قبل أسبوعين، أسقط مجلس النواب الألماني (البوندستاغ)، مشروع قرار كان قد تقدم به حزب البديل لأجل ألمانيا، يُطالب بحظر حزب الله كليًا، ما يعني السير على خطى بريطانيا، التي كانت قد حظرت الحزب قبل أشهر معدودة.

إيلاف من نيويورك: أراد حزب البديل اليميني، الخروج عن الموقف الأوروبي العام (باستثناء بريطانيا وهولندا) الذي يميّز بين الجناح السياسي في حزب الله والجناح العسكري المُدرج على لوائح الإرهاب أوروبيًا.

ضرورة إقصاء حزب الله
ورغم المقدمة النارية التي أدلى بها راعي مشروع القانون حزب البديل، من خلال النائبة بياتريكس فون ستورخ، غير أن حسابات حقله في النهاية لم تتطابق مع بيدر الأحزاب الممثلة في البوندستاغ.

فون ستورخ افتتحت كلامها بالقول "يجب ألا يكون السؤال حول ما إذا كان ينبغي حظر حزب الله. السؤال يجب أن يكون لماذا لم يحدث هذا الأمر منذ زمن بعيد؟. يشن حزب الله حربًا إرهابية ضد السكان المدنيين الإسرائيليين بهدف واحد: إبادة الدولة اليهودية.... يجب أن يخرج حزب الله من هنا – ألمانيا-".

مفاجأة البوندستاغ
لكن المفاجأة كانت في اتخاذ النقاش الدائر في البوندستاغ حول الحظر منعطفًا مختلفًا، فبدلًا من التركيز على حزب الله، هاجم ممثلو الأحزاب الأخرى في مجلس النواب، حزب البديل، وشككوا في مصداقيته، على خلفية اتهامه بمعاداة السامية، والتقليل من الهولوكوست، والعنصرية، فتحوّلت الجلسة من مناقشة مشروع قانون الحظر إلى إدانة كاملة لحزب البديل لأجل ألمانيا.

توحد الجميع ضد البديل
توحدت جميع الأحزاب الألمانية (الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الأحرار الديمقراطي، الاشتراكي الديمقراطي، اليسار، وحزب الخضر) التي تمتلك تمثيلًا نيابيًا تحت قبة البوندستاغ، ضد البديل.

وتوجّه النائب ماريان ويندت، من التحالف الديمقراطي المسيحي، إلى أعضاء حزب البديل قائلًا: "آخر شيء يحتاجه أصدقاؤنا في إسرائيل والجالية اليهودية هو دعم حزبكم وفصيلكم".

معاداة المسلمين
واتهم النائب عن حزب الأحرار الديمقراطي، بنيامين ستراسر، حزب البديل، باستغلال معاداة المسلمين للتستر على نفسه"، مؤكدًا رفض حزبه الاقتراح على وجه التحديد بسبب تفانيه في محاربة معاداة السامية.

ونقل المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، عن أولي غروتش من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قوله: "إن حزب البديل يشكل الخطر الحقيقي على حياة اليهود في ألمانيا"، قائلًا "إن نواياهم الحقيقية هي زرع كراهية الإسلام".

استقرار لبنان
وإلى جانب الاعتراض على تقديم حزب البديل لمشروع القانون هذا، شكل الحرص على استقرار لبنان، عاملًا آخر لدى بعض الأحزاب لرفض قانون حظر حزب الله.

وتحدث أولي غروتش لـ (Jewish New Syndicate)، عن الحاجة إلى لبنان مستقر، حيث يعتبر حزب الله لاعبًا مهمًا على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.

بينما قال النائب ستراسر "إن رفض مشروع القانون ليس موقفًا مؤيدًا لحزب الله، على الرغم من أن الشعوبيين اليمينيين يحاولون تفسيره بهذه الطريقة". كما أشار إلى "أن تكلف وزارة الداخلية لتحديد ما إذا كان الجناح السياسي في حزب الله يتوافق مع المتطلبات القانونية للحظر أم لا".

الصدمة الأكبر
الصدمة الأكبر لحزب البديل جاءت من قبل المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، والذي سبق له أن حث المستشارة أنجيلا ميركل على حظر حزب الله ونشاطاته، غير أن رئيسه جوزف شوستر رفض مبادرة حزب البديل، ورأى أن مشروع القانون الذي قدمه البديل لحظر حزب الله ليس وسيلة لمساعدة القضية، بل مناورة شفافة لمواجهة المسلمين".

وأشار إلى أن "حزب المشروع يأخذ مكانه إلى جانب مجموعة من المحاولات الحالية لإلقاء اللوم على المسلمين وحدهم في معاداة السامية، والهجمات والإرهاب ضد اليهود وإسرائيل"، مضيفًا، "طالما أن حزب لا ينفصل عن آراء مسؤولي الحزب المعادية للسامية، فلا يمكن أن يكون لاعبًا شرعيًا في المجال السياسي في أعين الجالية اليهودية في ألمانيا".

&