إيلاف من لندن: أصيبت الحياة في السودان بالشلل التام، مع سريان الإضراب العام الذي نفذه السودانيون، احتجاجًا على تأخر المجلس العسكري الانتقالي في تسليم السلطة إلى المدنيين.

يأتي هذا في الوقت الذي يتوجه فيه رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، في ثالث زيارة له خارج البلاد، بعد زيارته مصر والإمارات، ومنها أثيوبيا إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في قمتي المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية.

ونفذ السودانيون الإضراب العام في مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة العامة والخاصة، وتوقفت الحياة في الشوارع والمرافق العامة، مع بدء اليوم الأول للإضراب الذي يستمر ليومين هما اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء، من أجل الضغط على العسكريين لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

شارك مختلف فئات السودانيين في الإضراب، ولاسيما القطاعات الحيوية، ومنها البترول والكهرباء، والبنك المركزي والنقل، والموانئ&البحرية والبرية ومطار الخرطوم الدولي، وعلقت شركات الطيران الدولية الرحلات من وإلى السودان.

وأعلنت الخطوط الجوية المصرية "مصر للطيران"، عن تعليق رحلاتها إلى السودان بسبب الأحداث السائدة بعد الدعوة إلى إضراب يشمل الملاحة الجوية.

وقالت الشركة في تغريدة على حسابها الرسمي توتير: "إنّه نظراً للأحداث الجارية في السودان فقد تقرّر إلغاء رحلتي الشركة رقم "أم أس 850" و "أم أس 855"، المُقرر &إقلاعهما الثلاثاء من مطار القاهرة الدولي إلى مطار الخرطوم الدولي في السابعة صباحاً والرابعة عصراً".

وكشف عن أنّ مركز العمليات المتكامل التابع لشركة مصر للطيران للخطوط للجوية يُتابع تطورات الموقف أولا بأول لمعرفة أيّ&جديد في هذا الشأن.

كما أعلنت الخطوط الجوية السعودية تعليق جميع رحلاتها بين المملكة والسودان موقتاً حتى إشعار آخر، وذلك بسبب الإضراب المعلن من قبل تجمع المهنيين السودانيين في جميع القطاعات.

وقالت في بيان لها: "نظراً لإغلاق مطاري الخرطوم وبورتسودان، تعلن الخطوط السعودية تعليق جميع رحلاتها بين المملكة والسودان موقتًا حتى إشعار آخر".

وكان تجمع المهنيين السودانيين قد دعا إلى الإضراب العام، اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء، تمهيداً للعصيان المدني الشامل، وذلك للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين.

وكشف تجمع المهنيين بقطاع الكهرباء، عن تعرض العاملين المضربين فيه إلى محاولات لإفشال إضراب القطاع.

وقال تجمع المهنيين بقطاع الكهرباء، على صفحة في فيسبوك: "إن فلول النظام السابق قاموا بمحاولات لإفشال الإضراب بنزع الملصقات، وإجبار قسم الحسابات بالرئاسة على صرف رواتب العاملين، وتسيير موكب يدعو الى عدم الانصياع للإضراب في جميع الشركات، واعتقال مهندسي وفنيي وموظفي مكتب توزيع الرياض بواسطة قوات الدعم السريع، والتوجه بهم إلى جهة غير معلومة.

وأضاف أن الكثير من مدراء مكاتب التوزيع الفرعية تعرضوا للتهديد في حال مواصلة الإضراب، ورفع السلاح في بعض مكاتب الخرطوم، وإجبار الصيارفة على بيع الكهرباء بواسطة الدعم السريع.

وأكد التجمع التمسك بالسلمية، وأضاف :"نحن مازلنا متمسكين بالسلمية، لكن نذكر الجميع وأولهم قوات الدعم السريع أننا نمتلك قوة أكبر من سلاحكم، ومليون رصاصة منكم لا تساوي ضغطة ذر منّا.

ونشر التجمع صورًا تظهر رجالا بملابس عسكرية يعتدون على العاملين بالكهرباء، ومحاولات اعتقال بعضهم.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، أن الإضراب المُعلن اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، يشمل العاصمة الخرطوم والأقاليم في القطاعين العام والخاص، مع منح استثناءات لعدد من الفئات.

وأضاف التجمع أن الإضراب لا يشمل في القطاع الصحي حوادث المستشفيات والنساء والتوليد، الحضانة، العناية المكثفة، الطب النووي، التغذية العلاجية للأطفال، بنوك الدم، ومراكز غسيل الكلى، مشيرًا إلى أن الإضراب في قطاع الكهرباء والمياه يشمل إضراب قسم المبيعات في قطاعي الماء والكهرباء، وإضراب العاملين في منشأة الكهرباء والماء، مع استثناء أقسام الطوارئ.

وأوضح التجمع، أن الإضراب لا يشمل في القطاعات الأخرى؛ أوامر التشريح المتعلقة بالوفيات، والمنتظرين بالحراسات الذين لهم حق الخروج بالضمان، وخدمات الإنترنت.

وبينما تتعرض الحياة في السودان للشلل جراء هذا الإضراب، يعقد رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان اليوم الثلاثاء بأديس أبابا قمة ثنائية مع رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد.

وقالت صحيفة الصيحة المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء أنّ البرهان سيغادر إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في زيارة قصيرة استكمالاً للجولات الخارجية التي ابتدأها منذ أيام.

وأكّدت الصحيفة أنّ جولات البرهان ستشمل دولاً أخرى بالجوار بغرض دفع العلاقات بين السودان ودول محيطه العربي والأفريقي فضلاً عن تنوير الزعماء والقادة في المنطقة بتطورات الأوضاع بالساحة السودانية حاليًا.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ البرهان سيغادر إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في قمتي المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية المقرر عقدهما يومي الخميس والجمعة المقبلين.

وفي السياق ذاته، حذرت قوى الحرية والتغيير، المجلس العسكري، من أية محاولة لتشكيل حكومة بشكل منفرد، مشيرة إلى أنّ هذه الخطوة بمثابة صبّ الزيت على النار، معلنة عن إضراب سياسي مفتوح وعصيان شامل حال عدم الاتفاق مع المجلس العسكري.

وكشف عضو التفاوض بقوى التغيير محمد ناجي الأصمّ في مؤتمر صحفي مساء أمس الاثنين، عن مشاركة عدد كبير من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في الإضراب المُعلن، واصفًا التباين في الرؤى بين قوى التجمع بالطبيعي، مؤكداً اتفاقها على الحد الأدنى وحرصها على وحدتها وتحقيق المطلب الأساسي بنقل السلطة لحكومة مدنية.

وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير المحامي وجدي صالح، إن جميع الخيارات مفتوحة حال لم يتمّ التوصّل إلى نتيجة في التفاوض مع المجلس العسكري، مؤكّدًا أنّه سيتمّ التصعيد إلى أعلى نحو الإضراب السياسي الشامل والعصيان المدني المفتوح ولن يتم رفعه إلا بعد تسليم السلطة لحكومة مدنية.