ليست هذه صورة عادية، إنما صورة تختزل هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الشرق الأوسط والخليج العربي والعالم الإسلامي الأوسع. ففي ساعات قليلة، جمع هذا الرجل حوله الدول الإسلامية قاطبة، ودول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية في ثلاث قمم رسم لها طريقها ومعالمها وأهدافها، ووضعها تحت شعار واحد: لنوقف إيران عند حدّها.

بلغ سيل التهديد الإيراني للأمنين القومي العربي والإسلامي الزبى، وأدرك هذا الرجل الكبير أن مشاورة الخليجيين والعرب والمسلمين هي الطريق إلى تحجيم النظام الإيراني وعزله إقليميًا وإسلاميًا، وإلى بيان خطره على الدول المجاورة، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

ما نوى هذا الرجل الكبير الحرب، ولا بيّت نيّات العداوة مع أحد، حتى مع ملالي إيران الذين حضوا حوثييهم في اليمن ليقصفوا مكة المكرمة نفسها، بل أعلن أن هذا الخطر الإيراني داهم، لكن اليد السعودية ممدودة، وهو لم يغادر فرصة إلا انتهزها لتأكيد مسعى السعودية، ومعها دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى، إلى تثبيت حسن الجوار. لكن الغي الإيراني لا حدود له.

ستظل يد المملكة دائمًا ممدودةً للسلام... قالها في القمتين الخليجية والعربية بمكة المكرمة. ما قالها خوفًا أو وهنًا، بل قالها حكمةً وطول أناة، وما بعد ذلك حزم وعزم.

هذا زمنه... هذا زمن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
&