رغم تصريحات رسمية صدرت في اليومين الأخيرين من مصادر إيرانية عن احتمال طلب طهران من طوكيو التوسط لدى واشنطن، رفض المرشد الأعلى علي خامنئي أية مفاوضات تحت ضغوط، وفي المقابل حذر رئيس الوزراء الياباني من مواجهات في الشرق الأوسط.

إيلاف: خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، يوم الخميس، أكد المرشد علي خامنئي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تثق بأميركا، وإن التجربة المريرة في المفاوضات السابقة مع أميركا في إطار الاتفاق النووي لن تتكرر مطلقًا، لأن أي شعب حر وأبي لا يقبل بالمفاوضات تحت الضغوط.

وقال ردًا على تصريح آبي، إنه يعتزم نقل رسالة من الرئيس الأميركي، إننا "لا نشك في حسن النية والجدية التي تتصف بها، إلا أن ما نقلته عن الرئيس الأميركي، فإننا لا نعتبر ترمب شخصًا لائقًا لتبادل الرسائل، وليس لي أي رد، ولن أرد عليه".

تصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران بشدة في الأسابيع الأخيرة، بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية لكبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات.

وأضاف خامنئي: الأمور التي سأتحدث عنها هي في سياق المحادثات مع رئيس الوزراء الياباني، لأننا نعتبر اليابان دولة صديقة، على الرغم من وجود بعض العتاب.
&
تغيير النظام
وأشار إلى تصريحات رئيس الوزراء الياباني في ما يخص تصريح ترمب القائم على أن "أميركا لا تنوي تغيير النظام في إيران"، مؤكدًا بالقول: "مشكلتنا مع الأميركيين لا تتعلق بمسألة تغيير النظام، لأنهم حتى لو كانوا ينوون القيام بهذا الأمر، فإنهم يعجزون عنه، كما إن رؤساء أميركا السابقين، وعلى مدى أربعة عقود، بذلوا جهودًا حثيثة للنيل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكنهم فشلوا".

رد خامنئي على حديث رئيس الوزراء الياباني بشأن طلب أميركا التفاوض حول الموضوع النووي. وقال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تفاوضت لمدة خمس أو ست سنوات حول القضية النووية مع أميركا والأوروبيين في إطار 1+5، وتوصلت إلى نتيجة ما، لكن أميركا نكثت هذا الاتفاق، وانسحبت منه. وتساءل: أي شخص عاقل سيكون مستعدًا للتفاوض مع بلد ينكث جميع المواثيق؟.
&
وأشار المرشد الأعلى إلى تصريح رئيس الوزراء الياباني بأن أميركا مستعدة لإجراء محادثات صادقة مع إيران، وقال للسيد آبي: نحن لا نصدق هذا الكلام على الإطلاق، لأن المحادثات الصادقة لا تصدر من جانب شخص مثل ترمب.

عقوبات
وخاطب خامنئي رئيس الوزراء الياباني: "لقد تحدث الرئيس الأميركي قبل أيام مع جنابكم عن إيران، ولكن بعد عودتك إلى اليابان، أعلن فورًا فرض عقوبات على البتروكيميائيات الإيرانية، هل هذه رسالة تؤكد صدقه؟ ، هل هذا يدل على أنه يعتزم التفاوض بصدق؟".

استطرد القول: "نحن لن نكرر أبدًا تجربة المفاوضات الأخيرة التي أجريناها مع أميركا خلال السنوات الأخيرة". وألمح خامنئي إلى جانب من تصريح رئيس الوزراء الياباني والقائم على أن الاميركيين ينوون فرض املاءاتهم على الدول الاخرى. وقال: إن تصديقكم هذا الكلام امر جيد، اعلموا ايضًا بأن الاميركيين لا يقفون عند حد معيّن على صعيد فرض آرائهم واملاءاتهم على الاخرين.

آبي يحذر&
إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء الياباني من اشتباكات عارضة في منطقة الشرق الأوسط بعد اجتماعه مع الرئيس الإيراني في طهران يوم الأربعاء، وسط مواجهة متواصلة بين إيران والولايات المتحدة.

وقال الزعيم الياباني "يجب منع الصراع المسلح بأي ثمن. السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لا غنى عنهما، ليس بالنسبة إلى هذه المنطقة فحسب، بل من أجل الازدهار العالمي. لا يريد أحد الحرب".

أضاف "نريد لعب أكبر دور ممكن حتى نخفف التوتر. هذا ما دفعني إلى المجيء إلى إيران". وآبي هو أول زعيم ياباني يزور إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

وفي حين لم يشر آبي إلى تعليق اليابان حاليًا لمشتريات النفط الإيراني، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن اليابان تريد مواصلة شراء النفط الإيراني.

النفط الإيراني&
قال روحاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع آبي، أذاعه التلفزيون الإيراني الرسمي، "خلال اجتماعنا قال السيد آبي إن اليابان مهتمة بمواصلة شراء النفط الإيراني".

ومن أجل خفض صادرات النفط الإيرانية، ألغت واشنطن الإعفاءات منذ مايو، والتي كانت تسمح لبعض الدول، بما في ذلك اليابان، بمواصلة شراء النفط الإيراني، وأمرت فعليًا الدول بالتوقف عن شراء النفط الإيراني أو مواجهة العقوبات.

ورغم الضغط لمواصلة الواردات، توقفت اليابان عن استيراد النفط الإيراني في الوقت الحالي لتفادي العقوبات الأميركية.

وفي زيارة لليابان في الشهر الماضي، رحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمساعدة آبي على التعامل مع إيران، وسلط الضوء على ما أسماها "العلاقة الجيدة للغاية" بين طوكيو وطهران.

في الأخير، قال روحاني: "ستظل إيران ملتزمة بالاتفاق المهم لأمن المنطقة والعالم. طهران وطوكيو تعارضان الأسلحة النووية". وأضاف "إيران لن تبدأ حربًا أبدًا، لكنها سترد ردًا مدمرًا على أي عدوان".
&