تونس: يسرع شاب تونسي بالابتعاد من مكان تفجير استهدف قوات الأمن بالعاصمة تونس الخميس وهو يصرخ بعصبية "أزمة سياسية واقتصادية فهمنا ! إرهاب أيضا! هل هذه جهنم؟".

وفجر الانتحاري الأول نفسه نحو الساعة 11،00 بتوقيت تونس عند مدخل شارع شارل ديغول التجاري المكتظ بالحركة والمشرف على شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، مخلفا حالة من الذعر والهلع في صفوف المارة.

وصرخ أحدهم "ما هذه الكارثة ؟".

وبعد فترة قصيرة، استهدف تفجير انتحاري ثان مركزا أمنيا في العاصمة التونسية ما أسفر عن إصابة أربعة أمنيين بجروح.

وبلغت حصيلة العمليتين قتيلا من عناصر الأمن وثمانية جرحى. وهي المرة الأولى التي تتعرض فيها العاصمة لاعتداءات منذ ذلك الذي وقع في 30 تشرين الاول/اكتوبر الماضي في جادة بورقيبة ونفذته انتحارية ما اسفر عن 26 جريحا غالبيتهم من رجال الشرطة.

ويثير الاعتداءان قلقا بالغا لدى الرأي العام التونسي خصوصا وانهما يتزامنان مع مطلع موسم سياحي تصفه الحكومة "بالواعد"، ويمثل احدى الركائز الأساسية لاقتصاد البلاد الذي يعاني تراجعا منذ ثورة 2011.

وتقول امرأة أربعينية كانت تقف قرب مكان الهجوم الأول بشارع الحبيب بورقيبة "انتهى الموسم السياحي".

وعملت قوات الأمن والدفاع المدني على إبعاد المارة والفضوليين من مكان الاعتداء.

وانتشرت أشلاء منفذ العملية الانتحارية على أمتار من قارعة الطريق بالقرب من سيارة قوات الأمن التي استهدفها التفجير، وفقا لمراسلة فرانس برس.

وكان عناصر الأمن يصرخون بوجه المارة "ابتعدوا من هنا، ماذا تصورون؟ عودوا الى منازلكم".

وسرعان ما انتشرت أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي عن تعرض مناطق اخرى من البلاد لهجمات.

وبالتزامن مع ذلك أعلنت رئاسة الجمهورية ان الرئيس الباجي قائد السبسي تعرض ل"وعكة صحيّة حادة استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري بتونس".&

وفي بيان ثان أوضحت رئاسة الجمهورية أن "حالته الآن في استقرار ويخضع للفحوصات اللازمة".

حالات إغماء

وبعيد الهجوم أغمي على عدد من المارة متأثرين بدوي الانفجار، وسارعت مؤسسات ومحلات تجارية ومطاعم في شارع الحبيب بورقيبة الى غلق أبوابها.

وتوجه أحد رجال الشرطة وهو يتصبب عرقا الى الصحافيين الذي يغطون الحدث بالقول "لا تثقوا بأحد وراقبوا كل الذين حولكم".

ولم تتبن أي جهة على الفور الاعتداءين.

ورغم تحسن الوضع الأمني، لا تزال حال الطوارىء سارية في تونس منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، حين قُتل 12 عنصرًا في الأمن الرئاسي وأصيب عشرون آخرون في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم بوسط العاصمة تونس وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية.

وتعلن حال الطوارىء في تونس استنادا الى مرسوم صدر عام 1978.

وبعد ثورة 2011، شهدت تونس عمليات للإسلاميين المتطرفين قتل خلالها عشرات من عناصر الأمن والجيش والمدنيين والسياح في هجمات وكمائن تبنت هذه المجموعات غالبيتها.

وقتل نحو 59 سائحا ورجل أمن في هجومين منفصلين في العاصمة تونس وفي مدينة سوسة (شرق) عام 2015 تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية.

ويقول التونسي ياسين الذي كان قرب مكان الانفجار الأول "الأسبوع الفائت كنت في الحمامات (مدينة سياحية بشرق تونس) كانت كل الفنادق ممتلئة بالسياح، والآن ستفرغ".

وقال رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تصريحات للاعلاميين "عملية ارهابية جبانة وفاشلة" و"تهدف الى ارباك التونسيين والاقتصاد التونسي والانتقال الديموقراطي ونحن على أبواب موسم سياحي وقبل بضعة أشهر من الانتخابات".

وتجري الانتخابات البرلمانية في تونس في السادس من تشرين الاول/أكتوبر، تليها الرئاسية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتابع الشاهد "حربنا معهم حرب وجود، حرب حياة أو موت ولن يهدأ لنا بال حتى نقضي على آخر ارهابي".

وتجمع عدد من المارة في شارع الحبيب بورقيبة وهتفوا بعفوية "تونس، حرية، ارهابيين على برا".

وعادت الحركة الى شارع الحبيب بورقيبة شيئا فشيئا مساء مع انتشار كبير لقوات الأمن على طول الشارع.&