إيلاف من لندن: فيما شهدت محافظة كركوك العراقية الشمالية المتنازع عليها تفجيرات وحرائق أدت إلى مقتل واصابة العديد من المواطنين، فقد دعا الصدر الحكومة إلى التصرف أو تدعه يتصرف.. فيما دعا بارزاني إلى العمل المشترك والتعاون بين قوات البيشمركة و إقليم كردستان والحكومة العراقية بهدف القضاء على التهديدات الإرهابية وحماية مكونات كركوك.&

فقد شهدت محافظة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) ستة تفجيرات دامية الليلة الماضية أدت إلى مقتل واصابة 20 شخصا استهدفت مراكز تجارية وشوارع وسط مدينة كركوك مركز المحافظة.

وطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باعتبار المحافظات التي تتعرض لتفجيرات وحرائق محافظات منكوبة تديرها الرئاسات الثلاث بإشراف مباشر وبالتعاون مع الجيش والشرطة حصرا.

وغرد الصدر على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر" وتابعته "إيلاف" يقول: كركوك ضحية الفساد.. كركوك ضحية الصراع القومي.. انقذوا كركوك الحبيبة واعلموا أن محافظات الجنوب ترزح بالفقر والفساد ومحافظات الوسط قد أنهكتها الصراعات والفساد وأما محافظات: ديإلى وكركوك وصلاح الدين والأنبار والموصل فقد ذهبت ضحية الطائفية والفساد. اسمعوا وعوا وتداركوا الموقف قبل فوات الأوان، فيا (حكومة العراق) إما أن تتصرفي أو دعونا نتصرف.. عسى أن ننفع ولا نضر فالشعب يعاني ويلات الجوع والتسلط والفساد بأقسى وأعلى مستوياته.. فاكبحوا جماح الفاسدين واقصوا المتحزبين وأبعدوا (المجندين) عن تلكم المحافظات ولتعلنوها محافظات منكوبة تديرها (الرئاسات الثلاث بإشراف مباشر وبالتعاون مع الجيش والشرطة حصرا وإلا فات الأوان.. سلاما موطني".

&

تغريدة الصدر عن تفجيرات كركوك

&

ومن جهتها، قالت خلية الإعلام الامني الرسمية في بيان اطلعت عليه "إيلاف" إن اعمالا إرهابية بواسطة 6 عبوات ناسفة قد انفجرت في كركوك والقوات الأمنية ابطلت مفعول عبوتين ناسفتين. وأوضحت ان هذه الأعتداءات حصلت في شارع القدس والمحافظة وطريق بغداد بمحافظة كركوك، حيث أشارت معلومات إلى مقتل 4 اشخاص واصابة 27 آخرين بجروح.&

عودة داعش

وعلى الفور حذرت لجنة الامن والدفاع البرلمانية من معلومات افادت عن انسحاب بعض القطاعات العسكرية ليلاً من بعض المناطق الواقعة جنوب كركوك وتركها من دون تغطية أمنية خشية هجمات محتملة من عناصر داعش.

ودعا عضو اللجنة عدنان الاسدي في بيان اطلعت "إيلاف" على نصه القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي إلى فتح تحقيق عاجل بالتفجيرات الستة التي شهدتها كركوك مساء الخميس ومحاسبة الضباط المقصرين.

وقال إن التفجيرات المتتالية في وسط كركوك تنذر باخطار أمنية محتملة سواء على صعيد أمن كركوك او أمن المحافظات الأخرى ومنها العاصمة بغداد في حال لم تتخذ الاجراءات الرادعة ومنها القيام بعمليات استباقية تستهدف بؤر وحواضن داعش في المدينة ومحاسبة الجهات المسؤولة عن حالة التراخي الامني هناك.

وأكد الاسدي القلق من المعلومات التي تتحدث عن انسحاب بعض القطاعات العسكرية ليلاً من بعض المناطق الواقعة جنوب كركوك وتركها من دون تغطية أمنية خشية هجمات محتملة من عناصر داعش.. وأشار إلى اهمية إعادة تقييم للقوات الامنية والحشد العشائري المنتشرين جنوب كركوك والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وبضمنها اصدار البطاقة الوطنية في المناطق المحررة حتى تتمكن الجهات الامنية من مطابقتها وتشخيص الارهابيين المطلوبين للقضاء.

بارزاني: التفجيرات استهداف لمكونات كركوك

واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني تفجيرات كركوك استهدافا لتعايش مكونات المدينة وطمأنينة مواطنيها.

ودعا بارزاني في بيان الجمعة تابعته "إيلاف" الحكومة العراقية إلى الكشف عن مرتكبي هذه الهجمات بأسرع وقت وإنزال العقاب المناسب بحقهم. واكد أن "هدف الإرهاب هو ضرب تعايش مكونات كركوك والتفجيرات فيها تشكل خطراً كبيراً على حياة وطمأنينة مواطنيها".

وشدد على ان مواجهة هذه الهجمات الإرهابية وخاصة في كركوك تتطلب العمل المشترك والتعاون بين قوات البيشمركة ومؤسسات إقليم كردستان والحكومة العراقية بهدف القضاء على التهديدات الإرهابية وحماية المكونات وإعادة كركوك لوضعها الطبيعي".

الاتحاد الوطني يدعو الى إعادة قواتهم البيشمركة إلى كركوك

اما الاتحاد الوطني الكردستاني فقد دعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى إعادة انتشار قوات البيشمركة الكردية في كركوك من أجل إعادة أمنها واستقرارها مع حلول عيد الفطر.

وقالت كتلة الحزب البرلمانية في بيان صحافي إن "هذه التفجيرات الجبانة تقف خلفها جهات إرهابية لا تريد لكركوك الاستقرار ولسكانها الأمن والخير وتسببت بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين الأبرياء.

وطالبت الكتلة القائد العام للقوات المسلحة عبد المهدي بإعادة ومراجعة الخطط الأمنية وإشراك قوات البيشمركة لحماية محيط كركوك وداخلها كما كان الوضع عليه سابقاً.. كما ناشدت "الفرقاء السياسيين إلى تفادي التصريحات التي توتر الشارع الكركوكي، وأن يجلسوا على طاولة الحوار والنقاش بدلاً من اللجوء إلى الإعلام لبث التوتر والتشنج بين مكونات المحافظة التي عانت كثيراً من هذه الصراعات السياسية وخصوصاً ونحن مقبلون على أيام عيد الفطر المبارك".
&
.. وحرائق تستهدف قرى في كركوك

وجاءت هذه التفجيرات بعد ساعات من احراق مزارع قرى يسكنها اكراد بمحافظة كركوك دفعت مسعود بارزاني إلى توجيه اتهامات إلى الحكومة بالتقصير وعدم حماية المناطق الكردية خارج اقليم كردستان.
وقال بارزاني في بيان تابعته "إيلاف" إن حرق المحاصيل الزراعية للمواطنين الكرد في مناطق المادة 140 (للدستور المعنية بالمناطق المتنازع عليها) وكذلك قتل وتعذيب وجرح الكرد في تلك المناطق والتي تحولت مؤخراً إلى ظاهرة ترتكب بشكل يومي جريمة كبرى وظلم واضح يمارس بحق المواطنين الكرد الأبرياء".

وأعتبر ان ما يحدث في هذه المناطق خرق للقانون والدستور والقيم الإنسانية ويدق ناقوس الخطر على حياة الناس ومستقبل تلك المناطق، هذا الظلم الذي يقع يومياً عقاب و انتزاع للمواطنين على أساس الهوية القومية، بحسب قوله.

ورفض بارزاني ما قال انه "فرض هذه الأوضاع على المزارعين والمدنيين في تلك المناطق".. مؤكدا انه أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال ويجب على المجتمع الدولي والأطراف المعنية التدخل حيال هذه الظروف السيئة ويجب على الحكومة العراقية تحمل المسؤولية وإنهاء هذا الظلم وخرق القانون، اللذين يمارسان ضد المواطنين الكرد في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم.

وأحرق "مجهولون" محصول القمح في قرية تابعة إلى منطقة الماحوز بمحافظة كركوك. وأشارت خلية الاعلام الامني في بيان الى ان فرق الدفاع المدني توجهت لاخماد حريق نشب في محصول حنطة بقرية هور السفن التابعة إلى منطقة الماحوز بمحافظة كركوك تقدر بحوالي 20 دونما.&

أما اتحاد فلاحي كردستان فقد احتج على "الاوضاع السيئة في المناطق المتنازع عليها بسبب احراق حقول الفلاحين الكرد وخصوصا ما حصل الليلة الماضية التي تم فيها احراق القسم الاعظم من المحاصيل الزراعية في عدد من المناطق التابعة لقضاء داقوق من قبل مجموعة مسلحة" لم يسمها.

وأوضح الاتحاد انه عندما توجه الفلاحون إلى اراضيهم بهدف اخماد النيران تصدت لهم قوة مسلحة مجهولة ولم تسمح لهم بالسيطرة على النيران.. مؤكدا وقوع مواجهة بين الفلاحين والقوة المجهولة وكان من نتيجتها سقوط ضحايا ومصابين.

وشدد اتحاد الفلاحين على انه من واجب الدولة ان تقوم بمواجهة مثل هذه القوى المسلحة وليس فلاحي المنطقة.. معتبرا احراق محاصيل الفلاحين واحدة من الجرائم الكبيرة التي تلحق الضرر بالاقتصاد العراقي ومحافظة كركوك بشكل خاص. وطالب الحكومة وبرلمان كردستان والامم المتحدة والاطراف المعنية بذل قصارى جهودهم لعدم تكرار مثل هذه الافعال.

ارتفاع مساحات مزارع الحبوب المحترقة إلى 15866 دونما

ويشهد العراق منذ 22 يومًا عمليات احراق لمزارع القمح والشعير في محافظات عدة وصلت إلى 189 حادثة.

وأوضحت مديرية الدفاع المدني العراقية اليوم انه حتى مساء امس الخميس بلغت المساحات المحترقة 15866 دونما فيما بلغت المساحات المنقذة 411718 دونما. والدونم وحدة قياس زراعية في العراق تبلغ مساحته كيلومترين مربعين ونصف الكيلومتر مربع.

وأتت النيران على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في محافظات صلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك، فيما يستعد المزارعون ي لموسم الحصاد.

واكدت وزارة الزراعة أن هذه الحرائق ممنهجة وتستهدف ثروة البلاد الوطنية، فيما تشير إلى أن تحقيقاتها مستمرة للكشف عن الجهات التي تقف خلفها.

اما رئيس الوزراء عادل عبد المهدي فقد اعتبر خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الثلاثاء الماضي ان حرائق محاصيل الحبوب ليست كلها اعمالا عدوانية، وان معظمها عرضية او بسبب بعض الخلافات الشخصية وبسبب ارتفاع درجات الحرارة.