باريس: أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس قامت بـ"الاجراءات اللازمة" لدى السلطات العراقية لتذكيرها بمعارضتها لعقوبة الإعدام، بعد أحكام بالإعدام صدرت بحق ثلاثة فرنسيين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، الأحد في العراق.

وقالت الوزارة في بيان إن "فرنسا تعارض من حيث المبدأ في أي وقت وفي أي مكان عقوبة الإعدام". وأضافت أن السفارة الفرنسية لدى العراق "تقوم بالاجراءات اللازمة لدى السلطات العراقية لتذكيرها بهذا الموقف الثابت".

حكم بالإعدام على فرنسي رابع

أصدرت محكمة في بغداد الاثنين حكمًا بالإعدام على فرنسي رابع دين بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المحكمة.

وقال القاضي أحمد محمد علي للفرنسي المدان مصطفى المرزوقي إن "الدلائل والاعترافات (...) تظهر أنك انضممت لتنظيم الدولة الإسلامية، وعملت في فرعهم العسكري، ونحكمك بالإعدام شنقا بحسب القانون 4 إرهاب". وينص القانون على عقوبة الإعدام بتهمة الانتماء الى الجماعات الجهادية حتى لغير المشاركين في أعمال قتالية.

وكانت المحكمة نفسها أصدرت الأحد أحكامًا بالإعدام للمرة الأولى على ثلاثة فرنسيين، هم كيفن غونو وليونار لوبيز، وسليم معاشو، بعدما دينوا بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما قال مسؤول قضائي لوكالة فرانس برس.

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين، أن باريس قامت بـ"الإجراءات اللازمة" لدى السلطات العراقية لتذكيرها بمعارضتها عقوبة الإعدام.

وكان على جدول جلسات استماع المحكمة الاثنين خمسة فرنسيين، هم المرزوقي، فاضل طاهر عويدات، فياني أوراغي، بلال الكباوي، ومراد دلهوم. لكن لضيق الوقت، استمع القاضي فقط للمرزوقي، وعويدات، وأجل جلسات الثلاثة الآخرين حتى الثالث من يونيو المقبل.

أفاد مراسل الوكالة أن المرزوقي وعويدات حضرا أمام القاضي ببزة المساجين الصفراء. واستمرت جلسة استماع المرزوقي ما يقارب الساعتين.

وقبل النطق بالحكم على المرزوقي، استمع القاضي إلى عويدات، الذي أكد أنه تعرّض للتعذيب لانتزاع اعترافاته. عليه، طلب القاضي تحويل عويدات لإجراء كشف طبي وإرسال تقرير إلى المحكمة، وأجّل جلسة محاكمته حتى الثاني من يونيو المقبل.

وبعدما أعلن العراق أخيرا استعداده لمحاكمة الجهاديين الأجانب الذين قبض عليهم في العراق أو في سوريا، وخصوصا المتواجدون في قبضة قوات سوريا الديموقراطية بعد استعادة السيطرة على آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد، أعربت منظمات حقوقية عدة عن قلقها من أن يتم انتزاع اعترافات هؤلاء تحت التعذيب في العراق. وتشكل عودة الجهاديين الأجانب مسألة حساسة للغاية بالنسبة الى الرأي العام في الدول التي ينتمون إليها.

عليه، يستعد العراق لمزيد من عمليات محاكمة الجهاديين الأجانب، معتبرا أن محاكمه ذات اختصاص استنادا إلى أن الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف، تمتد على مساحات بين سوريا والعراق.

سرور لمعاناة "الكفار"!
خلال المحاكمة الاثنين، أقر المرزوقي بأنه درس الشريعة والعسكر في الموصل في شمال العراق، وألقي القبض عليه من قبل قوات سوريا الديموقراطية في مايو 2018.

أضاف المرزوقي الملقب في التنظيم الجهادي بـ"أبو عمران الفرنسي" أمام القاضي: "أنا لست مذنبًا بارتكاب جرائم وعمليات قتل، بل مذنب أنني ذهبت هناك. أطلب السماح من العراقيين والسوريين وفرنسا وعائلات الضحايا". وبدأ المرزوقي الجلسة متحدثًا بالعربية بلكنة تونسية، غير أنه طلب في ما بعد مترجمًا، كما انتدبت به المحكمة محام من قبلها.

أما الشخص الثاني، الذي لا تزال محاكمته جارية الآن، فهو فاضل طاهر عويدات، البالغ من العمر 32 عامًا، والمعروف بتصرفه الاستبدادي والعنيف واستعداده للموت في سبيل فكر تنظيم الدولة الإسلامية. وصل عويدات إلى سوريا عام 2014، إضافة إلى 22 فردًا من عائلته، وفقًا لمصادر قضائية فرنسية.

ويشتبه في تخطيط هذا الرجل الذي يتحدر من منطقة روبيه (شمال فرنسا) لارتكاب أعمال عنف في فرنسا بعد إقامته الأولى في سوريا عام 2013. وظهر عويدات، في نهاية عام 2015 في شريط فيديو وهو يثني على تلك الاعتداءات التي خلفت 130 قتيلًا.قال حينها "من دواعي سروري وسعادتي الكبيرة رؤية هؤلاء الكفار يعانون كما نعاني هنا. سنواصل الضرب عندكم".