السودان
Reuters
المجلس العسكري قال إن قوى الحرية والتغيير لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من وقف التصعيد وإزالة المتاريس من الطرق الرئيسة

أعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، تعليق التفاوض مع تحالف قوى الحرية والتغيير، لمدة ثلاثة أيام.

وقال برهان في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن قوى الحرية والتغيير لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من وقف التصعيد وإزالة المتاريس من الطرق الرئيسة وفتح السكك الحديد.

وأضاف أن هذا الوضع تسبب في انفلات أمني وأدى إلى تسلل "العناصر المندسة إلى ساحة الاعتصام وقتلهم لعناصر عسكرية ومدنية".

وشدد رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير الشهر الماضي، على عدم استئناف المفاوصات ما لم تتم إزالة المتاريس وفتح خط السكة الحديد ووقف التصعيد الإعلامي ضد المجلس.

وجاء قرار المجلس العسكري بعد ساعات من إعلان الاتفاق المبدئي على مدة ثلاث سنوات كمرحلة انتقالة، وتشكيل مجلس سيادي ومجلس تشريعي، قبل إجراء انتخابات لتسليم الحكم لسلطة منتخبة بعد ذلك.

وأطلقت قوات من الجيش الرصاص، يوم الأربعاء، في محاولة لإزالة الحواجز من العاصمة بالقوة.

وزعم محتجون إن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا، لكن لا يمكن حتى الآن التأكد من هذه الأنباء.

ووقعت أعمال عنف وإطلاق نار يوم الاثنين الماضي، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم عسكريين وإصابة العشرات، وطالب المحتجون بمحاسبة المسؤولين.

ورغم تحرك المجلس العسكري للإطاحة بالبشير وإيداعه السجن مع رموز نظامه، إلا أن الاحتجاجات ظلت مستمرة، ومازال المعتصمون يرابطون أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، للمطالبة بنقل الحكم إلى حكومة مدنية.

اتفاق بين المجلس العسكري وتحالف المعارضة على آليات انتقال السلطة لحكومة مدنية

اتفاق المجلس العسكري والمعارضة السودانية على مرحلة انتقالية لثلاث سنوات

ماذا قال قادة الاحتجاجات؟

متحدثا قبل البيان العسكري، قال رشيد السيد، المتحدث باسم تحالف قوى التغيير لوكالة فرانس برس : "أخبرنا المجلس العسكري بضرورة إزالة المتاريس وعودة المتظاهرين إلى ساحة الاعتصام".

وأكد أحمد ربيع، أحد قادة المحتجين على أن المحادثات تعثرت، وقال "إن الجيش يريد إعادة فتح الطرق في الخرطوم وأماكن أخرى قبل أن يعود إلى طاولة المفاوضات".

السودان
Reuters
اتفق الطرفان على تشكيل لجنة تحقيق في أحداث العنف، التي وقعت ليل الاثنين، وأدت الى مقتل وإصابة العشرات

ما الذي تم الاتفاق عليه بالفعل؟

اتفق المجلس العسكري في السودان وتحالف قوى الحرية والتغيير المعارض، يوم الثلاثاء، على ترتيبات هيكل السلطة الانتقالية في البلاد، وتحدد المرحلة الانتقالية بثلاث سنوات، وسيتم التوصل لاتفاق نهائي حول تفاصيل المرحلة خلال 24 ساعة.

وقال عضو المجلس العسكري الفريق ياسر عطا، إنه تم الاتفاق على صلاحيات المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي، على أن يكون عدد الأعضاء 300 عضو، يحتل تحالف قوى الحرية ثلثي المقاعد، وتشغل أحزاب أخرى الثلث.

كما اتفق الطرفان على تشكيل لجنة تحقيق في أحداث العنف، التي وقعت ليل الاثنين، وأدت الى مقتل وإصابة العشرات.

وكان من المقرر أن يتواصل التفاوض بين الجانبين يوم الأربعاء، لمناقشة نسبة المشاركة في المجلس السيادي المقترح، لكن المفاوضات توقفت بسبب استمرار إغلاق الطرق الرئيسية في الخرطوم.

ما هي خلفيات الموقف في السودان؟

في ديسمبر/كانون الأول، خرج المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجا على قرار الحكومة برفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف. سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى غضب واسع النطاق ضد حكم الرئيس البشير، الذي دام 30 عاما.

بعد خمسة أسابيع من الاحتجاجات، في 17 يناير/كانون الثاني، قال شهود عيان إن قوات تابعة للحكومة أطلقت ذخيرة حية على المتظاهرين وقتلت طبيبا، كان يعالج المحتجين المصابين في منزله بالخرطوم.

وكان هذا الطبيب واحدا من عشرات الأشخاص الذين قتلوا خلال الاضطرابات المناهضة للحكومة.

مع تصاعد الغضب، نظم المتظاهرون اعتصاما في 6 أبريل/نيسان، خارج مقر القيادة العامة للجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، لمطالبة الجيش بإجبار الرئيس على ترك السلطة.

وبعد خمسة أيام، أطاح الجيش بالرئيس البشير وتم احتجازه وبعض رموز حكمه.

تولى مجلس عسكري السلطة في 11 أبريل/نيسان، لكن المتظاهرين ظلوا على موقفهم ولم ينهوا الاعتصام وأصروا على نقل السلطة إلى إدارة مدنية.

في البداية لم تخرج المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاجات بنتائج مشجعة، لكن مؤخرا تم الاتفاق على تفاصيل المدة الانتقالية والتي سوف تستمر ثلاث سنوات.

اتهام عمر البشير بـ"التحريض والاشتراك في قتل متظاهرين"

أين يوجد الرئيس البشير؟

لم يظهر الرئيس السابق عمر البشير بشكل علني منذ عزله من منصبه.

السودان
AFP
تم توجيه اتهامات رسمية للبشير بالتحريض والمشاركة في قتل المتظاهرين

وبحسب ما ورد تم نقل البشير من القصر الرئاسي إلى سجن شديد الحراسة في الخرطوم، لكن بي بي سي لم تتحقق من هذه التقارير.

يوم الاثنين، تم توجيه اتهامات رسمية للبشير بالتحريض والمشاركة في قتل المتظاهرين.

تأتي هذه التهم من التحقيقات في وفاة الطبيب الذي قتل بالرصاص خلال احتجاجات 17 يناير/كانون الثاني.

كما يواجه تحقيقا في اتهامات بالتورط في غسيل أموال وتمويل الإرهاب.