اعتاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تلقي الانتقادات العنيفة من المسؤولين المحافظين في بلاده في الآونة الأخيرة، نتيجة سياساته المخالفة من وجهة نظرهم آراء مرشد الثورة علي خامنئي.

إيلاف من نيويورك: لم يعد بإمكان جواد ظريف حتى تناول العشاء من دون التفكير بالحساب الذي سيدفعه إلى مناوئيه في طهران.&
فطاولة الطعام التي جمعته بالسناتور الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، دايان فاينستاين، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة أخيرًا، فتحت الباب أمام وابل من الانتقادات، وأعادت التذكير بالاتفاق النووي، الذي كان أحد المساهمين الرئيسيين في كتابته، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده منه.

إهمال الأوامر
علق ضياء الله المالكي، ممثل مدينة بوناب، في الجمعية الاستشارية الإسلامية، على عشاء ظريف-فاينستاين، قائلًا: "لسوء الحظ، يبدو أن بعض أعضاء الحكومة يهملون أوامر المرشد الأعلى، ويقومون بشيء آخر".

في الوقت الذي قال فيه إن جواد ظريف يدري بخطابات المرشد الأعلى حول مختلف القضايا المطروحة، رأى المالكي أن "تفاوض وزير الخارجية مع السناتور الديمقراطية في الولايات المتحدة هو انتهاك لأوامر المرشد الأعلى على وجه التحديد".

دولة غير موثوقة
كما اتهم الحكومة الأميركية بالتنصل من التزاماتها، وقال: "أظهرت محادثاتنا الرسمية مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع –التفاوض - أن هذه الدولة غير موثوقة، وبالتالي فإن إعادة التفاوض مع السيد جواد ظريف لا تعني شيئًا".

وانتقد السياسي الإيراني، محمد كاظم أمبرلوي، لقاء ظريف بفاينستاين، معربًا عن اعتقاده بأن "الحكومة تنتهك النظام العام للحكم الذي طرحه المرشد الأعلى".

لماذا يا ظريف؟
ذكر إمبرلوي في حديث لفارس بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، متسائلًا: "لماذا يفاوض السيد جواد ظريف مرة أخرى، وهل نتفاوض مع أشخاص لا يحترمون حتى توقيع حكومتهم".

لقاء روتيني
في المقابل، أكد المتحدث باسم مكتب ممثلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، علي رضا مير يوسفي، أن اللقاء بين وزير الخارجية الإيراني وفاينستاين، تم في إطار الوتيرة العادية لاجتماعات ممثلية إيران مع أعضاء الكونغرس الأميركي، وعلى المنوال نفسه سار سفير إيران في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، الذي وضع الأمر أيضًا في إطاره الروتيني.