أصبحت ظاهرة الفساد تُشكل نمطًا للحياة منتشرًا على الأراضي اللبنانية كافة، وتمس بشكل مباشر القطاعين العام والخاص.. فما هي أهم أسبابها وكيف يمكن مكافحتها؟.

إيلاف من بيروت: أصبحت ظاهرة الفساد تُشكل نمطًا للحياة منتشرًا على الأراضي اللبنانية، وتمس بشكل مباشر القطاعين العام والخاص، حيث إن استغلال الوظيفة العامة لتحقيق المصالح الخاصة يؤدي إلى زعزعة ثقة الشعب بهيكلية الدولة وتخفيض الواردات الضريبية، ويؤثر تبعًا لذلك على فعالية السياسات العامة للقطاعات كافة، وخاصة الصحة والتربية والمساعدات الإجتماعية.

يقول الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إنه مع قيام الحملات ضد الفساد فإن الإدارات اللبنانية ليست مهيأة حتى الآن للقضاء على الفساد نهائيًا في لبنان، والسياسيين غير مهيئين أيضًا، لأنهم هم من يحمون الفساد في الإدارات، ولكن ما يجري اليوم من محاولات للقضاء على الفساد، إنما نشجعه كثيرًا، رغم أنه لن يتأتى بأي نتيجة جدية، غير أن مجرد الحديث عن الموضوع يخيف المرتشين والفاسدين قليلًا، ويضع حدودًا غير مباشرة للموضوع.

ويلفت حبيقة إلى أن المشكلة الأساس في الفساد اللبناني هي أنه لا يمكن التضحية بالموظفين الصغار الذين يتم توقيفهم، فهؤلاء إنما ارتشوا لأنهم كانوا محميين من السياسيين أنفسهم.

محاربة الفساد
وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه لبنان اليوم لمحاربة الفساد جديًا في مختلف إداراته؟. يجيب حبيقة: "لا يمكن أن يحل الموضوع إلا إذا اقتنع الشعب اللبناني بضرورة محاربة الفساد. فالشعب اللبناني ظاهريًا يتحدث عن ضرورة محاربة الفساد، لكنه عمليًا يشجّع على الأمر، وليس منزعجًا منه".

"الآدمي" والحرامي
يضيف حبيقة: "الجميع يتحدث في المجتمع عن أن "الآدمي" غشيم، و"الحرامي" شاطر، فلا تزال تلك العقلية الفاسدة سائدة، لأننا مجتمع لا توجد فيه مؤسسات حقيقية، لذلك فالمواطن يجب أن تكون لديه معارف في الإدارة ومع السياسيين كي يصل إلى حقوقه.
ويؤكد حبيقة أننا ضمن حلقة مفرغة من الفساد بين السياسيين والموظفين الفاسدين.

مستشر في لبنان
ولدى سؤاله هل أصبح الفساد مستشريًا في لبنان لدرجة لا تمكن فيها معالجته؟. يجيب حبيقة المعالجة يجب أن تبدأ من الشعب اللبناني، من خلال انتخابات نيابية شفافة في المستقبل، لأن الطقم السياسي الموجود هو بمثابة "فالج لا تعالج".

ويجب على الشعب اللبناني أن ينتخب طاقمًا سياسيًا لا علاقة له بالفساد، لذلك محاربة الفساد صعبة في لبنان.

دور الحملات
أي دور لكل تلك الحملات السياسية في محاربة ولو جزء بسيط من الفساد في لبنان؟. يجيب حبيقة إن دورها هامشي، ولا يمكن أن نصدق اليوم أن الفساد ستتم محاربته جديًا، ولكن هذا قد يجعل الناس تخاف وتفكر مرتين قبل القيام بعمليات احتيالية جديدة.

ويلفت حبيقة إلى أن التوعية ضد الفساد ضرورية، من خلال المدارس والجامعات. وبرأي حبيقة المجتمع لدينا يسوّق للفساد، ولن نشهد في المستقبل القريب وطنًا خاليًا من الفساد.
&