المنامة: لم تحقق ورشة عمل البحرين، وهي أول تجمع علني يناقش خطة السلام الأميركية، التي دعت اليها الولايات المتحدة، إنجازا يذكر في ما يتعلق بخطة السلام.

وكتبت مجموعة الأزمات الدولية أن ورشة المنامة أظهرت أن "قبول إسرائيل علنا في المنطقة يتطلب منها حل نزاعها مع الفلسطينيين، وأكّدت على التزام الدول العربية العميق بمبادرة السلام العربية".

تقول المحلّلة في مجموعة الأزمات الدولية إليزابيث ديكنسون أن "الرسالة واضحة: قد تكون إسرائيل عامل استقرار في منطقة مضطربة. ولكن فقط في حال التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين".

ويرجّح محللون أن هذا التقارب مرتبط بتحقيق تقدّم ملموس على صعيد الحل السياسي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

حضر إسرائيليون مؤتمر البحرين الثلاثاء والأربعاء، في سابقة في المملكة الخليجية. وتحظر غالبية الدول العربية دخول الإسرائيليين، باستثناء من يملكون جواز سفر ثانياً. وبين الدول العربية الـ22، لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة سوى مع الأردن ومصر.&

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن "إسرائيل جزء من تراث هذه المنطقة كلها تاريخيا، وللشعب اليهودي مكان بيننا... ولذلك، أريد أن أقول (للإسرائيليين): يجب أن نتحاور".

في المنامة، تناول مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصهره جاريد كوشنر الجانب الاقتصادي من مبادرته لحل النزاع الاسرائيلي بعد طول انتظار، بغياب الفلسطينيين، وبحضور نحو 30 إسرائيليا.

قاطع الفلسطينيون أعمال المؤتمر الذي قالت الإدارة الأميركية إنّ هدفه دعم الاقتصاد الفلسطيني قبل الدخول في الجانب السياسي من خطة السلام الذي قد لا يُكشف عنه قبل نوفمبر.

وتقول السلطة الفلسطينية إنّه لا يمكن الحديث في الاقتصاد قبل السياسة، وتتخوّف من أن تكون المبادرة التي تنص في شقها الاقتصادي على جمع 50 مليار دولار على كل شكل استثمارات على عشر سنوات لصالح الفلسطينيين، مقدّمة لحرمانهم من دولة مستقلة.

حل النزاع أولا

تقترح خطة كوشنر جذب استثمارات وإيجاد مليون فرصة عمل للفلسطينيين، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام.

لكن القيادة الفلسطينية تنظر بارتياب كبير إلى كوشنر، الذي يرتبط&بصداقة عائلية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، وإلى ترمب الذي اتّخذ خطوات عديدة لدعم إسرائيل مخالفاً الإجماع الدولي.

وتنص المبادرة التي تعود للعام 2002 على انسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل تطبيع كامل للعلاقات مع الدول العربية.

وأثناء انعقاد أعمال الورشة في البحرين، أعلنت سلطنة عُمان في خطوة مفاجئة عزمها فتح سفارة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أشهر من استقبالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ارضها.