلة منذ نهاية عام 2017. ولا يستبعد أن يقود الضغط الأقصى أصحاب القرار في طهران إلى اتخاذ خيارات متهورة لاعتبارات أيديولوجية وذاتية تتصل بتوازن القوى داخل الدائرة الأولى للحكم. وفي مواجهة إدارة دونالد ترامب سيوجد كل الإقليم على صفيح ساخن على وقع تطورات الملف الإيراني".