ليفربول وتوتنهام يلتقيان في نهائي إنجليزي خالص لدوري أبطال أوروبا
Getty Images

بعد الخسارة بثلاثية نظيفة أمام برشلونة في مباراة الذهاب في نصف نهائي أبطال أوروبا، استطاع ليفربول في مباراة الإياب النهوض مجددا وتحقيق فوز لم يكن متخيلا على خصمه برباعية نظيفة على ملعب أنفيلد ليتأهل بذلك إلى النهائي.

وبالمثل، استطاع توتنهام أن يقلب التأخر بثلاثة أهداف عن خصمه أياكس أمستردام -هدفين في مباراة الذهاب وثالث في الإياب- إلى فوز بفارق التسجيل خارج الأرض بعد ثلاثية سجلها لوكاس مورا في مرمى أياكس.

وأجرت بي بي سي حوارا مع مدربي الفريقين المتأهلين، يورغن كلوب وماريسيو بوكيتينو، للحديث عن هاتين الليلتين التي تأهل فيهما الفريقان لمباراة النهائي، وما اكتنفهما من مشاعر وأفكار لم تلتقطها الكاميرا.

"كان أمرا مقدرا"

لم تكن التوقعات في صالح ليفربول قبل مباراة الإياب قادما من برشلونة يجرّ وراءه هزيمة ثقيلة، وزاد الأمر سوءا غياب مهاجمَيه: المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو.

يقول كلوب: "كان الشعور السائد هو أن الأمر مستحيل لكنه لم يكن انتهى بعد. لقد أحببت مباراة برشلونة. خسرنا بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وكان الأمر غريبا جدا لم أتفهمه. لم أحس النتيجة التي عادة ما تكون بناء على الأداء لكنها لم تكن كذلك في هذه المباراة. ولا أظن أننا كان ينبغي أن نفوز لكنني أعتقد أن النتيجة كانت قاسية".

ويضيف كلوب: "أخبرتُ لاعبيّ بتقديم أفضل ماعندهم وقد فعلوا ... عندما تلعب أمام فريق كبرشلونة يمكن أن تنسَ اللعب في ظل ارتفاع ما تواجهه من ضغوط - إنهم يأتون من اليسار واليمين ومن الخلف ومن الأمام".

ويتابع كلوب: "كنت سعيدا جدا في مباراة الذهاب؛ حقيقة قد لعبنا كرة قدم. وكان يجب أن نفعل ذلك أيضا في مباراة الإياب التي كنا فيها ننقضُّ على الخصم كالأسود".

يقول كلوب: "يرى الناس أن موقفا كهذا بحاجة إلى هدف مبكر. وقد يكون ذلك مساعدا لكنه ليس الأساس؛ فإذا سجلت الهدف الأول في الدقيقة الستين فسيكون أمامك 30 دقيقة فقط لتسجيل ثلاثة أهداف وهو وقت لا يكفي، ما لم تكن تشعر بخلاف ذلك".

ويضيف: "الأجواء الإيجابية المحيطة أيضا تساعد؛ بحيث تشعر أن بإمكانك عمل أشياء خاصة. لقد أدركت أننا لم نكن خائفين".

تقدم ليفربول بهدف للا شيء في تلك الليلة في الشوط الأول، عبر المهاجم ديفوك أوريغي
Getty Images

يقول كلوب: "كنت في حال من رباطة الجأش التامة لأنني فعلت كل ما بوسعي قبل المباراة ولم يكن اللاعبون بحاجة إلى مساعدتي، لقد كانوا رائعين. لقد كان الأمر هادئا ويمضي بلا عناء".

ويضيف: "وبإحراز الهدف الثالث، أعتقد أن الجميع بات يعتقد أن الأمر الآن ممكن. وعندئذ كنت سعيدا بالنتيجة، وأن أي شيء يحدث الآن هو مكافأة إضافية. ولم يصبنا الجنون ونترك كل شيء مفتوحا".

وعن الهدف الرابع عبر ضربة ركنية مباغتة من ترنت ألكساندر-أرنولد، يقول كلوب: "لم يكن لدي فكرة كيف حدث ذلك. وبدا الأمر كما لو كان مُقدّرا، نعم. كل الاحترام لـ ترنت وكل الثناء لترنت. لقد كانت فكرته ... وكذلك لديفوك أوريغي الذي سددها".

وبعد إحراز الفوز، يقول المدرب الألماني: "عندئذ نزلت أرض الملعب وصافحت اللاعبين والحكم. وكنت فخورا جدا كوني جزءا من ليلة تاريخية. لقد أردنا تحقيق قصص نحكيها لأحفادنا، وكان ذلك جميلا بحق. ولم يكن الأمر يقتصر على النتيجة وإنما الأداء".

توتنهام حقق عودة رائعة بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين في تلك الليلة
Getty Images

"فقدت صوابي"

على غرار ليفربول، لم يكن توتنهام قبل المباراة في حالته المثالية، متأخرا بثلاثة أهداف عن خصمه، ومهزوما بهدف مقابل لا شيء في مباراة الذهاب، فضلا عن غياب المهاجم هاري كين.

يقول ماوريسيو بوكيتينو "عرفنا حين أقلعنا إلى أمستردام أن الفريق على استعداد لكي يقاتل من أجل الفوز. لم نكن محبطين من خسارة ثلاث مباريات. كانت الأمور كلها تسير على نحو جيد قبل أياكس. كان الاعتقاد يصعب تصديقه أما الحماس فكان مذهلا".

ويضيف بوكيتينو: "كرة القدم والتكتيكات وخطة اللعب مهمة. ونفسية اللاعبين بالطبع. وكنا نشتغل على كل تلك الجبهات للاستعداد. وثمة حاجة إلى الحظ".

ويتابع: "كانت الأولوية أن نكون أقوياء في هذه الـ 90 أو 95 دقيقة. وقد ألهمَنا فوز ليفربول على برشلونة وساعدَنا في إدراك أن الأمر ممكن - نعم، لقد شاهدنا المباراة بالطبع. كما ساعدتنا مباراتنا في ربع النهائي أمام مانشيستر سيتي في تعزيز طموحنا وعدم الركون لليأس أبدا".

ويقول بوكيتينو: "كرة القدم هي دوما عن الأخطاء. ويصعب تفادي ذلك من خارج الملعب. فقط يمكن التوجيه بالتزام الهدوء ... الكلام سهل جدا لكن التنفيذ صعب على اللاعبين".

وبعد أن سجل حكيم زياش هدف أياكس الثاني في المباراة -والثالث في مجمل أهداف الدور (قبل النهائي)- وقبل بداية الشوط الثاني حين كاد فريق توتنهام يترنح، كان على بوكيتينو أن يخاطب فريقه خطاب حياته.

يقول بوكيتينو: "عندما دخلت غرفة تغيير الملابس، كانت كل الأعين تنظر إليّ. كان من السهل أن ألمس التوتر. وقد شاهدنا بعض الفيديوهات عن مواقف هجومية ودفاعية وقلنا: 'نحن صامدون'، عندما نسجل هدفا سندخل في جوّ المباراة وسننقل الخوف والمشاعر السلبية إلى الخصم، وسنضغط عليه وندفعه إلى ارتكاب أخطاء".

ويضيف بوكيتينو: "شعرنا بالحاجة إلى إعطاء مزيد من الثقة لـ لوكاس مورا الذي سجل ثلاثة أهداف مذهلة، وبدون لوكاس مورا لم يكن ثمّ مجالٌ لتغيير أي شيء".

ويتابع: "أحيانا كرة القدم تكون ساحرة. إنها مدهشة ... لقد فقدت صوابي. ولحظة إحراز مورا الهدف الثالث، اعتقدت أن المباراة انتهت، كان لاعبو أياكس جميعا محبطين في الملعب".

وبعد صافرة النهاية، يقول بوكيتينو: "رحت أتحدث إلى مدرب أياكس، إريك تِن هاغ. ومن الصعب الحديث إلى مَن يعتقد أن شيئا كان في يده واختفى فجأة. ماذا يمكن القول لمثل هذا الشخص؟ ليس التأسف أمرا سهلا في موقف كهذا. ولم أشعر بالأسف لأني كنت أرغب في الفوز. لا يمكن القول غير 'حظ سعيد وكل الأمنيات المستقبلية'".

ويختتم المدرب الأرجنتيني حديثه قائلا: "لم يكن ثم مجال للدموع في لحظة وُجِدت للسعادة".