أحبط المجلس العسكري الانتقالي في السودان محاولة انقلاب نفذها ضباط موالون للرئيس السابق عمر البشير، بينما اقتحمت قوات الدعم السريع مبنى عمليات جهاز الأمن، وألقت القبض على بعض المشاركين في المحاولة الفاشلة.

إيلاف من القاهرة: بينما يسيطر التوتر على الأوضاع في السودان، لاسيما بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، بسبب الخلافات حول الحكومة المدنية، حاولت مجموعة من العسكريين وقيادات جهاز الشرطة والأمن تنفيذ انقلاب عسكري بعد فجر أمس السبت.

وكشفت تقارير محلية عن إحباط محاولة الانقلاب التي جرت على يد مجموعة من الضباط ممن تمت إحالتهم إلى التقاعد الأسبوع الماضي.

ونقلت صحيفة "المشهد السوداني" عن مصادر لم تسمها، القول إن محاولة الانقلاب دبرها ضباط تمت إحالتهم إلى التقاعد من الجيش والشرطة بعد نجاح الثورة السودانية.

وجاءت محاولة الانقلاب على المجلس العسكري الانتقالي، انتقامًا من قرار أصدره يوم الأحد الماضي، بإعفاء عددٍ من قادة الشرطة في أكبر حركة إعفاءات تشهدها تلك المؤسسة الأمنية. وتضمن قرار الاعفاء قيادات مقربة من الرئيس السابق عمر البشير.

وردًا على محاولة الانقلاب الفاشلة، أفادت ذات المصادر، أن قوات من الدعم السريع اقتحمت مبنى هيئة عمليات جهاز الأمن بحي الرياض في العاصمة الخرطوم، وألقت القبض على مجموعة من القيادات التي شاركت وخططت للمحاولة.

كما ألقت القبض على قادة ما يعرف بـ"كتائب الظل"، وهي ميلشيات شبه عسكرية أنشأها البشير لحمايته في حال انقلاب قيادات الجيش ضده، كما أنها كانت مسؤولة عن قمع المظاهرات.

وألقت قوات الدعم السريع القبض على 15 من القيادات الأمنية في جهاز الأمن الوطني، ويخضعون للتحقيق في مقر القيادة العامة للجيش، حسب صحيفة المشهد السوداني.

وفي السياق ذاته، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" خلال مأدبة إفطار السبت، إن رموز النظام المخلوع في السجن، وتعهد بملاحقة الفاسدين منهم في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن السجون لا تكفي لهم.

وقال حميدتي إن المجلس العسكري يعتزم تشكيل حكومة كفاءات من شخصيات مستقلة، مشيرًا إلى أن الشرطة ستتولى حفظ الأمن خلال المرحلة القادمة.

واعتبر أن قوات الدعم السريع جزء من الثورة، واتهم دولا خارجية بقيادة حملة ضد قواته، وقال حميدتي: "نريد انتخابات نزيهة يختار فيها السودانيون من يريدون، ولن نسمح لأموال الخارج بشراء السياسيين لتمرير الأجندة غير الوطنية".

وأضاف أنه لا يهمه أي شخص يحكم السودان، سواء كان شيوعيا أو غير ذلك، المهم أن يكون عادلًا، وأشاد بدور المتظاهرين، وقال إن "الشباب الثوار نجحوا في هزيمة نظام الإنقاذ التي سُدت بصيرتها، ولولاهم لاستمر حكم نظام البشير 30 سنة أخرى.

وأعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، استئناف التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تقود الاحتجاجات في البلاد، اعتباراً من اليوم (الأحد)، وذلك بعد أن أوقفها لمدة ثلاثة أيام، منهياً بذلك حالة من التوتر والقلق سادت الأوساط الشعبية والسياسية في البلاد.

وفي الأثناء أكدت الخارجية الأميركية ضرورة تأسيس "حكومة بقيادة مدنية حقيقية"، وحددت آخر يوم في الشهر الحالي لتحقيق ذلك.

وفي المقابل، جددت قوى "إعلان الحرية والتغيير" موقفها المؤيد لمواصلة التفاوض، وقال عضو الوفد المفاوض مدني عباس مدني، في تصريحات صحافية، إنهم سيستأنفون التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي بعد الاتفاق على زمان ومكان التفاوض.

وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، قد أوقف في بيان بثه التلفزيون الرسمي، التفاوض بين الطرفين بعد وقوع أعمال عنف في الأيام القليلة الماضية، وطالب المعتصمين بفتح الشوارع الرئيسية التي كانوا قد أغلقوها بمتاريس.

وكانت الاحتجاجات اندلعت ضد نظام حكم عمر البشير في شهر ديسمبر الماضي، وتطورت إلى اعتصام خارج مقر وزارة الدفاع وسط الخرطوم، وفي يوم الخميس 11 أبريل الماضي، أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف، اسقاط نظام عمر البشير واعتقاله في مكان آمن.