إيلاف من لندن: يقوم المبعوث الأميركي للشؤون السورية، جيمس جيفري، بزيارة الى العاصمة المصرية القاهرة لمناقشة الوضع السوري. والتقى جيفري خلال زيارته&كبار المسؤولين في مصر وجامعة الدول العربية، لمناقشة "جهود تعزيز الاستقرار والأمن في سوريا".

وحول المطلوب من جيفري والإدارة الأميركية، أوضح ياسر فرحان عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض في تصريح لـ "إيلاف" أنه على مدى الفترة الأخيرة الماضية كانت هناك دعوات روسية لإعادة النظام السوري الى الملعب الدولي وإعادة شرعيته في الجامعة العربية تحديدا، واصطدم هذا الموقف برفض أميركي، وجاءت الرسائل الأميركية واضحة وحاسمة حول عدم إمكانية ذلك، وأن العقوبات الأميركية والأوروبية التي تطال النظام والمسؤولين السوريين مستمرة أيضا.

وأكد أن "الادارة الأميركية تقول إن الرئيس السوري مجرم حرب، وأن النظام السوري يستخدم السلاح الكيماوي، وهو نظام غير شرعي، ويرفض القرارات الدولية والانخراط في الحل السياسي".&

وطالب المجتمع الدولي عموما والادارة الأميركية خصوصا بالضغط الجدي على النظام السوري وحلفائه بايقاف آلة القتل وإلزامهم بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصِّلة.

وشدد فرحان على أن "إصدار البيانات لا يكفي والحالة الانسانية المأساوية البوم والمجازر التي يقوم بها النظام وروسيا والتي يتعرض لها المدنيون السوريون لا تحتمل التأجيل أو التفكير بل لابد من إيقاف آلة القتل فورا".

دور متذبذب&

من جانبه، أكد فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر في تصريح لـ "إيلاف"، أنه "لا يخفى على أي متابع للشأن السوري الدور الأميركي الكبير في هذا الملف، والذي يتبدل مع الثورة السورية بين الإيجاب والحياد والسلبية، فعندما دعمت الولايات المتحدة الحراك الثوري السلمي والعسكري أثرت بشكل إيجابي واضح على قدرات وإمكانيات ونفوذ الجيش الحر ومؤسسات الثورة السورية وضبط بوصلة بعض الدول في هذا الاتجاه، وعندما أرادت إيجاد شريك لها في الحرب على داعش تخلت عن الجيش الحر تدريجيا لينتهي بها المطاف لتشكيل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ودعمها حتى أصبحت قسد خطرا كبيرا على الثورة السورية يتعدى خطرها تركيا"، على حد قوله.

واعتبر حسون "أن ذلك من أكثر الأدوار السلبية لأميركا". وأضاف: "عندما اتخذت واشنطن الحياد تجاه بعض الأحداث المتعلقة بروسيا في سوريا خسرنا جنوب سوريا والغوطة وحمص الشمالي. ونظرا لتبدل أدوارها تبدلت كذلك مواقف الدول الداعمة للثورة وحتى الدول المعادية لها، ولو أنها اتخذت الأدوار الإيجابية فقط لكان قد انتهى الشعب السوري من معاناته منذ سنوات".

وشدد على أن "ما نطلبه من الولايات المتحدة بعد هذه السنوات الطويلة: هو عدم السماح لروسيا وإيران بالتفرد بالملف السوري، وتذليل العقبات بينها وبين تركيا لأن هذا سيقلب الطاولة على روسيا وإيران والنظام، وإعادة دعم مؤسسات الثورة السورية ومنها الجيش الحر الطامح لتشكيل جيش وطني موحد تحت مظلة سياسية ثورية قوية تستطيع المضي بخطوات ثابتة وسريعة لتطبيق القرارات الدولية حول سوريا وعلى رأسها بيان جنيف والقرار 2254، لتفضي إلى إسقاط النظام".&

وقال حسون إن "ما نطلبه ليس كثيرا بل هو واجب على كل الدول المتقدمة التي تنادي بالقيم الإنسانية، وعلى رأس هؤلاء أميركا".

اللقاء مع شكري&

هذا واستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم المبعوث جيفري وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع في سوريا، ومُستجدات جهود مكافحة الإرهاب.

وصرح المُستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير تناول خلال اللقاء مُحددات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها، مُؤكداً استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف المعنية بهدف الدفع قدماً بالعملية السياسية والعمل على خلق أفق إيجابي لمستقبل البلاد، بالتوازي مع جهود التصدي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة هناك، وبما يُلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق ويُعيد سيطرته على مقدراته.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن اللقاء تضمن تبادل الرؤى حول سُبل دفع كافة جوانب العملية السياسية وحلحلة حالة الجمود الراهنة اتساقاً مع ما تضمنه قرار مجلس الأمن رقم 2254، وكذلك مسألة إنهاء تشكيل اللجنة الدستورية وبدء عملها في أقرب وقت ممكن. كما شمل اللقاء بحث تطورات الأوضاع الميدانية على الأرض، خاصةً في مناطق شمال غرب وشمال شرق سوريا.

وأكد حافظ أن اللقاء شمل كذلك تشديد الوزير على أهمية تنسيق الجهود الدولية والإقليمية بهدف عدم السماح بنفاذ المقاتلين الفارين من المعارك إلى دول المنطقة، والعمل على تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية والتصدي لأي دعم سياسي ولوجستي لها.

وأشار المتحدث باسم الخارجية، بأن جيفري أطلع وزير الخارجية على الرؤية الأميركية تجاه مُستجدات الأوضاع في سوريا. كما أكد جيفري على تقدير ودعم بلاده للدور المصري الهام على صعيد إنهاء الأزمة السورية، فضلاً عن الجهود المصرية المُستمرة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف كأحد أهم مجالات التعاون الاستراتيجي بين البلديّن

اللقاء مع أبوالغيط&

فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن التدخلات التركية والإيرانية وراء إطالة أمد الأزمة السورية جاء ذلك خلال استقبال أبو الغيط، المبعوث جيفري.

وتناول اللقاء "آخر تطورات الأزمة السورية والجهود والاتصالات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لها".

وعرض جيفري "نتائج الاتصالات التي يضطلع بها مع مختلف الأطراف، سواء في ما يتعلق بالجوانب السياسية للأزمة أو جوانبها الأمنية".

و شدد على حرص بلاده على التعرف على رؤية الجامعة العربية تجاه تطورات الأزمة وسبل التعامل معها، خاصة في ظل التعقيدات المختلفة التي تشهدها، وتداخل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية في أبعادها المختلفة.

وحرص أبو الغيط على تأكيد ترحيبه بالتواصل مع الجانب الأميركي في هذا الصدد، أخذا في الاعتبار أن الأزمة السورية هي في الأساس أزمة عربية.

وجدد تأكيده على ثوابت "الموقف العربي من الأزمة في سوريا وعلى رأسها ضرورة الحفاظ على الوحدة الإقليمية للأرض السورية، وأهمية احترام السيادة السورية، والعمل على تحقيق تسوية سياسية بين الأطراف السورية تتأسس على مقررات مؤتمر "جنيف 1"، بما يكفل الوقف الكامل لنزيف الدماء الذي طال مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري على مدى السنوات الـ8 الأخيرة".

وأشار أيضا، بحسب بيان للجامعة العربية، إلى الأبعاد والتداعيات السلبية لاستمرار التدخلات الخارجية في الأزمة السورية، خاصة أن هذه التدخلات كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء إطالة أمد الأزمة وتعقيدها بحيث أصبحت أكبر وأوسع الأزمات الدولية نطاقا خلال السنوات الأخيرة.

خطورة التدخلات&

وتطرق أبو الغيط الى خطورة التدخلات الإيرانية والتركية على وجه التحديد، بما في ذلك ما يتعلق بالمسعى التركي لإقامة ما يسمى "منطقة آمنة" في شمال سوريا ومنطقة إدلب، وهو ما يؤثر على وحدة الإقليم السوري ويمثل انتهاكا في الوقت ذاته لسيادتها.

كما أكد على رفض أية صورة من صور التدخل الإسرائيلي في أي ترتيبات تتعلق بمستقبل الأوضاع في سوريا، ومع الأخذ في الاعتبار استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الأرض السورية.

هذا وأعلنت أمس وزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الخاص لسوريا جيمس جيفري ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبيرن، سيلتقيان مع مسؤولين مصريين وقيادة الجامعة العربية لمناقشة النزاع المستمر في سوريا.

تعزيز السلام&

وقالت الخارجية الأميركية: "جيفري ورايبيرن سيلتقيان مع مسؤولين مصريين رفيعي المستوى، وكذلك قيادة الجامعة العربية لمناقشة النزاع المستمر في سوريا، وجهود تعزيز الأمن والاستقرار هنا، بما في ذلك تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254″.

وأضاف بيان الخارجية أن جيفري سيقدم أحدث التطورات حول الجهود الدولية لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي خلال الزيارة.