تونس: استهدفت عمليتان انتحاريتان الخميس القوى الأمنية في العاصمة التونسية وأسفرتا عن مقتل رجل أمن وسقوط ثمانية جرحى، ما يثير مخاوف من عودة أعمال العنف الى هذا البلد مع انطلاق الموسم السياحي وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة.

وبعيد وقوع الاعتداءات، أعلنت الرئاسة التونسية اصابة الرئيس الباجي قائد السبسي (92 عاما) ب"وعكة صحية حادة" استوجبت نقله الى المستشفى.

وقعت العملية الاولى حين أقدم انتحاري على تفجير نفسه قرب دورية أمنية في شارع شارل ديغول بوسط العاصمة وأدت الى سقوط خمسة جرحى أحدهم عنصر أمن توفي لاحقا كما أعلنت وزارة الداخلية، ثم استهدفت الثانية مركزا أمنيا.

ويقع شارع ديغول على تقاطع مع الجادة الرئيسية في تونس الحبيب بورقيبة.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق لفرانس برس "أقدم شخص على تفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية بشارع شارل ديغول في العاصمة" ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين واثنين من عناصر الشرطة.

ثم أعلن لاحقا ان أحد الشرطيين توفي متأثرا بجروحه. وقال "أحد الأمنيين اللذين أصيبا بجروح خلال العملية الانتحارية التي وقعت صباح اليوم بشارع شارل ديغول توفي".

بعد فترة قصيرة، استهدف تفجير انتحاري ثان مركزا أمنيا في العاصمة التونسية ما أسفر عن إصابة أربعة شرطيين بجروح.

وقال الزعق لفرانس برس "أقدم شخص على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني" ما أسفر عن "أربع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف أعوان الأمن، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج".

وهو الاعتداء الاول في العاصمة منذ ذلك الذي وقع في 30 أكتوبر على جادة بورقيبة ايضا ونفذته انتحارية ما اسفر عن 26 جريحا غالبيتهم من رجال الشرطة.

صدمة

وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس ان اشلاء، على الارجح تعود للانتحاري، كانت على قارعة الطريق قرب سيارة الامن التي استهدفت. ووقع الاعتداء في مكان ليس بعيدا عن السفارة الفرنسية.

وبدت علامات الصدمة على المارة فيما أغلقت عدة متاجر وادارات أبوابها. ونشرت قوات الامن سريعا في مكان الاعتداء حيث تجمع عدة اشخاص رغم تحذيرات الشرطة.

ولم تتبن أي جهة على الفور الاعتداءين. ووقعت العمليتان مع انطلاق الموسم السياحي الذي وصفه مسؤولون تونسيون بانه واعد ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة في أكتوبر ونوفمبر.

ورغم تحسن الوضع الأمني، لا تزال حال الطوارىء سارية في تونس منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، حين قُتل 12 عنصرًا في الأمن الرئاسي وأصيب عشرون آخرون في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم بوسط العاصمة تونس وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية.

وتعلن حال الطوارىء في تونس استنادا الى مرسوم صدر عام 1978.

وبعد ثورة 2011، شهدت تونس عمليات للإسلاميين المتطرفين قتل خلالها عشرات من عناصر الأمن والجيش والمدنيين والسياح في هجمات وكمائن تبنت هذه المجموعات غالبيتها.

وقتل نحو 59 سائحا ورجل أمن في هجومين منفصلين في العاصمة تونس وفي مدينة سوسة (شرق) عام 2015 تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية.