إيلاف من مكة: أكّد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في كلمته في افتتاح القمّة العربيّة الطارئة المنعقدة بمكة الخميس، على أنّ الأوضاع الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، وما تشهده من تطورات خطيرة ومتلاحقة تتطلب تقييما عربيا مشتركا ومعمّقا للتحديات ولمصادر وأشكال التهديد التي تستهدف مقومات الأمن القومي العربي، بما يساعد على تحديد أنجع السبل لمواجهتها وتطويق آثارها واحتوائها، حفاظا على أمن واستقرار دول المنطقة.

وشدّد السبسي على أنه "من غير المقبول أن تنجرّ المنطقة نحو فصول جديدة من التوتّر وعدم الاستقرار في ظلّ ما تُعانيه من أزمات وقضايا مزمنة كانت كلفتها عالية جدّا على المستويات الأمنية والتنموية والاجتماعية والإنسانية وغيرها، مبرزا حق الشعوب العربية في العيش الكريم في كنف السلم والطمأنينة".

ودعا السبسي إلى "مواصلة الجهود لتخليص المنطقة من أسباب ومظاهر عدم الاستقرار، وتسوية قضاياها الرئيسية وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية العادلة من خلال التوصّل إلى حلّ عادل وشامل لها وفق المرجعيات الأممية المتّفق عليها ومبادرة السلام العربية، وكذلك بالنسبة إلى بقية الأزمات والقضايا الأخرى في المنطقة".

وأوضح أنّ "اختلاف التوجّهات وتقاطعات المصالح لا يمكن أن يبرّر بأيّ شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو أيّ سلوكيات من شأنها تقويض استقرار المنطقة وزيادة منسوب الاحتقان والتوتر فيها وتعريض السلم والأمن الدوليين للخطر".

وجدّد "إدانة تونس ورفضها استهداف المدن الآمنة في المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية ومحطات ضخ النفط، وكذلك عمليات استهداف السفن التجارية قبالة سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تمثّل تصعيدا يعرّض الأمن الإقليمي للخطر وتهديدا صريحا لأمن وسلامة الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية".

كما شدّد على أنّ الأمن القومي الجماعي العربي كلٌّ لا يتجزأ، وأكّد حرص تونس على أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة وكلّ بلدان الخليج العربي، الذي يمثل أحد أهمّ مقومات الأمن والاستقرار في عموم المنطقة العربية والعالم.

كما دعا إلى تعزيز قيم التآزر والتعاون والتضامن بين البلدان العربية ورفع قدرتها على مواجهة مختلف التحدّيات والمخاطر وفي مقدمتها الإرهاب بكلّ أشكاله، والذي يستهدف أمن ومقدراتها ومسارات التنمية في المنطقة العربية ويمثّل أحد عوامل تغذية الفتن وتعميق الأزمات والمآسي التي تعاني منها بعض بلدان المنطقة.

وأكد في هذا الإطار، على أهميّة تضافر جهود جميع الأطراف الدولية والإقليمية للتصدّي لهذه الآفة والحيلولة دون توفير بيئة ملائمة لنشاطاتها، من خلال المساهمة في إزالة أسباب التوتر في المنطقة، والانخراط الفاعل في كلّ جهد يرمي لخدمة السلم والأمن الدوليين، ورفض كلّ أشكال التطرف والعنف واستعمال القوة أو التهديد بها، والالتزام بمبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي، واحترام السيادة الوطنية للدول.

وختم الرئيس السبسي بالقول إنّ تونس "ستواصل من خلال رئاستها للقمة العربية توطيد مقومات الأمن القومي العربي بكلّ أبعاده باعتباره أولوية مطلقة في العمل العربي المشترك".

وسلم الرئيس التونسي رئاسة القمة العربية إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.