يستعيد دانيال أوكرنت في "البوابة المحروسة" قصة قوانين الهجرة في الولايات المتحدة منذ عام 1895، وكيف بنيت على حجج تحسين النسل والكراهية والاضطهاد. هل تغير الأمر اليوم؟

إيلاف من بيروت:&في رواية "البوابة المحروسة" The Guarded Gate (المؤلفة من 528 صفحة، منشورات سكريبنر)، يقص دانيال أوكرنت فصلًا مظلمًا منسيًا من التاريخ الأميركي، تستمر انعكاساته على يومنا هذا.

إنها قصة حفنة من العلماء زعمت أن بعض الجنسيات كانت بطبيعتها أدنى مستوى من غيرها، ما وفر المبرر الفكري لسن أقسى قوانين الهجرة في التاريخ الأميركي. هذه الحجة التي صممتها الطبقة المخملية من سكان بوسطن ونيويوركK والتي قادت الحركة المناهضة للهجرةK ساهمت في إبقاء مئات الآلاف من اليهود والإيطاليين، وغيرهم من الجماعات غير المرغوب فيها، خارج الولايات المتحدة أكثر من 40 عامًا.

تاريخي ومعاصر

أوكرنت أول محرر عام لصحيفة نيويورك تايمز، ورئيس تحرير مجلة تايم، ورئيس تحرير مجلة لايف. عمل في تحرير الكتب في منشورات نوف وفايكينغ، ورئس تحرير هاركورت برايس. وصلت روايته "الثروة العظمى" (Great Fortune) إلى نهائيات جائزة بوليتزر في عام 2004، أي هذا الرجل متمكن من توثيق مسائل اختلف المؤرخون في تأريخها.

كتب أوكرنت قصته في خمسة أعوام، لتحكي الرواية الكاملة لقضية قوانين الهجرة الأميركية منذ بدايتها في عام 1895، عندما أطلق هنري كابوت لودج وغيره من سكان بوسطن حملتهم ضد المهاجرين.

في عام 1921، أعلن نائب الرئيس كالفين كوليدج أن القوانين البيولوجية أثبتت دونية جنسيات متحدرة من جنوب أوروبا وشرقها، فصدر القانون الذي قيد هجرة هؤلاء إلى أرض الأحلام بعد ثلاثة أعوام.

بأسلوب المميز، سواء أكان حيويًا أو موثوقًا به، ينقل أوكرنت مجموعة من الشخصيات الغنية من الورق إلى الحياة، بمن فيهم صديق لودج الأقرب، ثيودور روزفلت، وابن عم تشارلز داروين الأول فرانسيس غالتون، وماديسون غرانت مؤسس حديقة حيوانات برونكس، وصديقه الحميم إتش فيرفيلد أوسبورن مدير المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، ومارغريت سانجر صاحبة حملة تحديد النسل، وماكسويل بيركنز رئيس تحرير مجلة همنغواي وفيتزجيرالد.

"البوابة المحروسة" من الأعمال التاريخية ذات الصلة الوطيدة بالعصر الراهن، حكاية مهمة وثاقبة تربط علماء تحسين النسل الأميركيين بعنف النازية، وتبين كيف وجدت معتقداتهم تربة خصبة في أذهان المواطنين والقادة هنا وفي الخارج.

حقبة قبيحة

حاز الكتاب ثناء كثيرين. ففي مراجعة موقع كيكيوس، جاء الآتي: "إنه كتاب يصدر في الوقت الملائم، عن حقبة قبيحة في التاريخ الأميركي. إنه فصل مليء بالتعصب العنيف يعتقد كثيرون أنه مغلق، لكن ثمة علامات على أن النية معقودة لإعادة فتحه. إحدى نقاط القوة الكبرى في هذا السرد هي تضمين المؤلف عشرات القصص الذاتية القصيرة التي تضيء خلفيات السياسيين العنصريين ومروجي علم تحسين النسل الزائف. إنه كشف تاريخي ومحاسبة ضرورية".

أما لورنس رايت، مؤلف كتاب "برج يلوح في الأفق" The Looming Tower الحائز&جائزة بوليتزر، فقال إن ما يثير القلق من تأريخ أوكرنت المثير للجدل بشأن الهجرة هو تناقضه مع النقاش السائد اليوم. فهذا الكتاب الثاقب وغير المبهم سلط الضوء على خلفية تاريخية جذابة تصف الفجوة بين المثالية والواقع في الولايات المتحدة".

ووصف جيفري توبين، من "سي إن إن"، أوكرنت بأنه&"أخذ حقبة منسية في التاريخ الأميركي وأحياها ببراعة، فكتب قصة أنيقة تروي معارك الهجرة في أوائل القرن العشرين بطريقة رائعة. مع الأسف، هذه الحوادث كلها وثيقة الصلة بما نسمعه اليوم".

دانيال أوكرنت سجل ببراعة وإخلاص السجل الأميركي الكئيب (السابق) بشأن الهجرة، "وكيف صدرنا السياسات العنصرية وكراهية الأجانب ذات العواقب المروعة إلى أنحاء العالم"، بحسب الكاتب الأميركي كين بيرنز.&
&
أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن " simonandschuster". الأصل منشور على الرابط:

https://www.simonandschuster.com/books/The-Guarded-Gate/Daniel-Okrent/9781476798035