مانيلا: أكدت بكين السبت أن سفينة صينية اصطدمت بقارب صيد فيليبيني في حادثة زادت حدة التوتر في منطقة بحر الصين الجنوبي، لكنها نفت أن تكون عملية "صدم وفرار".

وأبحرت السفينة الصينية بعيداً عن مكان الحادثة التي وقعت الأحد قرب جبل بركاني معزول تحت سطح الماء تسبب بغرق قارب الصيد، ما أثار موجة غضب من السلطات الفيليبينية.

وبينما فضّل الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي الابتعاد بشكل كبير عن الخوض في النزاع مع الصين على الممر البحري الغني بالموارد، إلا أن الكثيرين في الفيليبين يشعرون بالامتعاض من أنشطة بكين فيه.

وأفادت سفارة بكين في مانيلا أن طاقم السفينة الصينية "اصطدم" بالقارب الفيليبيني ومن ثم غادر لمخاوف تتعلق بالسلامة.

وجاء في البيان أن "القبطان الصيني حاول إنقاذ الصيادين الفيليبينيين لكنه خشي من أن تتم محاصرته من قبل قوارب صيد فيليبينية أخرى".

وتابع أن الحادث لم يكن "عملية صدم وفرار كما وصفه بعض المسؤولين الفيليبينيين إذ أن السفينة "تأكدت من أن الصيادين الذين كانوا على متن القارب الفيليبيني تم إنقاذهم".

لكن الصيادين البالغ عددهم 22 قدموا رواية مختلفة تمامًا إذ أشاروا إلى أنهم قضوا ساعات في المياه بانتظار الحصول على المساعدة.

وأنقذهم أخيراً قارب فيتنامي وأعيدوا الجمعة على متن سفينة للبحرية الفيليبينية.

وفتح خفر السواحل الفيليبيني تحقيقًا في الحادثة التي وصفها المتحدث باسم دوتيرتي بـ"الشنيعة والهمجية".&

وأما النائب المعارض فرانسيس بنغيلينان، فوصف الرواية الصينية للأحداث بأنها "بنفس درجة زيف مطالباتها في المنطقة" ودعا قادة الفيليبين لمواجهة بكين.

ولم يدل دوتيرتي شخصيًا بتصريحات علنية بشأن الحادثة لكنه انتقد مؤخراً موقف الصين حيال البحر.

وأفاد وزير الخارجية الفيليبيني تيودورو لوكسين هذا الأسبوع أنه قدم احتجاجًا دبلوماسيًا للصين على خلفية حادثة الغرق.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ الخميس إن ما حصل كان "حادثًا بحريًا عاديًا".&

واعتبر أن "تسييس (الفيليبين) للحادثة دون التحقق" من تفاصيلها هو أمر غير مسؤول.

وتشكل مطالبات الدول المختلفة في بحر الصين الجنوبي نقطة خلاف رئيسية في المنطقة إذ تمر بضائع بقيمة ترليونات الدولارات عبره بينما يعتقد أن هناك احتياطات نفطية كبيرة في قاعه.

ومع أن الفيليبين كسبت قضية مهمة في&2016&تتعلق بالطموحات الصينية في الممر البحري، إلا أن دوتيرتي فضل تركها جانبا من اجل جذب الاستثمارات وتعزيز التجارة مع بكين.