يستعد لبنان لاستقبال الموفد الأميركي ديفيد ساترفيلد، حاملًا ردودًا إسرائيلية حول موضوع المفاوضات لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل.

إيلاف من بيروت: يستعد لبنان لاستقبال الموفد الأميركي ديفيد ساترفيلد، حاملًا ردودًا إسرائيلية حول موضوع المفاوضات لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، ويبدو أن ساترفيلد حقق تقدمًا في اتصالاته لتحقيق هذه المفاوضات، التي يفترض أن تجري في مقر قيادة قوات "اليونيفيل" في الناقورة.

فما الذي يمكن أن يتباحثه المعنيون الأميركيون في لبنان غير موضوع الحدود والنفط؟. يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك موضوعات عدة تتعلق أساسًا بالوضع السوري في المنطقة، ووضع اللاجئين السوريين في لبنان، وبالمسألة المتعلقة بحزب الله والعقوبات التي تزداد على الحزب بشكل واضح، والطرف اللبناني بحاجة إلى أن يتباحث مع الأميركيين ليرى ما مدى توجّه الجهات الأميركية، والتخفيف من الأعباء في المنطقة، ووضع اللجوء، وكذلك كما ذكرنا العقوبات الأميركية على حزب الله.

إسرائيل
هل تبقى تلك الزيارات الأميركية ضمانة للبنان لاستخراج نفطه من دون أي مواجهة مع إسرائيل؟

يؤكد علوش أن معرفة ما تحاول إسرائيل من خلال اختلاقها للإشكال مع لبنان تبقى&سؤالًا قد يكون مرتبطًا بإجبار اللبنانيين على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، والمشكلة الأساسية تبقى أن لبنان لا يستطيع بمقاومته أو قواته الخاصة أن يقوم بمواجهة في هذا الخصوص، من هنا على لبنان أن يتجه إلى الأمم المتحدة كي يحقق مسألة الحدود الدولية، وتبقى حقوقًا مضمونة دوليًا، وعلى لبنان أن يشتغل على هذا الأساس.

سلاح حزب الله
هل يبقى موضوع سلاح حزب الله أمرًا ملحًّا إلى درجة إرسال مبعوثين دوليين أميركيين إلى لبنان؟. يلفت علوش إلى أنه بالنسبة إلى الأميركيين ليس السلاح فقط ما يهمّهم، بل حزب الله كمؤسسة تابعة لإيران، وتثير القلق في المنطقة ككل، إضافة إلى أن سلاح حزب الله يبقى مشكلة داخلية وإقليمية. أما عمليًا فلا توجد سيادة في لبنان إلا مع السلاح الشرعي، فالمشكلة تبقى محلية لبنانية، ألقت بظلالها الأمنية والسياسية على الوضع اللبناني برمته بشكل سلبي جدًا على مدى السنوات الماضية، إضافة الى الوضع الإقليمي، حيث أصبح حزب الله قوة إقليمية مقلقة ومؤثرة بشعوب المنطقة، مما تسببب بدمار كامل خلال السنوات الماضية.

الإتفاقية الروسية
وردًا على السؤال: هل موضوع روسيا اليوم التي تسعى إلى اتفاقية عسكرية متكاملة مع لبنان قد يؤدي إلى سعي أميركا من جهتها من خلال مبعوثيها إلى لبنان إلى تثبيت أقدامها في المنطقة في مواجهة روسيا؟"، يؤكد علوش أن الأمر مرتبط بنوعية التفاهمات القائمة، ولبنان تاريخيًا لديه علاقة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية، تتمثل أولًا في مساعدات مباشرة تقدمها أميركا إلى لبنان، وتبقى أساسية بالنسبة إلى الجيش اللبناني، إضافة إلى تدريب الكوادر والضباط، وتاريخيًا التدريب وعملية القتال أكثرها في الجيش اللبناني مبنية على العقيدة الغربية، وخاصة الأميركية، لذلك لا نعلم مدى أهمية الاتفاقية العسكرية الروسية بين لبنان وروسيا، ولكن من المرجّح أن يستمر الأميركيون في القول إنهم يسعون دائمًا إلى دعم لبنان.