رغم انتهاج "نيويورك تايمز" سياسة تحريرية مناوئة لترمب وسياساته الداخلية والخارجية، إلا أن ذلك لم يشفع لها لدى إيران التي بدلًا من أن تكافئها سحبت من مدير مكتبها &في طهران ترخيصه الصحافي.

إيلاف من نيويورك: تنتهج صحيفة "نيويورك تايمز" خطًا معارضًا لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الصعد الداخلية والخارجية كافة.

لا توفر الصحيفة فرصة للتصويب على ترمب، وصفحاتها تزخر بالمقالات والتحقيقات والتقارير المعارضة له. يكفي أنها نشرت مقال رأي لمن وصفته بمسؤول كبير في الإدارة، في الصيف الماضي، قرع فيه جرس الإنذار، محذرًا من وجود ترمب في البيت الأبيض، وأحدث بلبلة كبيرة في أميركا.

انتقاد ترمب
كما انتقدت الصحيفة بعنف إعلان ترمب انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات، حيث حاولت بشكل كبير الإضاءة على فوائد الاتفاق، وخطورة الخروج منه والتصعيد مع إيران.

مكافأة غير متوقعة
المواقف هذه لم تشفع لها في طهران، فالسلطات الإيرانية كافأت معارضة "نيويورك تايمز" لترمب، بطريقة غير متوقعة، ومنعت مدير مكتبها في العاصمة من مزاولة عمله.

وأعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الإثنين أنّ مدير مكتبها في طهران، توماس إيردبرينك، ممنوع من مزاولة عمله منذ فبراير الماضي، بعدما سحبت منه السلطات الإيرانية بطاقته الصحافية.

قالت التايمز إن إيردبرينك، وهو صحافي هولندي يعمل فيها منذ 2012، وتعاون أيضًا مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الهولندية "إن أو إس" يقيم في إيران منذ عام 2001 ويتحدث الفارسية بطلاقة، وهو أحد الصحافيين الأجانب القلائل الذين يعملون في إيران لحساب وسائل إعلام غربية.

زوجته أيضًا
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن زوجة إيردبرينك، وهي مصوّرة صحافية إيرانية، تدعى نوشا تافاكوليان، ممنوعة بدورها من مزاولة عملها، لأنّ السلطات الإيرانية سحبت منها بطاقتها الصحافية.

لم يعد بالإمكان إخفاء الأمر
وأوضحت الصحيفة أنّها آثرت في البداية عدم إثارة هذه المسألة على أمل أن تحلّ سريعًا، لكنّها اضطرت إلى تغيير موقفها اليوم "بسبب التعليقات الأخيرة والتكهّنات على شبكات التواصل الاجتماعي" بشأن مصير إيردبرينك، وأشارت "إلى أنّ خلوّ صفحاتها من تحقيقاته وتقاريره أصبح مرئيًا أكثر فأكثر، وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران".

آمال بحل الموضوع
وقال مايكل سلاكمان رئيس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ وزارة الخارجية الإيرانية "أكّدت مرات عدّة" أنّ إيردبرينك سيسترجع بطاقته الصحافية، لكنّها "لم تقدّم أي إيضاح بشأن سبب تأخّر حصول ذلك أو سبب سحب البطاقة منه"، لكنه لفت إلى أنّ هناك دلائل على أنّ المسألة ستحلّ قريبًا.

جاء إيضاح "نيويورك تايمز"، بعدما تساءل، أمير اعتمادي، المعارض الإيراني المقيم في واشنطن، يوم الجمعة الماضي، عن سبب عدم تعليق الصحيفة على منع إيردبرينك من ممارسة عمله.
&