أوقف البرلمان العراقي في إجراء عاجل عملية كان منتظرًا إجراؤها اليوم بقيام حكومة محافظة نينوى المحلية الشمالية باختيار محافظ جديد، وذلك إثر معلومات كشف عنها 14 نائبًا بتلقي أعضاء فيها لرشى لانتخاب شخصية بعينها، وتمت إحالة القضية على القضاء.. فيما حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى العراق واتخاذ القاطنين فيه إجراءات بالحيطة وعدم الكشف عن هوياتهم.

إيلاف: قررت رئاسة البرلمان العراقي إيقاف الإجراءات المتخذة لانتخاب محافظ جديد لمحافظة نينوى الاثنين بعد معلومات كشف عنها 14 نائبًا بحصول عمليات فساد ورشى لانتخاب شخص معيّن لمنصب المحافظ، تشير الأصابع إلى أنه النائب منصور مرعيد عطية حمد الجبوري المنتمي إلى ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.&

جاء القرار بعد ساعات من دعوة وجّهها رئيس مجلس حكومة المحافظة سيدو جتو حسو السنجاري إلى أعضاء المجلس للحضور على الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم لانتخاب محافظ لنينوى ونائبين له.

مجلس محافظة نينوى

فقد خاطب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في إجراء عاجل مساء أمس المجلس الأعلى للفساد برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في وثيقة إطلعت على نصها "إيلاف" قائلًا: "وردت معلومات من الذوات المدرجة أسماؤهم أدناه عن شبهات&فساد تتعلق بانتخاب محافظ نينوى الجديد".

ودعا المجلس إلى "فتح تحقيق عاجل واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإحالة الملف على الجهات القضائية للتحقيق بملابسات قيام بعض أعضاء مجلس محافظة نينوى باستلام مبالغ ورشى مقابل التصويت لمرشح معيّن". وذكر الحلبوس في خطابه أسماء 14 نائبًا، وأعقب ذلك توجيه رئاسة البرلمان خطابًا عاجلًا إلى مجلس محافظة نينوى بوقف إجراءات انتخاب المحافظ ونائبيه إلى حين ورود الإجابة من الجهات المعنية، في إشارة إلى المجلس الأعلى لمكافحة الفساد. يشار إلى أن أكثر من 30 شخصًا قد ترشحوا لمناصب المحافظ.

ربع مليون دولار وسيارة لمن ينتخب المحافظ
وتؤكد معلومات قيام بعض الكتل السياسية بتقديم رشاوى كبيرة إلى أعضاء مجلس محافظة نينوى لتمرير مرشحها لمنصب المحافظ.

وقالت إن بعض الكتل عرضت على كل عضو مبلغ ربع مليون دولار وسيارة فارهة للتصويت على الشخصية التي ترشحها لمنصب المحافظ.

وكان مجلس النواب قد صوّت في 24 مارس الماضي على إقالة المحافظ نوفل العاكوب ونائبيه عبد القادر سنجاري وحسن العلاف على خلفية حادثة غرق عبارة مائية في بحيرة منطقة الغابات في مدينة الموصل عاصمة المحافظة ووفاة أكثر من 200 شخص من مستقليها، وسط دعوات إلى إقالة مجلس المحافظة. وجاءت الإقالة بطلب من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على خلفية تهم بشبهات فساد وغرق العبارة السياحية في نهر دجلة.&

الولايات المتحدة تحذر رعاياها في العراق
حذرت السلطات الأميركية رعاياها من السفر إلى العراق، ودعت المقيمين فيه إلى اتخاذ إجراءات للحيطة والحذر بسبب التوتر الحالي مع إيران وحلفائها في المنطقة.

وأصدرت السفارة الأميركية في بغداد تحذيرًا إلى مواطنيها في العراق في بيان اليوم تابعته "إيلاف" قائلة: إننا "نحذر المواطنين الأميركيين المقيمين في العراق، ونطالبهم باتخاذ إجراءات الحيطة والحذر".

أكدت السفارة الأميركية على المواطنين الأميركيين بضرورة اتخاذ 4 تدابير للحفاظ على أمنهم من خلال عدم السفر إلى العراق وتجنب الوجود في الأماكن المعروفة بأنها أماكن تجمع أميركيين، وعدم الكشف عن هويتهم، إضافة إلى اتخاذ الحيطة والحذر من المحيطين به. وطالبت الولايات المتحدة مواطنيها بالتواصل مع السفارة الأميركية في العراق عند حدوث أي طارئ.

وقد أبلغ العراق أمس كلًا من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تمسكه بعلاقات تعاون متوازنة مع واشنطن وطهران، وبما يعزز الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة والعالم.&

وأكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال اجتماع مع سفراء الدول الأوروبية المعنية بالملف النووي الإيراني، وهي بريطانيا وألمانيا وفرنسا، "حرص العراق على إقامة علاقات تعاون متوازنة مع جيرانه وأشقائه وأصدقائه، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران وبما يعزز الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة والعالم".. مشددًا على أهمية تبني الحوار الجاد والبناء لحل جميع المشاكل وتغليب المشتركات على الخلافات، والنأي عن سياسة المحاور، كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

يشار إلى أن العراق يتخوف من أن تصبح أراضيه مسرحًا لحرب أميركية إيرانية، خاصة مع وجود فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران، تهدد باستمرار باستهداف القوات الأميركية في البلاد، التي يزيد عددها على الستة آلاف عسكري.

وكان وزير الخارجية الأميركي بومبيو قد أبلغ الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي خلال زيارته الخاطفة إلى بغداد الاثنين الماضي بأن بلاده لن تتخذ خطوة الحرب الأولى ضد إيران، لكنها لن تتردد في حماية أمن بعثتها وجنودها في العراق، كما قدم إليهما تصورًا معززًا بالأدلة عن خطط إيرانية يمكن تطبيقها في أي لحظة لتصعيد التوتر في المنطقة وأن مجموعات عراقية مسلحة على صلة بإيران تخطط لتنفيذ عملية عسكرية ضد مجمع يضم قوات أميركية في شمال بغداد، وآخر في غربها".&

عقب انتهاء مباحثاته مع صالح وعبدالمهدي أبلغ بومبيو الصحافيين الذين يرافقونه في طائرته بأنه بحث مع المسؤولين العراقيين "أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأميركيين في بلدهم".. مشيرًا إلى أنّ المسؤولين العراقيين "أظهروا أنهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم". &

&