إيلاف من بيروت: أثارت تغريدة لوزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في أوساط الحسابات السعودية.

قال باسيل على موقع "تويتر": "من الطبيعي أن ندافع عن اليد العاملة اللبنانية في وجه أي يد عاملة أخرى، أكانت سورية، فلسطينية، فرنسية، سعودية، إيرانية أم أميركية، فاللبناني قبل الكل".

أثارت التغريدة ردودًا كثيفة من لبنانيين وسعوديين وعرب، حيث وصفها نشطاء بـ"العنصرية"، في حين عبَّر سعوديون عن غضبهم بسببها.

وتناقلت حساباتٌ تغريدة للأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد، ردَّ فيها على باسيل، ولمّح إلى أن اللبنانيين هم من يشكلون ضغطًا على الوظائف في بلاده، وليس العكس، وأن عددهم يناهز 200 ألف. فهل تتأثر العلاقات اللبنانية السعودية بسبب تغريدة باسيل؟.

علاقات أخوية
يقول النائب السابق أمين وهبي لـ"إيلاف" إن لبنان بكل تاريخه، كان دولة عربية متألقة، وكان له حضوره العربي، وكان يحرص على العلاقات الأخوية مع الدول العربية، واليوم نعيش تحت ظل سياسات حزب الله وحلفائه من باسيل وغيرهم، وتحت ظل الخطاب الذي يعتمده في مواجهة الدول العربية، وأيضًا تحت ظل تدخل حزب الله في سوريا، وفي شؤون الدول العربية، وخاصة دول الخليج، وبسبب هذه السياسة وبسبب عجز الدولة اللبنانية في وضع حد لهذه السياسات من قبل حزب الله، هذه الدول العربية تقوم بإجراءات لتحمي نفسها، وتصبح مصالح بعض اللبنانيين في خطر، وإقامتهم في خطر، ويصبح الإحتضان العربي للبنان في خطر، وتهديد علاقات لبنان العربية ومصالحه يتم&من قبل حزب الله، ويجب تحميله مسؤولية كل ما يتعرّض له لبنان على المستوى العربي من مخاطر وأضرار بما فيها العلاقات اللبنانية السعودية.

طبيعية
أما متى يستعيد لبنان علاقته الطبيعية مع دول الخليج في ظل كل هذا التصعيد الكلامي والتغريدات من هنا وهناك؟. فيجيب وهبي "عندما يكف حزب الله وحلفاؤه من باسيل وغيرهم عن مصادرة صلاحيات الدولة اللبنانية، وعندما يكف حزب الله عن التدخل في شؤون الدول العربية، وعندما يكف عن الإلتصاق بالسياسة الإيرانية، التي تهدّد الأمن القومي العربي، وتهدّد الإستقرار في كل الدول العربية".

العودة الى لبنان
بدوره، يقول النائب السابق خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" تعقيبًا على الموضوع "رغم بعض التأزم في العلاقات اللبنانية السعودية كان السفير السعودي في لبنان لا يزال يمارس أعماله، وقد سمحت السلطات السعودية لرعاياها بالعودة إلى لبنان".

ويرى زهرمان أن الحلول تبقى واضحة من خلال عودة لبنان إلى الإجماع العربي، ويترجم الأمر في ميثاق جامعة الدول العربية، أما أن يغرّد لبنان كما باسيل وحده من دون الإجماع العربي، خاصة في مواقف كانت مضرة للجميع، فهذا غير مرغوب، خصوصًا أن السعودية وقفت إلى جانب لبنان في جميع أزماته، والسعودية يجب أن تكافأ بطريقة أخرى.

الإجماع العربي
يضيف زهرمان: "يجب على لبنان ألا يخرج عن الإجماع العربي، كي يتناسب الأمر مع رد الجميل للسعودية نتيجة كل مواقفها إلى جانب لبنان بكل أزماته، بدءًا من حرب لبنان الأهلية حتى يومنا هذا، فمواقف السعودية كانت مشرّفة جدًا مع لبنان على المستوى السياسي والإقتصادي والمالي وبكل المستويات، ولدى الحكومة اللبنانية الفرصة لتصحيح كل المواقف والعودة إلى حضن الإجماع العربي، ساعتئذ يمكن أن نرتب علاقتنا مع السعودية".&

يعتبر زهرمان أن "لبنان يبقى عمقه عربيًا، وليس إيرانيًا، ولا مصلحة للبنان أن يخرج من الإجماع العربي، وإذا خرجنا من المظلة العربية لمسايرة محور معيّن في المنطقة، فإن أجندة هذا المحور هي ضد المصلحة الوطنية".

ويلفت إلى أن السعودية لا تتعاطى مع اللبنانيين بمنطق الثأر، هي عندما يكون هناك بعض اللبنانيين المرتبطين بأعمال لها علاقة بمحاولة زعزعة الإستقرار في مناطق الخليج، يتم اتخاذ إجراءات بحقهم، والجميع يعرف أن السعودية لم تتخذ إجراءات قمعية بحق أحد، هي تتعاطى مع اللبنانيين المرتبطين بمحور ويحاولون زعزعة المنطقة والخليج، من هنا يحق للسعودية أخذ بعض التدابير، لكن في جميع الأحوال، يضيف زهرمان، حتى لو أن المملكة العربية السعودية لا تتعاطى بسياسة كيدية، فهذا لا يعفينا من مسؤولية تصحيح مسار هذه العلاقة إلى المستوى السابق من احترام متبادل وتعاون من دعم أيضًا.