الرباط: رفض سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، بشدة الانتقادات التي وجهت للمنظومة الصحية بالبلاد من طرف النواب البرلمانيين، الذين اعتبر بعضهم أنها بدأت تنهار بسبب سوء تدبير الحكومة للقطاع الحيوي.

وبدا العثماني غاضبا في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، اليوم الإثنين، حيث قال: "أستغرب كيف يمكن أن نتحدث عن بداية انهيار المنظومة الصحية ببلادنا؟".
وأضاف العثماني موضحا "وكأن البعض يتحدث عن فضائه النفسي الذي ينهار، وبعض الهيئات هي التي ستنهار، ولن تنهار المنظومة الصحية ببلادنا"، وذلك في رد عنيف على الانتقادات التي طالت حكومته من طرف نواب حزب الأصالة والمعاصرة المعارض.

وأقر رئيس الحكومة بأن المنظومة الصحية في المغرب تواجه "مشاكل ونقصا ينبغي إصلاحه وتداركه، ولكن هناك أمور إيجابية كثيرة"، مشددا على ضرورة "التحلي بحد معقول من الإنصاف وخطابنا ينبغي أن يكون متوازنا".

كما اعتبر العثماني أن الإضرابات والاحتجاجات التي يشهدها القطاع الصحي لبلاده "لا تخيف الحكومة"، مؤكدا أن معدل الإضرابات المسجل "أقل بكثير من الإضرابات التي شهدها القطاع الصحي في عهد الحكومات السابقة".&

وسجل العثماني بأن مختلف التشخيصات المنجزة في القطاع الصحي "تجمع على أنه بالرغم من المنجزات المهمة التي حققها قطاع الصحة ببلادنا، فإن الخدمات الصحية العمومية لا تزال دون مستوى انتظارات المواطنين وتطلعاتهم المشروعة إلى خدمات صحية متاحة، فعالة وذات جودة".

وشدد العثماني على أن الحكومة واعية ب"النقص الذي يعرفه هذا القطاع سواء على مستوى الموارد البشرية، أو على مستوى الوسائل وبنيات الاستقبال، أو على مستوى الحكامة والتدبير"، لافتا إلى أن حكومته تسعى إلى تحقيق "تحسن أكبر بشكل يجعل المواطن يستشعر تأثير الإصلاحات التي نقوم بها على جودة الخدمات الصحية".

وأفاد العثماني بأن البرنامج الحكومي أولى عناية خاصة لقطاع الصحة، حيث أن إعداد الحكومة المخطط الوطني للنهوض بالقطاع الصحي في أفق سنة 2025، يدخل في إطار جهود العمل على مواصلة "تحسين وتعميم الخدمات الصحية واستكمال تعميم التغطية الصحية للفئات المستهدفة المتبقية لتشمل أصحاب المهن الحرة"، مؤكدا أن المشاورات جارية من أجل إخراج القانون، ودعا الوزراء إلى التسريع به.

كما أبرز العثماني بأن "المخطط الوطني للصحة في أفق 2025"، يهدف إلى الرفع من الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بحوالي 10327 سريرا ستهم إنجاز 63 مستشفى عمومي جديد، وتوسعة 15 مركزا استشفائيا وبناء منشآت ومصالح استشفائية أخرىّ، مع مواصلة تأهيل المستشفيات العمومية وتجهيزها.

وأشار رئيس الحكومة إلى أنه جرى "تشغيل 13 مستشفى جديدا (1085 سريرا)، في حين يوجد ما مجموعه 5807 سريرا استشفائيا في طور الإنجاز"، موضحا أن المخطط يروم أيضا، مواصلة تعزيز العرض الصحي بالعالم القروي، من خلال برنامج تقليص الفوارق المجالية بالعالم القروي.&

وسجل العثماني بأن هذا البرنامج يشمل أكثر من "2200 مشروع يهم بناء وتوسيع وتأهيل المراكز والمستوصفات الصحية وبناء المساكن الوظيفية بالقرى لفائدة الأطر الطبية والتمريضية، واقتناء سيارات الإسعاف والوحدات الطبية المتنقلة".

وحول سؤال "السياسة الحكومية الرامية إلى تخفيض معدل البطالة"، أكد العثماني أن التدابير والإجراءات التي اتخذتها الحكومة إلى جانب السياسات القطاعية الأخرى الموجهة لإحداث فرص الشغل ودعم تشغيل الشباب، أدت إلى تحقيق "نتائج مشجعة على مستوى تراجع معدل البطالة".

وأضاف العثماني أن نتائج المندوبية السامية للتخطيط أبرزت تراجع نسبة البطالة ما بين الربع الأول من عام 2018 والربع الأول من عام 2019، بنسبة 0.5% أي تشغيل ما يناهز60 إلى 70 ألف عاطل عن العمل، خصوصا في صفوف العاطلين الشباب.

وزاد موضحا أن هذا الانخفاض، وإن "كان ضئيلا، إلا أنه إذا استمر بهذه الوتيرة، فسيمكننا، في أفق سنتين من بلوغ الهدف المتمثل في حصر نسبة البطالة في 8.5 %"، مشيرا إلى أن الحكومة عازمة على مضاعفة الجهود للحفاظ على هذا "المنحى الإيجابي، وتطويره أكثر، حتى نصل إلى المستوى المنشود في هذا المجال".
&