إيلاف من لندن: أعلن عبد المهدي اليوم أنه سيتوجه إلى واشنطن وطهران قريبًا لبحث الأوضاع في المنطقة، في إشارة إلى تصاعد الصراع الأميركي الإيراني ومخاوف العراق من تفجره حربًا تلقي بظلالها الخطيرة على العراق الذي يمكن أن يكون ساحة لها تتواجد عليها عشرات "المليشيات" المسلحة الموالية لإيران التي تهدد القوات الأميركية في هذا البلد.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال مؤتمره الصحافي في بغداد الثلاثاء أنه سيتوجه قريبًا إلى واشنطن وطهران في زيارتين رسميتين سيجري خلالهما مباحثات تتعلق بين الأزمة المتفجرة بين البلدين وتداعيات أي حرب بينهما على العراق، اضافة إلى مناقشة اوضاع المنطقة بشكل عام حيث سيشارك العراق في القمتين العربية والاسلامية، اللتين ستعقدان في مكة في 30 من الشهر الحالي.

وأشار إلى أن حكومته قد تحركت بالفعل نحو التهدئة لتجنيب العراق تداعيات العقوبات على إيران وتهدئة الصراع، لكنه لم يشر إلى وساطة سيقوم بها بين البلدين، لكنه من الملاحظ ان الاعلان عن الزيارة جاء بعد يومين من اجتماعه في بغداد الاحد الماضي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حيث تم بحث "الاوضاع الاقليمية والدولية وكيفية تجنيب البلدين والمنطقة اضرار العقوبات و مخاطر الحرب"، كما قال مكتبه الاعلامي.&

واعتبر عبد المهدي التصريحات الاخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن عدم رغبة بلاده بحرب مع إيران وانها مستعدة للدخول بمفاوضات معها، بأنها تصريحات تهدئة. وأضاف أن "تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير كان تصريح تهدئة".&

وأوضح عبد المهدي أن الحكومة العراقية تحركت نحو التهدئة لتجنيب العراق تداعيات العقوبات على إيران وكان موقفها منها واضحا ان استمرارها سيؤدي إلى تصعيد خطير يضر بالجميع.

الإعلان عن الزيارتين بعد يوم من إنتهاء زيارة ظريف للعراق

وأمس أنهى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارة إلى العراق استمرت ثلاثة ايام اجرى خلالها مباحثات مع الرؤساء العراقيين الثلاثة رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي اضافة إلى عبد المهدي ووزير الخارجية محمد علي الحكيم، حيث اكد خلال مؤتمر صحافي مشترك معه الاحد أن بلاده ستتصدى وفي وقت واحد لأي حرب عسكرية أو اقتصادية ضد الشعب الإيراني.&

وقال ظريف إن "اميركا وبخرقها للقواعد وانتهاك القرارات الدولية تحاول وعن طريق البلطجة جر الدول الأخرى للعمل باجراءاتها الانفرادية". وأضاف أن اجراءات إيران الأخيرة بخصوص الموضوع النووي ليست انسحابا من الاتفاق النووي، بل هي للدفاع عن حقوقها في إطار هذا الاتفاق الدولي.

وكان عبد المهدي قد اعلن الاسبوع الماضي ان وفودا لبلاده ستتوجه قريبا جدا إلى واشنطن وطهران من اجل دفع الامور للتهدئة لما فيه مصلحة العراق وشعبه اولا والمنطقة بشكل عام من خلال رسائل عراقية للطرفين بضرورة التهدئة وعدم فسح المجال لاطراف اخرى لتأجيج الموقف والسير نحو الحرب.&

وقال "ان المسؤولين الأميركيين والإيرانيين اكدوا لنا عدم رغبتهم بخوض حرب ونحن بدورنا سنرسل وفدا إلى طهران وواشنطن لانهاء التوتر بين الطرفين". واضاف ان حكومته تسعى من خلال خطط استراتيجية مناسبة للتعامل مع الاوضاع الحالية والمستقبلية "من خلال ملء مخازننا من المشتقات النفطية والامور الاخرى لان العراق ليس مخيرا في مسألة النأي بالنفس ولن نسمح بأن تكون ارض العراق ساحة حرب او منطلقا لها ضد اي دولة ونعمل مع اطراف عربية ودولية لتهدئة الاوضاع ".

وأشار إلى ان حكومته وضعت بدائل استراتيجية في حال اغلاق مضيق هرمز.. مؤكداً ان "تعدد منافذ تصدير النفط مشروع استراتيجي&ولدينا عمل بهذا الشأن".

وشدد على عدم السماح بأن تكون الاراضي العراقية منطلقا للعدوان على اي بلد آخر، فهو يشكل ملتقى استثنائياً للولايات المتحدة وإيران المتحالفتين مع بغداد.

وسبق للجيش الأميركي ان اكد مؤخرا وجود تهديدات وشيكة محتملة ضد القوات الأميركية في العراق، والتي وضعت الآن في حالة تأهب قصوى.. مؤكدا المخاوف من قوات تدعمها إيران في المنطقة.&
&