رأى خبير أمني مصري أن الحرب ضد الإرهاب في بلاده "حرب معلوماتية" في الأساس، مشيرًا إلى أن قوات الجيش والشرطة نجحتا في توجيه ضربات استباقية إلى الجماعات الإرهابية، واستطاعتا تدمير بناها التحتية، ما أدى إلى انحسار الهجمات بشكل واضح.

إيلاف من القاهرة: بعد ساعات من استهداف حافلة سياحية بعبوة ناسفة في منطقة الأهرامات، ما أدى إلى إصابة 17 شخصًا، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها نجحت في قتل 12 عضوًا في "حركة حسم"، المصنفة جماعة إرهابية، مشيرة إلى أن&أعضاء الحركة بادروا بإطلاق النار ضد القوات عند مداهمة وكر لها في مدينة 6 أكتوبر إحدى ضواحي العاصمة القاهرة.

حرب من نوع آخر
قال الخبير العسكري، اللواء فؤاد حسين، مدير إدارة مكافحة الإرهاب الدولي في المخابرات الحربية سابقًا، إن جهود القوات المسلحة والشرطة واضحة، وصارت مثالًا يحتذى بها في مكافحة الإرهاب في العالم، مؤكدًا أن العمليات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية ليست إلا ردود فعل هزيلة، تحاول إثبات الوجود بعدما تم القضاء على غالبية الجماعات الكبرى وقياداتها، والحصول على تمويلات خارجية.

وأوضح لـ"إيلاف" أن جهود الجيش والشرطة لا تقف عند تنفيذ العمليات الهجومية أو ردود الفعل، كما حصل في حادث التفجير الذي استهدف حافلة سياحية في منطقة الأهرامات، منوهًا بأن الحرب التي تقودها قوات الجيش والأمن المدني حرب معلوماتية في الأساس.

ولفت إلى أن أجهزة المعلومات، سواء المخابرات الحربية أو الأمن الوطني، لا تكلّ عن العمل المتواصل وعلى مدار الساعة، لجمع المعلومات عن العناصر والتنظيمات الإرهابية، واقتفاء إثرهم، وتعقبهم، وتوجيه ضربات استباقية لهم، لشلّ حركتهم والقضاء عليهم، مشيرًا إلى أن الأجهزة المعلوماتية انتصرت في حرب المعلومات بشكل واضح.

ضبط الحدود الليبية
أضاف أن هذه الضربات الاستباقية أثمرت عن العديد من العمليات الناجحة في قتل وإلقاء القبض على العديد من العناصر الخطرة، مشيرًا إلى أن المواجهات حاليًا صارت دامية، لاسيما أن هذه العناصر تبادر بإطلاق النار بمجرد أن تشعر بوجود القوات أو محاصرتها إياهم، مما يؤدي إلى رد القوات بالمثل، ومقتل العناصر الإرهابية.

وقال إن العمليات الإرهابية في مصر انحسرت، وتراجعت بشكل كبير، بعد تنفيذ العملية "سيناء 2018"، التي تشارك فيها قوات الجيش والشرطة، واستطاعت القضاء على التنظيمات والعناصر وتدمير البنية التحتية لها، وأغلقت منافذ التمويل وتسلل العناصر الإرهابية من الخارج، مضيفًا أن الحدود الغربية تمثل أخطر منافذ الإرهابيين ومصادر التمويل في الوقت نفسه.&

لفت إلى أن الحدود مع ليبيا تمر منها المخدرات والأسلحة والعناصر، وهي حدود طويلة جدًا ووعرة، ولكن القوات المسلحة استطاعت ضبطها بدرجة كبيرة أخيرًا.

وقف التمويل الخارجي
أشار إلى أن هذا الحصار المفروض على تلك الجماعات أسهم في وقف التمويل المالي عن الإرهابيين الآتي من دول غربية، عبر دول عربية صغيرة. وقال: "فيه فلوس يبقى في عمليات إرهابية، وأحيانًا يقوم شباب عاطل بهجمات مقابل المال".

وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت أمس أن قواتها نجحت في قتل 12 عضوًا في حركة حسم الإسلامية، المنبثقة من حركة الإخوان المسلمين، في تبادل إطلاق نار مع قوات الشرطة، التي داهمت منزلين كانوا يقيمون فيهما في القاهرة، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية ليل الأحد الاثنين.

يأتي ذلك بعد ساعات من إصابة 17 شخصًا بجروح في تفجير استهدف حافلة كانت تقلّهم بالقرب من الأهرامات في القاهرة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء. ولم تتطرق وزارة الداخلية إلى وجود صلة بين المداهمة والاعتداء.

مداهمة شقق
قالت وزارة الداخلية في بيان إنه تمّ رصد "اتخاذ مجموعة من عناصر حركة حسم الإرهابية إحدى الشقق السكنية في مدينة 6 أكتوبر في محافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وكرًا لتصنيع العبوات المتفجرة". ولدى مداهمة الشقة، "قامت تلك العناصر بالمبادرة بإطلاق النيران تجاه القوات، التي تعاملت معها على الفور، ما أسفر عن مصرع سبعة من تلك العناصر".

تابعت أنه تمّت مداهمة شقة أخرى في دائرة قسم الشروق في شرق القاهرة، حيث "أكدت المعلومات تواجد عدد من عناصر مجموعة التنفيذ التابعة للجماعة الإرهابية (الإخوان المسلمين)" ما أدى إلى "مصرع خمسة (من شاغليها) عثر بحوزتهم على بنادق آلية" وذخيرة.