نصر المجالي: قالت قناة تلفزيونية أميركية إن الاستخبارات الأميركية حصلت على معلومات تؤكد أن المملكة العربية السعودية وسعت برنامجها للصواريخ الباليستية بمساعدة الصين، ما يعرقل جهود منع انتشار هذا السلاح في الشرق الأوسط.

وذكرت شبكة "CNN" الأميركية أن تقارير الاستخبارات الأميركية هذه تؤكد تنفيذ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرجل القوي في الإقليم لتهديداته في تصريحات له في مايو 2018 لشبكات تلفزة أميركية.&

ونقلت الشبكة الأميركية عن ثلاثة مصادرة مطلعة على هذه المسألة، قولها إن "إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لم تعلن في البداية علمها بهذا التطور السري للأعضاء المحوريين في الكونغرس، ما أغضب الديمقراطيين، الذين كشفوا عن ذلك خارج القنوات الحكومية الأميركية العادية واستنتجوا أن هذه المعلومات استثنيت عمدا من سلسلة الاجتماعات التي كان من المفترض عرض هذا التقرير عليهم خلالها".

توسيع البرنامج&

وأوضحت المصادر أن "الاستخبارات الأميركية كشفت مؤخرا أن السلطات السعودية وسعت بصورة ملموسة برنامجها للصواريخ الباليستية، ما يشكل جزءا من البنية التحتية والجانب التكنولوجي، بمساعدة الصين".

وأشار تقرير "CNN" إلى أن هذا الأمر زاد مخاوف المشرعين الأميركيين من احتمال اندلاع سباق للأسلحة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أسئلة حول ما إذا كانت هذه التطورات حصلت بمصادقة صامتة من إدارة ترمب وكذلك حول مدى التزامها بشكل عام بسياسة منع انتشار الأسلحة في الشرق الأوسط.

وأشارت المصادر الثلاثة إلى أن "الاستخبارات الأميركية لم تتوصل بعد إلى تقدير نهائي لهدف السعودية من برنامجها للصواريخ الباليستية، إلا أنها لا تستبعد أن هذا الإجراء قد يمثل خطوة نحو الأمام في الجهود السعودية المحتملة لضمان الحصول على قنبلة نووية.

في هذه الأثناء، كشفت مصادر أخرى للشبكة الأميركية، أن "صورا للأقمار الصناعية تظهر ما يبدو أنه منشأة تصنيع صواريخ باليستية وسط المملكة العربية السعودية، وأن النشاط جار على قدم وساق فيها".

إلا أن التقرير الاستخباراتي الأميركي أشار إلى أن السعودية تستعين بالتكنولوجيا الصينية، حيث أنه ورغم أن المملكة تعتبر من أكبر مستورد للأسلحة من الولايات المتحدة، إلا أنها ممنوعة من شراء الصواريخ البالستية من أميركا بالاستناد قوانين تنظيم تكنولوجيا الصواريخ، وهي قوانين غير رسمية وضعت العام 1987 ويشارك فيها عدد من الدول وتهدف لمنع بيع صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية لأسلحة الدمار الشامل.

تصريحات مايو 2018&

يشار إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كان هدد في مقابلة في مايو 2018 مع برنامج 60 دقيقة على شبكة "سي بي إس" أنه إذا سعت إيران لامتلاك قنبلة نووية فإن المملكة ستسعى للأمر ذاته، حيث قال حينها: "بلا شك إذا طورت إيران قنبلة نووية فإننا سنقوم بالأمر ذاته بأقرب وقت ممكن".

وأضاف ولي العهد السعودي في المقابلة ذاتها أن "إيران ليست منافسا للسعودية. جيشها ليس ضمن أقوى 5 جيوش في العالم الإسلامي. الاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني. إيران بعيدة جدا عن أن تكون مساوية للسعودية.. المملكة لا تريد حيازة أي قنبلة نووية، ولك بدون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نفعل الشيء نفسه في أسرع وقت".

وفي تلك التصريحات، أعاد ولي العهد تأكيده وصف المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بـ"هتلر الجديد في الشرق الأوسط"، معللا ذلك بأنه "يريد التوسع، عبر إنشاء مشروع خاص به في الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير مشروع هتلر في ذلك الوقت".

وأضاف أن "العديد من الدول حول العالم وفي أوروبا لم تدرك مدى خطورة هتلر حتى حدث ما حدث. لا أريد أن أرى نفس الأحداث تتكرر في الشرق الأوسط".