القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان
Reuters
قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان إن الولايات المتحدة كانت "حذرة للغاية"

قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، يوم الثلاثاء إن الهجمات المحتملة من جانب إيران "أوقفت" بفضل إجراءات أمريكية مضادة.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت في الأسابيع الأخيرة من تهديد إيراني، لكنها لم تدل بأي تفاصيل.

وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين بشدة منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وكتب ترامب تغريدة يوم الأحد قال فيها : "إذا أرادت إيران القتال فستكون النهاية الرسمية لها. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا".

ونشرت الولايات المتحدة في الأسابيع الماضية سفنا حربية إضافية و طائرات في منطقة الخليج على السواحل الجنوبية لإيران.

وقال شاناهان للصحفيين في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) : "أعتقد أن خطواتنا كانت حكيمة للغاية وأوقفنا احتمال شن هجمات على الأمريكيين وهذا هو المهم للغاية".

وأضاف : "أود أن أقول إننا في فترة لايزال التهديد فيها مرتفعا، ومهمتنا هي التأكد من عدم وجود سوء تقدير من جانب الإيرانيين".

حاملة الطائرات الأمريكي أبراهام لينكولين في مياه الخليج
EPA
نُشرت حاملة الطائرات الأمريكي أبراهام لينكولين في مياه الخليج

وكانت إيران قد التزمت بشروط خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي اتفاقية أبرمت عام 2015 تحد من نطاق برنامجها النووي، ودعت الأطراف الأخرى إلى تأييد الاتفاق على الرغم من الانسحاب الأمريكي.

بيد أن الاتفاقية تبدو معرضة للتهديد المتزايد، وقال مسؤولون إيرانيون يوم الإثنين إنهم زادوا إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب بمقدار أربعة أضعاف، على الرغم من أن الزيادة لا تزال في الوقت الراهن ضمن قيود الاتفاقية.

ما وراء التصعيد؟

بدأت التوترات تتصاعد في وقت سابق من هذا الشهر، عندما أنهت الولايات المتحدة الإعفاءات من العقوبات المفروضة على الدول التي ما زالت تشتري النفط من إيران. وكان الهدف من القرار هو خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وحرمان إيران من مصدر دخلها الرئيسي.

وكان ترامب أعاد فرض العقوبات على إيران العام الماضي بعد انسحابه من الإتفاق النووي الإيراني.

وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعد ذلك بأيام، تعليق بلاده العديد من التزامات الاتفاق وهدد برفع وتيرة تخصيب اليورانيوم إذا لم تتصرف الدول الأوروبية لحماية صناعاتها النفطية والمصرفية من آثار العقوبات الأمريكية خلال شهرين.

تلى ذلك إعلان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة سترسل منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة الطائرات إلى المنطقة بسبب "مخاطر عمليات عسكرية إيرانية محتملة" ضد القوات الأمريكية في المنطقة.

وفي الأسبوع الماضي، تعرضت أربع ناقلات نفط إماراتية في خليج عمان لهجمات وصفتها الإمارات العربية المتحدة "بالتخريبية".

حسن روحاني ودونالد ترامب
Reuters
تصاعدت حدة التوتر بين البلدين بشدة منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية

وتعرضت محطتا ضخ نفط في المملكة العربية السعودية لهجمات بطائرات من دون طيار نفذتها ميليشيا الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، أجبرت المملكة على إغلاق خط أنابيب النفط موقتا.

ونفت إيران أي صلة لها بالحادثين.

وأفادت تقارير غير مؤكدة، نقلت عن مسؤولين أمنيين أمريكيين وإقليميين، أن إيران حملت صواريخ على قوارب في الموانئ الإيرانية وأن مقاتلين عراقيين تدعمهم إيران نقلوها بالقرب من منشآت عراقية تستخدمها القوات الأمريكية.

ماذا تقول الدول الأخرى؟

قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في حديث صحفي في جنيف يوم الإثنين "أود أن أقول للإيرانيين لا تستهينوا بعزيمة الجانب الأمريكي"، وأضاف "إنهم لا يريدون حربًا مع إيران. لكن إذا تعرضت المصالح الأمريكية للهجوم، فسوف ينتقمون".

وأردف "نريد التهدئة، لأن هذا الجزء من العالم بالذات يمكن أن يحدث فيه تصعيد عن طريق الخطأ".

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن المملكة "لا تريد حربًا ولا تبحث عنها وستبذل قصارى جهدها لمنعها".

وأضاف "لكن في الوقت نفسه، إذا اختار الطرف الآخر الحرب، فستستجيب المملكة بقوة وعزم للدفاع عن نفسها ومصالحها".

ويزور وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي، الذي توسط في محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران في الماضي، الاثنين، طهران لمناقشة القضايا الإقليمية مع ظريف.