دخلت دار الإفتاء المصرية والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على خط الجدل المُثار حول أول أيام عيد الفطر: هل هو الثلاثاء أم الأربعاء، حيث يجري التنسيق حاليًا بين دار الإفتاء ومعهد الفلك وهيئة المساحة لاستطلاع الهلال اليوم الإثنين، وهو يوم الرؤية.

إيلاف من القاهرة: يعيش المصريون حالة من الترقب اليوم الإثنين؛ لحسم الجدل حول رؤية هلال شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر، وذلك بعدما أصدر مركز الفلك الدولي بيانًا وقع عليه 30 متخصصًا من 14 دولة.&

وأوضح البيان أن معظم دول العالم الإسلامي بدأت شهر رمضان يوم الإثنين 6 مايو 2019م، وعليه ستتحرى هذه الدول هلال شهر شوال (عيد الفطر) لعام 1440 هـ يوم الإثنين 3 يونيو، وفي ذلك اليوم سيغيب القمر قبل غروب الشمس في شرق العالم الإسلامي (مثل أندونيسيا)، وفي شمال العالم الإسلامي (مثل كازاخستان)، وعليه ستكون رؤية الهلال مستحيلة في تلك المناطق.&

أضاف البيان "بالنسبة إلى المنطقة العربية ووسط وغرب العالم الإسلامي، فإن القمر سيغيب يوم الإثنين، بعد فترة قصيرة جدًا من غروب الشمس، ليست كافية لرؤيته بأي وسيلة، في حين أن رؤية الهلال ممكنة في بعض الأجزاء الغربية من القارتين الأميركيتين باستخدام التلسكوب فقط، وذلك بصعوبة بالغة، في حالة صفاء الغلاف الجوي فقط، ورؤية الهلال بالعين المجردة غير ممكنة من أي يابسة في العالم يوم الإثنين، فهي ممكنة من أجزاء من البحر غرب المحيط الهادئ فقط.

الجهة الشرعية
من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية أنها الجهة الرسمية المسؤولة عن إعلان نتيجة رؤية الهلال للشهور العربية، بناء على الرؤية البصرية الشرعية له، وليس على حسب نتيجة الأيام المعلقة على الحائط أو الفلك، وأشارت إلى أن لكل دولة رؤيتها الخاصة بدخول الشهور العربية، وعلى كل شخص أن يتبع رؤية الهلال في البلد الذي يقيم فيه.

وذكرت دار الإفتاء أن الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التي تضم شرعيين ومتخصصين في الفلك، وعددها سبع لجان، مبثوثة في أنحاء جمهورية مصر العربية في طولها وعرضها، في أماكن مختارة من هيئة المساحة المصريَّة ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، فيها شروط الجفاف وشروط عدم وجود الأتربة والمعوقات لرصد الهلال.

اشار إلى أن هناك رؤية بصرية نعتمدها مع الحساب الفلكي الدقيق، والحساب الفلكي يحدد لنا أمرين: الأمر الأول: هو مكان نزول القمر، وبمعنى أدق" الإحداثيات التي ينزل فيها القمر في هذا الشهر". والأمر الثـاني: هو كيفية غروب القمر.

العيد الثلاثاء
من جهته، قال الدكتور محمد جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، "إن غُرة شوال وأول أيام عيد الفطر سيوافق هذا العام الثلاثاء 4 يونيو المقبل فلكيًا"، مؤكدًا أن رمضان هذا العام سيكون 29 يومًا فقط.

وأوضح القاضي، في تصريحات له، أن هلال شهر شوال يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الـ12 ودقيقتين ظهرًا بتوقيت القاهرة المحلي، الإثنين 29 من رمضان 1440 هجريًا الموافق 3 يونيو، موضحًا أن الهلال الجديد سيبقى في سماء مكة المكرمة والقاهرة 6 دقائق بعد غروب الشمس، وفي باقي محافظات الجمهورية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين 5 و7 دقائق. أما في العواصم العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب الشمس لمدد تتراوح بين دقيقة و17 دقيقة، وذلك وفقًا للحسابات الفلكية.

رؤية الهلال
من جانبه، أكد الدكتور علي كمال الدين، أستاذ علوم الفلك والفضاء في معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المعهد المصري لعلوم الفلك تأكد من خلال لجانه المتخصصة أن هلال شهر شوال يولد في تمام الساعة الـ12 ودقيقتين ظهرًا بتوقيت القاهرة، يوم الإثنين 29 من رمضان 1440 هجريًا الموافق 3 يونيو، وسيبقى الهلال الجديد في سماء القاهرة لمدة 6 دقائق بعد غروب الشمس، وبالتالي فإن أول أيام عيد الفطر سيكون الثلاثاء في مصر، وليس الأربعاء.

ونفى كمال الدين ما يتردد عن صعوبة رؤية الهلال في سماء مصر يوم الإثنين، وقال إنه ستكون هناك سهولة في رؤية الهلال لظهوره فترة كبيرة تمكن الجهات المختصة من رصده.

وأكد الدكتور كمال الدين لـ"إيلاف" أن قرار تحديد موعد عيد الفطر يرجع إلى دار الإفتاء المصرية "فهي الجهة الشرعية للإعلان عن بداية الشهور"، لافتًا إلى أنه "على مدار السنوات الماضية هناك اتفاق بين المعهد القومي للبحوث الفلكية ودار الإفتاء في توحيد الرؤية، ودور المعهد القومي لبحوث الفلك هو رفع تقريرا إلى المفتي لتحديد الرؤية الشرعية، والتي ستحدد موعد أول أيام عيد الفطر المبارك".

اختلاف المطالع
في السياق عينه، أكد الدكتور عبد الهادي الصاوي، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر، أن المتفق عليه بين جمهور العلماء والفقهاء هو أن الرؤية تتم بالطرق الشرعية، و"إذا تعذرت رؤية القمر نستعين بالرؤية الفلكية، لقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلم-: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له، أي أتموه".

ولفت إلى أن اختلاف المطالع مقر شرعًا بين علماء السُّنة وفقهاء المسلمين، ولا يستحق أي جدل بشأنه، مؤكدًا، لـ"إيلاف"، أن رؤية الأهلة تختلف في بعض الدول عن بعضها نتيجة لاختلاف المطالع بينها، فإذا استحالت رؤية الهلال في بلد كانت دعوى رؤيته في بلد آخر غير ملزمة لهم.