أسامة مهدي: احتفل سنة العراق اليوم بما فيهم مواطني إقليم كردستان الشمالي بعيد الفطر فيما يحتفل به شيعته غدا وسط اجراءات امنية وفتح كامل للمنطقة الخضراء وسط العاصمة بعد 15 عاما من اغلاق ابوابها امام الجمهور وارتفاع لدرجات الحرارات تصل الى نصف الغليان.

واعلن المجمع الفقهي العراقي ان اليوم الثلاثاء هو اول ايام عيد الفطر في البلاد واكد &ثبوت رؤية هلال شهر شوال للعام &1440- 2019 ليكون الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر.

ومن جانبه اعلن ديوان الوقف السني ايضا ان اليوم هو اول ايام عيد الفطر وقال رئيسه عبد اللطيف الهميم "بعد ثبوت رؤية هلال شهر شوال في عدد من الدول العربية واعتماداً على تلك الدول فأن الثلاثاء هو الأول من شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك".

وعلى خلاف ذلك توقع مكتب المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني في النجف رؤية هلال عيد الفطر لهذا العام مساء اليوم الثلاثاء في افق مدينة النجف عند غروب الشمس مايعني ان غدا الاربعاء هو اليوم الاول للعيد بالنسبة لشيعة البلاد.

فتح المنطقة الخضراء بالكامل

وبهذه المناسبة فتحت السلطات العراقية شوارع "المنطقة الخضراء" وسط العاصمة بغداد بالكامل للمرة الاولى منذ 15 عاما.

وقال مصدر رسمي إن "المنطقة الخضراء قد فتحت بالكامل على مدار 24 ساعة ابتداءً من الثلاثاء أول أيام عيد الفطر الرابع من حزيران يونيو الحالي.

واوضح رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي إن هذه الخطوة تعني أن الحكومة "مطمئنة على الوضع الأمني وتريد أن يتحرك الشارع والمصالح والاسواق في مدينة بغداد" التي تعد ثاني عاصمة عربية من حيث الكثافة السكانية ويسكنها نحو ثمانية ملايين نسمة.

والمنطقة الخضراء المحصنة أنشأتها قوات التحالف الدولية التي دخلت العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية عام 2003 واطاحت بنظام الرئيس السابق صدام حسين.

وتبلغ مساحة المنطقة نحو 10 كيلومترات مربعة على الضفة الغربية لنهر دجلة وبدأ اسمها بالظهور مع تشكيل الحكومة الانتقالية عقب ذلك ومنع الجمهور من دخولها طيلة هذه الفترة.

وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المواقع العسكرية تحصيناً في العراق وهي مقر مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ورئاستي الجمهورية والبرلمان فيما نقل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مقر حكومته ومكتبه الى خارجها لدى توليه لمنصبه في تشرين الاول اكتوبر الماضي .

وتضم المنطقة كذلك السفارات الأجنبية ومقرات منظمات ووكالات حكومية ودولية أخرى.

خطة امنية مرنة ودوريات في دجلة

واعلنت محافظة بغداد عن خطة امنية لأيام عيد الفطر فيما سيرت القوات دوريات لتأمين مناطق نهر دجلة ومجرى النهر على حدود مدينة سامراء شمال غرب بغداد منعا لتسلل عناصر داعش وذلك من خلال تسيير دوريات بالقوارب ودوريات راجلة ونصب كاميرات مراقبة ليلية.

واعلنت محافظة بغداد عن اجراءات امنية خاصة بالعيد لتأمين العاصمة وأوضح محافظ بغداد فلاح الجزائري خلال مؤتمر صحافي ان الخطة الامنية ستكون مرنة اذ تم التوجيه بتقديم جميع التسهيلات لمواطني العاصمة وايجاد الحلول البديلة لتسهيل انسيابية حركة المرور في شوارعها.&

عراقيون يحتفلون بالعيد

واشار الى ان الاستعدادات تتضمن ايضا تكثيف الجهد الاستخباري فضلا عن نشر مفارز متفرقة للتدقيق بالتفتيش في السيطرات الامنية المنتشرة في مختلف مناطق العاصمة.

وأكد محافظ بغداد على "ضرورة توخي الحيطة والحذر من اجل تفويت الفرصة على العناصر الارهابية".. داعيا المواطنين الى "التعاون مع الاجهزة الامنية من خلال الابلاغ عن التحركات والاشخاص والسيارات المشبوهة لمنع وقوع اي عمل ارهابي".

متنزهات وحدائق... ووجه جديد للعاصمة

ومن جانبها هيأت امانة العاصمة 104 متنزها وحديقة عامة لاستقبال المواطنين والتمتع بافياءها توزعت على جانبي الكرخ والرصافة من بغداد بالاضافة الى متنزهات الزوراء والعطيفية و 14 تموز وحدائق ابو نؤاس والصقلاوية والجادرية والتي تجاوز مجموع رقعتها الخضراء اكثر من 10 الاف دونم.

يشار الى انه خلال الاشهر الاخيرة ظهر وجه جديد لبغداد لم يعهده العراقيون منذ سنوات بعد إزالة الحواجز الكونكريتية من معظم الشوارع وحول الادارات الرسمية ومقرات الأحزاب والمناطق السكنية التي باتت مكشوفة أمام بعضها البعض بغض النظر عن دين ومذهب قاطنيها.

وكانت عملية تطويق الادارات الرسمية بالحواجز الكونكريتية قد بدأت عام 2004 من قبل القوات الأميركية التي كانت تتمركز دباباتها وبعض أرتالها قرب تلك الادارات وكان الهدف منها هو حماية الجنود الأميركيين من الاستهداف بالسيارات المفخخة.

وتم لاحقا عزل عدد من المناطق عن بعضها وجرى إغلاقها على السكان إبان شيوع القتل الطائفي بين عامي 2005 و2006 وباتت إحدى أهم وسائل الحماية للسكان الذي كانوا يرتابون بكل من يدخل حيهم السكني من خارجه حتى باتت نقاط التفتيش لا تسمح بدخول الغرباء إلى الاحياء السكنية إلا عند إبراز السكان لبطاقة السكن التي تثبت أنهم يقطنون في المكان.

ويقول عراقيون انه بعد ازالة تلك فقد بدأ يزال معها الشعور بالخوف من الآخر وعدم الثقة بين المناطق.

درجات الحرارة لنصف الغليان

ويمر عيد الفطر على العراق هذا العام وسط درجات حرارة ستتجاوز في الايام المقبلة 50 درجة مئوية اي "نصف درجة الغليان".

وقال رئيس منبئين جويين اقدم في هيئة الانواء الجوية العراقية محمود عبد اللطيف ان "الايام المقبلة تشهد ارتفاعا تدريجيا في درجة الحرارة في كل أنحاء البلاد".&

وقال في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز" العراقية ان "درجات الحرارة المتوقعة ستصل إلى 51 درجة مئوية في جنوب العراق وخاصة بمحافظة البصرة يومي الجمعة السابع من الشهر الحالي والسبت الثامن منه.

واضاف ان "درجات الحرارة في المنطقتين الوسطى والجنوبية ستتراوح بين 48 و49 درجة مئوية".. عازيا السبب الى "المنخفض الجوي الحراري الموسمي الذي يسود تأثيره العراق طيلة موسم الصيف لكنه يضعف تارة وتارة أخرى يتعمق".

وتوقعت هيئة الانواء الجوية ان تشهد عموم مناطق العراق طقسا حار نهارا فيما اشارت الى ان درجات الحرارة العظمى في العاصمة بغداد بلغت امس 45 درجة مئوية.