باريس: تحتضن البحار والمحيطات في أعماقها ملايين القطع الأثرية التي تقف شاهدة حتى يومنا هذا على تاريخ البشرية والعلاقة التي تجمعها منذ قديم الزمن بالمحيطات. ولذلك سوف تنظم اليونسكو بالتعاون مع الحكومة الفرنسية مؤتمراً دولياً بشأن التراث الثقافي المغمور بالمياه لمعالجة جملة من القضايا في مقدمتها التحديات التي تعترض الجهود الرامية لحماية التراث المغمور بالمياه. سيعقد المؤتمر أيام 17 و 18 و19 حزيران/يونيو في مركز Ateliers des Capucins في بريست (فرنسا).

وحسب بيان وزعته اليونسكو ووصل "إيلاف" نسخة منه، فان المشاركين سيطرحون في المؤتمر مجموعة من الأسئلة على طاولة النقاش، ومن بينها: ما هو الدور الذي تضطلع به العلوم في سبيل الحفاظ على مواقع التراث المغمور بالمياه؟ وكيف يمكننا تأطير الأنشطة البحرية؟ وما هي الحلول المتاحة للتغلب على التحديات في مجال السياحة وتلك المترتبة على اللصوص المترصّدين للتراث؟ وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يهدف من بين جملة من الأمور إلى تعزيز التعاون الدولي بين البلدان في سبيل حماية التراث المغمور بالمياه.

وستقوم المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أمام حشد الخبراء القادمين من جميع أنحاء العالم، بإطلاق دعوة للحفاظ على التراث المغمور بالمياه، وذلك إلى جانب وزير أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا، السيد جان إيف لودريان.

وستُعطى الكلمة إبان المؤتمر إلى مجموعة من المتحدثين من بينهم: ميشيل لور، رئيس قسم البحوث الأثرية في أعماق البحار (فرنسا) وبوصفه أيضاً عالم آثار في مجال التنقيب عن البحث عن حطام سفينة La Cordelière قبالة ساحل مدينة بريست؛ وهيلينا باربا مينيكي من المعهد الوطني للآثار والتاريخ (المكسيك)؛ ودولوريس إيلكين من المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتفكر في أمريكا اللاتينية (الأرجنتين) ؛ وكريستوف ديلير، أستاذ في الجامعة الكاثوليكية في لوفان (بلجيكا)، وهو أيضاً عالم آثار يعمل في مشروع إنشاء متحف تحت الماء في بحيرة تيتيكاكا (اطلع على برنامج المؤتمر بالكامل).

وسوف يختتم هذا المؤتمر الدولي أعماله في العشرين من الشهر الجاري، وسيليه انعقاد الدورة السابعة لجمعية الدول الأطراف في اتفاقية 2001 بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه وذلك يومي 20 و21 حزيران/يونيو في مقر اليونسكو في باريس. وسيشارك في هذا الاجتماع جميع الأطراف الرئيسية الفاعلة في إطار تنفيذ الاتفاقية. وسيقوم المشاركون بتقييم مجموعة من الأمثلة على أفضل الممارسات المتبعة فيما يتعلق بالتراث الثقافي المغمور بالمياه.

تصبو اتفاقية 2001 بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتي تضم اليوم 61 دولة من الدول الأطراف، إلى تمكين الدول من حماية تراثها المغمور بالمياه على نحو أفضل. وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يندرج في عداد الجهود المبذولة في إطار عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021-2030) ولا سيما تلك الرامية إلى حشد دعم الأطراف المعنية بهذه المسألة في جميع أنحاء العالم من أجل الحفاظ على المحيط والموارد التي يقدمها لنا والآثار المغمورة في أعماقه.