إيلاف من لندن: فيما أكد العراق وقوفه مع ايران ورفضه للعقوبات الأميركية الاحادية ضدها فقد شدد ظريف على عدم رغبة بلاده بأي تصعيد عسكري مع واشنطن منوها الى انها مستعدة لتلقي أي مبادرة تساعد على خفضه موضحا انها تريد علاقات بناء مع دول الخليج.

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد الاحد في اليوم الثاني من زيارته للعراق ان ايران ستتصدى بأرادة وصمود لأي اجراءات أميركية بشن حرب ضد بلاده سواء كانت اقتصادية او عسكرية.

وشدد على ان بلاده لم تنتهك الاتفاق النووي منوها الى ان الإجراءات الأميركية لا أستخدام العنف والقوة في المنطقة تتناقض مع قرارات مجلس الامن الدولي.&

وقال ان ايران تريد بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج وقال إن "طهران لديها رغبة ببناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج".. موضحا أن بلاده لديها مباحثات جيدة جداً بشأن الظروف التي تعيشها المنطقة.
وثمن ظريف موقف الحكومة والشعب العراقي لدعمهم حكومة ايران وشعبها في هذه الظروف".. مضيفا "نحن مع عقد اتفاقية لمنع الاعتداء على دول الخليج الفارسي" في اشارة الى الخليج العربي..

ودعا ظريف دول الاتحاد الاوروبي الى الاتزام بالاتفاق النووي مع بلاده وبذل المزيد من الجهود للحد من محاولات خلق اجواء غير ملائمة ضد ايران ليس بالكلام فقط بل من خلال الاجراءات العملية.. وطالبها بتطبيع العلاقات الاقتصادية المجمدة مع ايران منذ ثلاث سنوات.

ومن جهته أكد الحكيم رفض الاجراءات الاحادية الأميركية تجاه ايران مشددا على ان بغداد تقف مع طهران.. موضحا ان العراق يقف مع ايران. وعبر عن الامل في ان يكون العراق وسيطا مناسبا للطرفين لحل الازمة الحالية بينهما.

ووصف الحصار الاقتصادي الأميركي على ايران بغير المجدي.. منوها الى ان العراق يحاول مساعدة ايران بأي شكل من الاشكال. واضاف الحكيم ان العراق سيشارك في القمتين العربية والاسلامية اللتين ستعقدان في مكة نهاية الشهر الحالي.

وقال ان الاجتماعات المشتركة بين العراق وايران تناولت موضوع انشاء المدن الصناعية بينهما وسمات الدخول بين البلدين ومشروع السكك الحديدية لربطهما.

واوضح ان العلاقات الدولية والاحداث في المنطقة كانت محورا في مباحثاته مع ظريف.. مشددا على ضرورة ان تكون تكون المنطقة امنة والاتصالات مستمرة بين دولها لحل مرضي لجميع الاطراف.
&
العراق لن يكون في أي محور بين واشنطن وطهران

واليوم بحث ظريف مع رئيس مجلس النواب العراق محمد الحلبوسي دور العراق في خفض التصعيد بين واشنطن وطهران.

وقد أكد المسؤول العراقي حرص بلاده على الحفاظ على علاقته مع ايران وجميع دول المنطقة.. محذرا من خطورة التصعيد في المنطقة وضرورة الحوار بين دولها لطرح المبادرات السلمية لبناء الثقة بين جميع الأطراف كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

&

ظريف مجتمعا مع الحلبوس

وأضاف الحلبوسي أن العراق سيلعب دورا محوريا لخفض التصعيد بين طهران وواشنطن &ولن يكون في أيِّ محور.. معربًا عن حرصه على سلامة جيرانه والعمل على كل المستويات لتجنب مخاطر التصعيد في المنطقة.

ومن جهته عبر ظريف عن ترحيب بلاده بدور العراق في تقريب وجهات النظر.. وقال انه &لا محدودية لدى طهران لحلحلة كل المشاكل مع بلدان المنطقة. وشدد على ان بلاده لا ترغب بأي تصعيد عسكري وهي على استعداد لتلقي أي مبادرة تساعد على خفض التصعيد وتكوين علاقات بناء مع جميع دول الجوار.&

وكان ظريف بحث امس مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي تطورات النزاع الايراني الأميركي وموقف العراق منه ودوره في نزع فتيل حرب منتظرة بين البلدين وامكانية القيام بوساطة بينهما.

& وسيلتقي ظريف في وقت لاحق اليوم مع قادة القوى السياسية لشرح موقف بلاده من الازمة مع الولايات المتحدة.

وسيتوجه بعدها الى مدينتي كربلاء والنجف فيما لم يعرف بعد فيما اذا كان سيلتقي فيها مع المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني ثم يعود الاثنين الى بغداد ليستق منها الطائرة عائدا الى طهران.&

وكان عبد المهدي قد كشف الثلاثاء الماضي عن تحرك دبلوماسي لبلاده لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين ايران والولايات المتحدة اللتين تصاعد التوتر بينهما منذ أن انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.

وتضاعف التوتر مؤخراً بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اليومين الماضيين عن ارسال 1500 عسكري الى منطقة الخليج وارسال البنتاغون حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" وطائرات قاذفة الى المنطقة واعتزامها إرسال 5 آلاف جندي إلى الشرق الأوسط لما قالت انها معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أبلغ المسؤولين العراقيين خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد أن "الولايات المتحدة لها حق أصيل في الدفاع عن النفس وهي ستستخدمه في حالة مهاجمة أفراد أو منشآت أو مصالح أميركية، من قبل إيران أو وكلائها في العراق أو في أي مكان آخر".