روما: يعتمد مستقبل الحكومة الإيطالية التي تهزها التوترات بين حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني وحركة خمس نجوم (المناهضة للهيئات)، كثيراً على نتائج الانتخابات الأوروبية التي يُفترض أن تعزز موقع زعيم اليمين المتطرف.

ويقول خبير استطلاعات الرأي انطونيو نوتو مبتسماً لدى سؤاله عن مصير الائتلاف الذي وصل إلى الحكم في حزيران/يونيو 2018"ينبغي أن يكون هناك ساحر للتنبؤ بالمستقبل".

لا يملك أحد الإجابة وإن كان عدد كبير من المراقبين متشائمون حيال فرص نجاة التحالف فيما ركنا الحكومة يدليان بتصريحات متناقضة.

وحصل سالفيني، مع فوزه بنسبة 17% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي أجريت في آذار/مارس 2018، على معاملة متساوية في الائتلاف لكن حزبه تجاوز في الأسابيع الأخيرة نسبة 32% من نوايا التصويت، فيما اقتربت حركة خمس نجوم بزعامة لويجي دي مايو التي حصلت على أكثر من 32% من الأصوات في الانتخابات التشريعية، من نسبة 20% في استطلاعات الرأي.

ويشير نوتو إلى أن "بالنسبة لغالبية الإيطاليين، تشكل الانتخابات الأوروبي الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي أجريت في العام الماضي".

للخروج من وضعها السيء، كثّفت حركة خمس نجوم هجماتها ضد الرابطة المتورطة في قضايا فساد تطال العديد من أعضائها البارزين.

وذكرت وسائل إعلامية التي لا يحقّ لها نشر أرقام استطلاعات الرأي في الأيام الـ15 التي تسبق عملية الاقتراع، أن هذا التكتيك قد يكون أعطى بعض الثمار.

- منافسة انتخابية -
وسعى رئيس الحكومة جوزيبي كونتي إلى التقليل من أهمية الخلافات بشأن كل القضايا بين الحليفين. فقال "إنه جدل أربطه بالمنافسة الانتخابية الجارية" متهماً وسائل الإعلام بتخيّل أزمة عميقة في كل تبادل آراء.

ورغم تأكيدهما على إرادتهما المضي قدماً في تمرير الإجراءات التي وعدا بها في عقدهما الحكومي، لم يتجنب الحليفان تبادل الضربات في الأسابيع الأخيرة.

واختتم دي مايو حملته مساء الجمعة مردداً شعار حركة خمس نجوم البارز "صدق". وسأل بشكل علني "الرابطة تطلب التصويت لها في الانتخابات الأوروبية أو التسبب بأزمة في الحكومة صباح الاثنين؟".

وحاول سالفني الذي يشعر أنه في موقع قوة، تهدئة اللعبة قليلاً فقال "أطلب التصويت للرابطة لتغيير أوروبا، ليس لتصفية الحسابات في إيطاليا. اعتباراً من الاثنين، الحكومة ستمضي قدماً، يكفي أن يحافظ الجميع على التزاماتهم لأنني سمعت لاءات كثيرة".

وكرّر سالفني الذي عقد سلسلة اجتماعات ولقاءات بوتيرة سريعة في الأسابيع الأخيرة، وعوده بشأن "الضريبة الثابتة" (معدّل ضريبة موحّد للجميع)، وتشديد الأمن والقيود ضد المهاجرين أو حتى إعادة إطلاق مشروع سكة الحديد بين ليون وتورين الذي تعارضه حركة خمس نجوم بشدة.

وإذا أكدت الانتخابات الأوروبية صعود الرابطة الذي ظهر في استطلاعات الرأي، فقد تتأثر سياسة الحكومة بشكل سلبي.

وألمح إلى ذلك بوضوح وزير الدولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء دجانكارلو دجورجيتي الذي يُعتبر مستشار سالفيني المقرب، واعداً بـ"تصحيح" الأخطاء المرتكبة منذ عام.

ويعتبر أستاذ الاقتصاد الكلي في جامعة بوكوني في ميلانو فرانشيسكو دافيري أن "إذا خرج سالفيني (من الانتخابات) أقوى فعلياً، قد يفكر أيضا في بديل" مثل العودة إلى ائتلاف اليمين مع سيلفيو بيرلوسكوني. إلا أنه يشير إلى أن هذه الفرضية ليست السيناريو "الأكثر ترجيحاً".

بالإضافة إلى أن سالفيني تحالف مع حركة خمس نجوم العام الماضي لأن تحالف اليمين لم يكن لديه الأكثرية في البرلمان.

في المقابل، يقول مدير قسم الاقتصاد في الجامعة نفسها توماسو موناتشيلي "إذا حصل (سالفيني) على الفوز الكبير المتوقع، سيكون ذلك دليلاً على أن وجوده في هذا الائتلاف هو استراتيجية جيدة بالنسبة إليه. فلماذا سيخرج؟".

الجواب قد يأتي في الأسبوع المقبل.