بدت إيران، وكأنها تحاكم علانية بريطانيا، بدون أدنى احترام للأصول الدبلوماسية المرعية في احترام زائر من بلد آخر، ووجدت في زيارة وزير الشؤون الخارجية البريطاني أندر موريسون مناسبة لتقدم مرافعة اتهامية للمملكة المتحدة.&

وخلال لقاء رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرزاي، للوزير موريسون، يوم الأحد، فقد عدّد خرازي السوابق التاريخية "السلبية" للتدخل البريطاني في الشؤون الداخلية لإيران، بدءا من التسبب بالمجاعة بعد الحرب الحرب العالمية الأولى والتي تسببت بوفاة اكثر من 10 ملايين من الإيرانيين، إلى اتفاقيات دارسي والعدوان على ايران في الحرب العالمية الثانية، والانقلاب ضد حكومة مصدق، ودعم نظام صدام خلال السنوات الثماني للحرب المفروضة (التي فرضها صدام بدعم غربي على إيران من 1980 الى 1988).

محادثات صريحة

يذكر أن وزارة الخارجية البريطانية كانت أعلنت عن زيارة موريسون الى طهران، مؤكدة نها تأتي في إطار مساعي المملكة المتحدة لإجراء محادثات "صريحة وبناءة" في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، إثر إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية فوق مياه الخليج الخميس الماضي.

وأضاف خرازي الذي سبق وان عمل وزيرا للخارجية : من أجل تغيير هكذا سوابق تاريخية سلبية، على لندن ان تتخذ خطوات اساسية لتصحيح سلوكها. ورأى خرازي ان فاعلية الاتفاق النووي رهن بتنفيذ الطرف المقابل لالتزاماتها.

وحول أداة (اينستكس) للتبادل المالي بين الاتحاد الاوروبي وايران، قال خرازي: ان الموعد الزمني "قريبا" الذي استخدمتموه، سمعناه مرارا منذ التوصل الى الاتفاق وحتى الآن، ولكنه لم يتحقق بعد. وفي الوقت الحاضر بقي أسبوعان فقط من الوقت، وان "قريبا" هذا يجب ان يتحقق في إطار هذا الظرف الزمني.

وشدد المسؤول الإيراني على ان طهران حازمة في تجميد تنفيذ جانب من التزاماتها في إطار الاتفاق النووي وفقا لنص الاتفاق.. وفي لهجة تهديد، خاطب خرازي الوزير البريطاني: وكونوا على ثقة أنه إذا لم يتخذ الطرف المقابل اجراء مناسبا خلال الاسبوعين المقبلين، فإننا سنتخذ خطوات اكبر في إطار وقف تنفيذ التزاماتنا، مستدركا بالقول: بالطبع أن توقف تنفيذ بعض التزامات ايران لا يعني خروج إيران من الاتفاق النووي.

واعتبر خرازي دخول أداة اينستكس حيز التنفيذ خلال هذا الظرف الزماني (الأسبوعين المقبلين)، بأنه سيكون خطوة ايجابية، وقال: ان ايران تتوقع من الطرف المقابل ان يغير هذه الفكرة بأن الضغوط على ايران قد تؤدي الى نتيجة، وأن يتخذ الخطوات اللازمة لتوفير الموارد المالية لأداة اينستكس ورفع عقبات التبادل المالي والتجاري مع ايران، مضيفا: ان رفع عقبات الحظر وتطبيع التعاون التجاري والاقتصادي من شأنه أن يغير الأجواء الراهنة.

انتقاد هانت

وانتقد خرازي المواقف البريطانية الأخير غير المدروسة، وخاصة من قبل وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت الذي نسب الهجمات على ناقلات النفط في بحر عمان الى ايران، دونما اي تحقيق او تقديم دليل، وهذه مزاعم مرفوضة.

وكرر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني، دعوته الى الاطراف الاوروبية في الاتفاق النووي، الى اتخاذ تدابير من شأنها تطبيع التجارة والعلاقات بين الجانبين، خلال الايام المتبقية من مهلة الـ60 يوما، وأن تصون استقلاليتها ولا تتبع الضغوط والحظر الاميركي ضد ايران.

وأردف: رغم التنفيذ التام للالتزامات ضمن الاتفاق النووي من قبل ايران، فإن الاطراف الأخرى، لم تتخذ خطوة لتنفيذ التزاماتها، ولذلك لم نشهد حتى الآن نتيجة ملموسة.

من جانبه، أكد اندرو موريسون، مساعد وزير الخارجية البريطاني في شؤون الشرق الأوسط، أنه لابد من بذل الجهود من خلال نظرة مستقبلية، وكرر مواقف الحكومة البريطانية بشأن ضرورة صيانة الاتفاق النووي، مؤكدا على اهمية الحفاظ على العلاقات مع إيران.

بيان الخارجية&

وقال بيان الخارجية البريطانية يوم السبت في صدد زيارة موريسون: "في هذا الوقت الذي يزداد فيه التوتر الإقليمي وفي فترة حاسمة بالنسبة لمستقبل الاتفاق النووي، تعتبر هذه الزيارة فرصة لمزيد من التواصل الصريح والمنفتح والبناء مع الحكومة الإيرانية."

واضافت: وسيطرح الوزير موريسون مخاوف بريطانيا من اندلاع حرب أمام القيادة الإيرانية، كما سيدعوها إلى وقف فوري للتصعيد في المنطقة، كما سيحذرها من مغبة "سلوكها في إثارة التوتر في الإقليم.

وفي بيانها، قالت وزارة الخارجية البريطانية: 'المملكة المتحدة لديها حوار دبلوماسي مستمر مع إيران "وفي هذا الوقت الذي يزداد فيه التوتر الإقليمي وفي فترة حاسمة بالنسبة لمستقبل الاتفاق النووي ، تعد هذه الزيارة فرصة لمزيد من الانفتاح والصراحة والبناء مع الحكومة الإيرانية".