طوكيو: وصل دونالد ترمب للقاء إمبراطور اليابان الجديد لكن الرئيس الأميركي لعب دور الملك في طوكيو حيث أدلى بتصريحات تترك حلفاء واشنطن وخصومها على حد سواء في حيرة إزاء ما ينتظرهم لاحقا.

وطوال عقود، سعى ترمب الذي يعد ماهرا في الترويج لنفسه للتأكد من أنه محور كل ما يقوم به، انطلاقا من بناء ناطحات سحاب وصولا للترشح إلى البيت الأبيض.

ولم يطرأ أي جديد هذه المرّة على أسلوبه الدبلوماسي في اليابان، حيث كان له شرف أن يصبح أول زعيم أجنبي يلتقي الإمبراطور الجديد ناروهيتو.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء شينزو آبي الاثنين، وُجّهت أسئلة لترمب عن بعض أبرز التحديات التي تواجه الولايات المتحدة وحليفتها المقربة اليابان.

وهنا، انطلق بالحديث. ففي ما يتعلق بكوريا الشمالية، تجاهل بكل ارتياح القلق المرتبط باختبار بيونغ يانغ صواريخ قصيرة المدى أكد آبي ومستشارو ترمب نفسه بأنها شكلت انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي.&

وقال ترمب "يعتقد البعض أنه ربما شكل انتهاكا (...) أما أنا فأنظر إلى الأمر على أنه محاولة من شخص للفت الأنظار"، في إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.&

وتؤكد وكالات الاستخبارات الأميركية أن كيم ينوي التمسك بأسلحته النووية، لكن ترمب أشار إلى أنه يصدّق حدسه أكثر.&

وقال إنه يتحدث "كثيرا" إلى كيم كيف أنه يفضل زيادة انفتاح كوريا الشمالية على الاستثمار بدلا من تكديسها للأسلحة النووية، مؤكدا أنه يرى في الزعيم الكوري الشمالي "رجلا ذكيا جدا".&

وسيتعرض ترمب مجددا لانتقادات في واشنطن لإشادته بدكتاتور لكنه لا يأبه على ما يبدو. أما في الشأن الإيراني، فقد أثار ترمب صدمة دبلوماسية أكبر.&

وقبل مغادرته إلى اليابان، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل 1500 جندي إضافي إلى المنطقة، بعدما أرسلت حاملة طائرات وقاذفات بقدرات نووية.

كما هدد ترمب أنه إذا هاجمت إيران المصالح الأميركية، فسيشكل ذلك "نهايتها فعليا". لكنه قدم تطمينات الاثنين بأن لا مشكلة لديه في بقاء النظام الإيراني.&

وقال "لا نسعى إلى تغيير النظام" في إيران، موضحا أن ما يهمه هو ألا تتحول الجمهورية الإسلامية إلى قوة نووية.&

وفي الواقع، بدا أن الجهة الوحيدة التي كان الرئيس يستهدفها الاثنين هو مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان جالسا على بعد عدة أمتار منه وطالما عارضه بشأن كوريا الشمالية وإيران.&

اليابان تتودد

وبينما يجوب ترمب العالم متخليًا عن معاهدات وفارضًا رسومًا جمركية ومبديًا مواقف متناقضة بشأن ما يجب القيام به في بلدان على غرار إيران، تبحث الدول عن استراتيجيات اخرى.

ويهيمن الانقسام على المشهد بين دول الاتحاد الأوروبي إذ تبدو مرتبكة بشأن التغيّر الذي طرأ على العلاقات التي اتسمت بالدفء مع الولايات المتحدة.

أما الصين التي تطمح لتكون بين القوى العظمى، فاختارت المواجهة، ما أثار حربا تجارية لا مؤشرات الى اقتراب حلها.

من جهتها، اتبعت اليابان مسارا مختلفا تمثّل بالإطراء على الرئيس الأميركي الذي يصعب التكهّن بردود فعله والتودد إليه.&

وانحنى آبي للخلف للاطمئنان بأن "دونالد" كما ناداه خلال المؤتمر الصحافي المشترك مرتاح للزيارة التي بدأت السبت.

وقال آبي "نظرا للعلاقة الشخصية المقربة للغاية مع دونالد، أصبحت الروابط في التحالف الياباني الأميركي راسخة للغاية، والأقرب في العالم".&

واختار رئيس الوزراء ترمب ليكون أول زعيم في العالم يلتقي الإمبراطور ناروهيتو وأرضى ذوق الرئيس الأميركي في اللحم المطهو بشكل جيد والتقطت صورة "سيلفي" معه في ملعب الغولف، بينما تعهد شراء 105 مقاتلات من طراز "إف-35".&

ورتّب آبي حضور ترمب في حلبة السومو المبجلة بالنسبة لليابانيين، حيث قدّم الكأس للفائز في البطولة. وكان من المفترض أن تكون&الكأس من الولايات المتحدة، لكن ترمب شدد على أنها منه شخصيا.

وقال "قمنا بذلك شخصيا. جلبنا هذه&الكأس الرائعة التي&سيحتفظون بها، كما آمل لمئات السنين". لكن ما الذي حصل عليه آبي في المقابل؟

خفف ترمب من حدة التوتر التجاري معلنا أن أي نقاشات جديّة في المفاوضات المرتبطة بإصراره على أن تنفتح اليابان على شراء مزيد من المنتجات الأميركية ستتأجل لما بعد الانتخابات في اليابان في يوليو.&

وقال يوكو تاكيدا، كبير خبراء الاقتصاد لدى معهد أبحاث "ميتسوبيشي"، انه "رغم اعتبار مواصلة التقرّب من ترمب تحمل بعض المخاطر، إلا أن العلاقات الودية بين زعيمي اليابان والولايات المتحدة تساعد على الأقل في المفاوضات".&

وأضاف أن "اليابان تتصرف بالشكل الصحيح".&