إيلاف من لندن: وسط مخاوف باستهداف قواتها ومصالحها في العراق، فقد أمرت واشنطن موظفيها غير الاساسيين في العراق بمغادرته فورًا وطالبتهم بالرحيل بوسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن، موضحة أن هذا الأمر بالمغادرة الملزمة يعد مناسبًا في ضوء الظروف الأمنية الحالية.

وأشار الناطق الرسمي باسم السفارة الأميركية في بغداد علاء الدين الصدر إلى أنّه بالنظر إلى سلسلة التهديدات المتزايدة التي نشهدها في العراق والتي أطلعنا الحكومة العراقية عليها خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي بومبيو في السابع من الشهر الحالي ومن خلال اتصالات لاحقة، فقد قرر الوزير شمول البعثة في العراق بمغادرة الموظفين غير الاساسيين من السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية الأميركية في أربيل".

وأوضح الناطق في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" أن مغادرة الموظفين غير الضروريين تعد&مناسبةً&في ضوء الظروف الأمنية الحالية".. وقال: "نقوم بمراجعة وتقييم سلامة وأمن وعمليات منشأتنا حول العالم وبشكل منتظم وقررنا ان الأمر بالمغادرة الملزمة يعد مناسبا في ضوء الظروف الأمنية الحالية".

وأكد بالقول "نحن لانتخذ هذه القرارات بإستخفاف، لأن سلامة الموظفين الحكوميين الأميركيين والمواطنين الأميركيين في من الاولويات القصوى لوزارة الخارجية الأميركية". وأضاف: "اننا نثق بعزم الاجهزة الأمنية العراقية على حمايتنا لكن يبقى هذا التهديد خطيرًا، ونود التخفيف من خطر التعرض للأذى".

مغادرة فورية

وقبيل ذلك نشرت السفارة الأميركية في بغداد الاربعاء توجيها أصدرته وزارة خارجيتها يقضي بسحب موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين من العراق، سواء العاملين في السفارة أو في القنصلية الأميركية في أربيل.

وأشارت السفارة في بيان على موقعها بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتابعته "إيلاف"، إلى أنّه "قد تم ايضا تعليق الخدمات الاعتيادية لإصدار التأشيرات موقتاً في بغداد واربيل". واوصت من شملهم القرار "بالرحيل بوسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن".&

وقالت إن لدى الحكومة الأميركية قدرة محدودة على توفير خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين في العراق .. وأشارت إلى أنّه يمكن الحصول على معلومات إضافية على موقع السفارة الأميركية في قسم خدمات مواطني الولايات المتحدة.&

وكانت السفارة اصدرت في 12 من الشهر الحالي تحذيرا إلى مواطنيها من السفر إلى العراق في الوقت الراهن، وشددت على القاطنين فيه بعدم ارتياد الاماكن التي كانوا يذهبون اليها وإلى عدم الكشف عن هوياتهم مؤكدة وجود مخاطر على حياتهم بسبب زيادة حدة التوتر في البلاد.&

العراق يعلن خططا لمواجهة تفجر الصراع الأميركي الايراني

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد تحدث خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي مساء امس الثلاثاء عن الصراع الأميركي الايراني، قائلا " إن الحكومة لديها خطط لمواجهـة حالة الطوارئ في حال تصعيد الازمة بين طهران وواشنطن".&

وأوضح أن "الطرفين صديقان للعراق ولا يريدان الحرب، لكن هذا ملف معقد والعراق يساعد لعدم الانزلاق نحـو الخطر".

وأضاف أنّ "العراق يبذل جهودا كبيرة في هذا المجال وهناك رغبة مشتركة من الطرفين بأن ينتهي الأمر على خير".. محذرا من ان "جميع الاطراف ستدفع ثمنا كبيرا في حال الانزلاق إلى الهاوية بما فيها العراق الذي سيتضرر كثيرا ".

وعن تحذيرات الخارجية الأميركيـة لرعاياها بعدم السفر إلى العراق، أشار عبد المهدي إلى أنّ" من حق واشنطن تحذير رعاياها ونحن من حقنا التوضيح بأن الوضع الأمني مستقر داخل العراق".&

وأكد أن "معلوماتنا الأمنية لم تسجل أي تحركات جديدة تشكل تهديدا للاخرين والحكومة ملزمة بحماية الجميع ولانقبل ان تكون الاراضي العراقية منطلقا للاعتداء على الاخرين".

وأمس الثلاثاء، قال الجيش الأميركي إن هناك تهديدات وشيكة محتملة ضد القوات الأميركية في العراق والتي صارت الآن في حالة تأهب قصوى .. مؤكدا المخاوف من قوات تدعمها إيران في المنطقة.

وقال الكابتن بيل أوربان وهو متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي، إن البعثة الأميركية "في حالة تأهب قصوى الآن ونواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأميركية في العراق".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التهديدات الإيرانية لكنه قال إن الولايات المتحدة "لا تريد حربا مع إيران".. مشيرا إلى أن "الرد سيكون بشكل يتناسب مع أي هجمات إيرانية".

وتأتي التصريحات الأميركية، وسط تصعيد إيراني غير مسبوق، بعد أن قال مسؤول أميركي إن التقييم الأولي في تعرض 4 سفن لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات قبالة سواحل إمارة الفجيرة، الأحد، يشير إلى احتمال تورط إيران في الهجوم الذي استهدف ناقلات النفط.