تكتسب زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي&لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد إلى بيروت أهمية قصوى بالنظر إلى تزامنها مع التطورات التي تشهدها المنطقة.

إيلاف من بيروت: تكتسب زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي&لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد إلى بيروت، أهمية قصوى بالنظر إلى تزامنها مع التطورات التي تشهدها المنطقة، والحشود العسكرية الأميركية ضدّ إيران، لكنها تحمل في الوقت نفسه عنوانًا لبنانيًا يتمثّل في البحث مع القيادات اللبنانية في مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، بناء على الرسالة التي حمّلها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد في هذا الخصوص، إضافة إلى تقديمه واجب التعزية بوفاة البطريرك الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير.

توجّه أميركا
ومع زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد لبيروت، ما الذي يمكن أن يتباحثه المعنيون الأميركيون في لبنان غير موضوع النفط؟.&

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك موضوعات عدة تتعلق أساسًا بالوضع السوري في المنطقة ووضع اللاجئين السوريين في لبنان، وبالمسألة المتعلقة بحزب الله والعقوبات التي تزداد على الحزب بشكل واضح، والطرف اللبناني بحاجة إلى أن يتباحث مع الأميركيين ليرى ما مدى توجّه الجهات الأميركية، والتخفيف من الأعباء في المنطقة، ووضع اللجوء، وكذلك كما ذكرنا العقوبات الأميركية على حزب الله.

إسرائيل
هل تبقى تلك الزيارات الأميركية ضمانة للبنان لاستخراج نفطه من دون أي مواجهة مع إسرائيل؟

يؤكد علوش أن معرفة ما تحاول إسرائيل الوصول إليه من خلال اختلاقها للإشكال مع لبنان يبقى سؤالًا قد يكون مرتبطًا بإجبار اللبنانيين على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، والمشكلة الأساسية تبقى في أن لبنان لا يستطيع بمقاومته أو قواته الخاصة أن يقوم بمواجهة في هذا الخصوص، من هنا على لبنان أن يتجه إلى الأمم المتحدة كي يحقق مسألة الحدود الدولية، وتبقى حقوقًا مضمونة دوليًا، وعلى لبنان أن يشتغل على هذا الأساس.

سلاح حزب الله
هل يبقى موضوع سلاح حزب الله أمرًا ملحًّا لدرجة إرسال مبعوثين دوليين أميركيين إلى لبنان؟. يلفت علوش إلى أنه بالنسبة إلى الأميركيين ليس السلاح فقط ما يهمّهم، بل حزب الله كمؤسسة تابعة لإيران، وتثير القلق في المنطقة ككل، إضافة إلى أن سلاح حزب الله يبقى مشكلة داخلية وإقليمية. أما عمليًا فلا توجد سيادة في لبنان إلا مع السلاح الشرعي، فالمشكلة تبقى محلية لبنانية، ألقت بظلالها الأمنية والسياسية على الوضع اللبناني برمته بشكل سلبي جدًا على مدى السنوات الماضية، إضافة إلى الوضع الإقليمي، حيث أصبح حزب الله قوة إقليمية مقلقة ومؤثرة في شعوب المنطقة، مما تسببب بدمار كامل خلال السنوات الماضية.

الإتفاقية الروسية
وردًا على السؤال "هل موضوع روسيا اليوم التي تسعى إلى اتفاقية عسكرية متكاملة مع لبنان، قد يؤدي إلى سعي أميركا من جهتها من خلال مبعوثيها إلى لبنان إلى تثبيت أقدامها في المنطقة في مواجهة روسيا؟". يؤكد علوش أن الأمر مرتبط بنوعية التفاهمات القائمة، ولبنان تاريخيًا لديه علاقة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية، تتمثل أولًا في مساعدات مباشرة تقدمها أميركا إلى لبنان، وتبقى أساسية بالنسبة إلى الجيش اللبناني، إضافة إلى تدريب الكوادر والضباط، وتاريخيًا عملية التدريب على&القتال أكثرها في الجيش اللبناني مبنية على العقيدة الغربية، وخاصة الأميركية، لذلك لا نعلم مدى أهمية الاتفاقية العسكرية الروسية بين لبنان وروسيا، ولكن من المرجح أن يستمر الأميركيون في القول إنهم يسعون دائمًا إلى دعم لبنان.


&