نصر المجالي: نفت إيران قيام الحرس الثوري بتركيب صواريخ مجنحة على قوارب حربية له في مياه الخليج، وهو ما دفع إدارة الرئيس ترمب إلى إرسال القوة البحرية خشية تزايد خطر إيران عليها وعلى حلفائها. وتزامنا دعا مسؤول برلماني ايراني الى حوار مع أميركا.

وأكد ثلاثة مسؤولين أميركيين صحة تقرير سبق أن نشرته شبكة (سي إن إن) حول محتوى صور التقطها قمر اصطناعي، وثّقت تركيب الحرس الثوري الإيراني صواريخ على قوارب تابعة له.

وقال مسؤولون لصحيفة (نيويورك تايمز) أن الصور تظهر صواريخ جاهزة للاستعمال على متن قوارب صغيرة، ما أثار مخاوف الولايات المتحدة من إمكانية تعرض سفنها الحربية لهجمات، كما أشارت معلومات استخباراتية إضافية، حسب المسؤولين، إلى وجود خطر على حركة الملاحة التجارية في الخليج، علاوة على خطر أن تهاجم فصائل متحالفة مع إيران القوات الأميركية في العراق.

صواريخ مجنحة

من جانبها، أكدت قناة "فوكس نيوز" نقلا عن مسؤولين في البنتاغون، أن صورا لصواريخ مجنحة مركبة على قوارب إيرانية صغيرة، تقف وراء التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران، موضحة أن هذه الصواريخ تبدو أحدث من تلك التي استهدفت قنصلية واشنطن في مدينة البصرة العراقية في سبتمبر الماضي.

وأفادت صحيفة (نيوروك تايمز) بأن السلطات الإيرانية أزالت من بعض قواربها صواريخ مجنحة، كان تركيبها على تلك القوارب سببا للتصعيد الأخير بين واشنطن وطهران.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة عن مسؤول في البنتاغون وآخر في الكونغرس تأكيدهما أن القوات الإيرانية أزالت خلال اليومين الأخيرين تلك الصواريخ من متن قاربين تابعين لها على الأقل، في خطوة قد تكون مؤشرا على التخفيف من حدة التوتر في الخليج.

ابحار قاربين&

وأوضح المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن اسميهما لكونهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام حول الموضوع، أن هذين القاربين يبحران بين مينائي بندر جاسك وجابهار الإيرانيين المطلين على خليج عُمان، ومن غير الواضح كم قاربا لا يزال مزودا بمثل هذه الصواريخ التي رأت فيها الولايات المتحدة خطرا على سفنها الحربية والملاحة التجارية في الخليج.

كما أشار المسؤولان إلى رصد خفض وتيرة الاتصالات بين الحرس الثوري الإيراني والفصائل الشيعية المنضوية تحت راية "الحشد الشعبي" في العراق في الآونة الأخيرة، لكن هذه الاتصالات لم تتوقف.

ارسال مدمرتين

ودفعت هذه المعلومات، بالإضافة إلى دخول مدمرتين أمريكيتين مياه الخليج عبر مضيق هرمز قبالة سواحل إيران دون وقوع أي حوادث، دفعت بعض المسؤولين في واشنطن إلى استنتاج أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة في الخليج نجحت في "ردع خطر الهجوم الإيراني المحتمل على قوات الولايات المتحدة"، حسب الصحيفة.

وأطلعت إدارة الرئيس دونالد ترمب قادة الكونغرس على هذه المعلومات الجديدة أثناء إحاطة عقدت أمس وراء الأبواب المغلقة.

غير أن الوضع لا يزال بعيدا عن الانفراج، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين توقعهم أن تطلب القيادة المركزية في البنتاغون في الأسابيع القليلة المقبلة نشر مزيدة من القوات البحرية والجوية في الشرق الأوسط.

نفي ايراني&

ومن جهته، سارع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إلى نفي صحة تقارير إعلامية أفادت بأن سبب التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران يعود إلى تركيب الحرس الثوري صواريخ مجنحة على قوارب حربية له.

وقال الدبلوماسي الإيراني، في حديث إلى قناة CBS الأميركية أمس الجمعة: "لست مسؤولا عسكريا، لكنني استطيع التأكيد أننا لا نطلق صواريخ من قواربنا".

الحشد الشعبي

كما نفى المندوب الإيراني قطعيا صحة تقارير تتحدث عن أن طهران أمرت قادة الفصائل العراقية المتحالفة معها بالاستعداد لمهاجمة القوات الأميركية في البلاد، واتهم الولايات المتحدة باستخدام تقارير استخباراتية خاطئة، مذكرا بالغزو الأميركي للعراق عام 2003 تحت ذريعة امتلاك نظام صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، ولم تكن هناك أية أرضية لهذه الاتهامات كما تبين لاحقا.

وحمّل روانجي "مستشارا رئيسيا" في الإدارة الأميركية بالوقوف وراء تلك الادعاءات الخاطئة الموجهة ضد إيران، وقال، ردا على سؤال عما إذا كان الحديث يدور عن مستشار الأمن القومي الحالي في البيت الأبيض جون بولتون: "لا أريد ذكر الأسماء، لكنه كان بالتأكيد بين هؤلاء الأشخاص".

موقف ترمب

وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن قناعته بأن ترمب لا يريد الحرب مع إيران، لكن ذلك لا يعني أن المسؤولين المقربين منه يشاطرون هذا الموقف، متهما بولتون بالسعي إلى تهيئة الظروف لنشوب نزاع بين واشنطن وطهران.

وشدد المندوب على أن الاستخبارات الخاطئة هي سبب التصعيد الأخير في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة حل هذه المسألة لتحسين الظروف بالنسبة لجميع الأطراف المعنية.

حوار

وإلى ذلك، دعا رئیس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة، إلى عقد مفاوضات أميركية إيرانية في قطر أو العراق، لتجاوز التوتر بين البلدين.

وكتب حشمت الله فلاحت بيشة، على صفحته الخاصة في "تويتر": "هناك طرف ثالث يستعجل اندلاع الحرب بين طهران وواشنطن".

وقال فلاحت بيشة إنه "على الرغم من نفي كبار المسؤولين في إيران وأمريكا النية لإشعال الحرب، إلا أن هناك جهة ثالثة، على عجلة لتدمير قسم كبير من العالم".

وأضاف أنه "ينبغي إيجاد طاولة بخطوط حمراء في العراق أو قطر، تضم مسؤولي البلدين (إيران وأميركا)، توكل إليها مهمة خاصة بإدارة التوتر".