وحّد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير برحيله المواقف السياسية، بحيث أجمع رجال السياسة على موقف واحد، وهو أن لبنان خسر برحيل الكاردينال رجلًا من رجالات لبنان التي لن تتكرر.

إيلاف من بيروت: نعى رئيس الجمهورية اللبناني&العماد ميشال عون إلى اللبنانيين البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، قائلًا: "ستفتقده الساحة الوطنية رجلًا صلبًا في دفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه".

أضاف عون: "بغياب البطريرك صفير تفقد الكنيسة المارونية واحدًا من أبرز بطاركتها ورعاتها، كانت له بصمات مشرقة، مدبرًا لشؤونها، ومحافظًا على تقاليدها وتراثها التاريخي، ومجددًا رتبها الطقسية، وساهرًا على حاجات أبنائها".

تابع: "أسأل الله تعالى أن يرحم البطريرك صفير، الذي رحل عنا إلى دنيا الحق، وأن يسكنه في مساكنه الأبدية، ويجعل ذكراه طيبة على مدى الأجيال".

الحريري: صفحة ستبقى حية
بدوره نعى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري البطريرك&الراحل مار نصرالله بطرس صفير بقوله: "البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يترك صفحة مشرقة في تاريخ لبنان، سوف تبقى حية في ضمائر الذين عرفوه وعاصروه، وهداية للأجيال التي ستقرأ تاريخ لبنان الحديث".

أضاف الحريري مشيدًا: "فالراحل الكبير جسّد بشخصه وبعمله إرثًا للقيم الروحية والوطنية، في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان ارتفع معها بالصلابة والقدوة والثبات والشجاعة إلى مرتبة الرمز الوطني، الذي أسهم بكل تأكيد في تحويل مجرى الأحداث، ونقل لبنان من حال إلى حال".

تابع: "هو حضر سنوات الحروب بعد انتخابه العام 1986، ورافق مساعي السلام والتهدئة، وانتقال لبنان إلى السلام بعد الصراعات الدامية والمدمرة، وليست له من وسائل سوى رفع شأن كلمة الحق، ومن زاد سوى العمق الروحي والوفاء لثوابت لبنان، التي كانت البطريركية المارونية من بين أشد المؤتمنين عليها تاريخيًا، ولذا فإن ما شاهده وعرفه وخبره من أحداث على الصعيد الوطني، وما واجهه من معارضات وانتقادات، لم تزده إلا إيمانًا برسالته المزدوجة الروحية واللبنانية، فما خفت صوته مرة في نصرة ما كان يؤمن به، فارتفع دائمًا بالرفض وإدانة الممارسات التي شهدت محطات تاريخية في مسيرته، من نداء مجلس المطارنة الموارنة في سبتمبر من العام 2000 إلى مصالحة الجبل في العام 2001، إلى لقاءاته مع كبار مقرري العالم شرقًا وغربًا، مدعومًا بقوة من الفاتيكان ومن العواصم الكبرى".

أضاف الحريري: "شاءت الأقدار أن تصنع اللقاء التاريخي بينه وبين والدي رفيق الحريري، اللقاء على القضية الوطنية الواحدة في سبيل الشاغل الواحد، وهو الاستقلال والسيادة الكاملة داخليًا وخارجيًا وحرية القرار، وكأنه كتب لهذين الرجلين الكبيرين، أن يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل، بالإيمان الوطني الواحد، والتطلع الواحد، واليد الواحدة، وقد أدرك كلاهما أن تعاونهما المشترك هو المنطلق الصلب لإعادة إحضار لبنان إلى مكانته الطبيعية كوطن حر سيد مستقل، يؤدي دوره الريادي في منطقته العربية والعالم".

ختم الحريري قائلًَا: "إني باسمي الشخصي وباسم عائلتي والحكومة أتقدم من الكنيسة المارونية وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن اللبنانيين جميعًا بأحر التعازي، راجيًا أن تبقى صورة البطريرك صفير قدوة للعاملين المخلصين للوطن".

جنبلاط: وداعًا رجل المصالحة
كما نعى رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، عبر حسابه على "تويتر" قائلًا: "وداعًا لبطريرك الاستقلال والمصالحة والمحبة والسلام".

وهاب: تجربتنا معه مميزة
كذلك نعى رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وقال في تغريدة على "تويتر": "في أصعب أيام الصراع الداخلي حافظ البطريرك صفير على بكركي كمنبر حر للجميع، كان صادقًا في وعده يستمع إلى كل الآراء، أعجبته أم لم تعجبه، كانت تجربتنا معه مميزة منذ التسعينات رحمه الله".
&