نصر المجالي: قالت تقارير إن التدخل التركي القطري، زاد من حدة التهديدات والتوترات بين "النقيضين" الليبيين، حكومة الوفاق في الغرب، والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر في الشرق الذي هدد بضرب المصالح التركية جوا وبحرا.

ودان المجلس الرئاسي الليبي التابع لحكومة الوفاق تهديد "الجيش الوطني الليبي" باستهداف السفن والطائرات المدنية، وتهديد الملاحة البحرية وضرب مقار وشركات تابعة لدول صديقة، وبالأخص التركية منها والدعوة للقبض على مواطنيها المتواجدين على الأراضي الليبية.

وكان "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير حفتر، أعلن عن إسقاط طائرة مسيّرة تركية لقوات حكومة الوفاق الوطني قرب طرابلس، متهما تركيا وقطر بالوقوف وراء الجماعات المسلحة في ليبيا.

وأوضح المكتب الإعلامي لـ "الجيش الوطني الليبي" يوم الجمعة الماضي، أن إسقاط الطائرة المسيّرة جرى في سماء طريق المطار بالعاصمة، مضيفا أنها كانت تحاول استهداف مواقع لقوات حفتر.

تدخل قطري تركي

وقال المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني الليبي"، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، إن هنالك "تدخلا تركيا قطريا لصالح المليشيات في طرابلس".

واتهم المسماري تركيا بأنها تقدم دعما مباشرا للجماعات المسلحة في معركة طرابلس "من البحر والجو والبر"، زاعما أن القوات التركية وفرت غطاء جويا بطائرات مسيرة خلال "اقتحام المليشيات مدينة غريان".

وتعهد في هذا السياق بتكثيف العمليات ضد تركيا في داخل البلاد، قائلا إن الأهداف التركية في ليبيا تعتبر أهدافا معادية، فيما أعلن عن إصدار أوامر باستهداف السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية وبحظر رحلات الطيران من أي مطار ليبي إلى تركيا، وبالقبض على كل الأتراك الموجودين في البلاد.

واعتبر المتحدث باسم قوات حفتر أن "الأراضي الليبية تتعرض لغزو تركي"، وتابع مهددا: "سنستهدف أي نقطة على الأرض تتعامل مع تركيا".

وإلى ذلك، وفي رد منه على تهديدات الجيش الوطني، أكد المجلس الانتقالي رفضه لهذه التهديدات، محملا المسؤولية كاملة لقيادة "الجيش الوطني الليبي عن أي ضرر يلحق برعايا أي دولة أو يمس بمصالحها على الأراضي الليبية".

فتنة وكراهية

وشدد في بيانه على أن لديه وسائل حازمة للرد على تلك التهديدات التي تعتبر دعوة للفتنة والكراهية وترويع&الناس، وتحريضا على القتل على الهوية، مشيرا إلى أن ذلك سيسبب كوارث جسيمة.

كما أفاد في بيانه بأن ذلك يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ودعا المجلس الرئاسي البعثة الأممية لدى ليبيا والمجتمع المدني إلى أن بيان موقفهما من هذه التصريحات غير المسبوقة، واتخاذ مواقف واضحة حيالها.

لا وجود لأجانب

وكانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق نفت ما وصفتها بالشائعات بشأن وجود عسكريين أجانب من الجنسية التركية داخل الأراضي الخاضعة لسلطتها.

وأكدت الوزارة في بيان أن هذه الشائعات تأتي ضمن خطة لتضليل الرأي العام وتشويه المجهودات التي تبذلها قوات الجيش الليبي في الدفاع عن العاصمة طرابلس وحماية المسار الديمقراطي.

وطمأنت الوزارة الرعايا الأجانب بمن فيهم الأتراك العاملون داخل ليبيا في الشركات والمؤسسات بأنها ستضمن سلامتهم.

رد اردوغان

وعلى هذا الصعيد، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تهديدات الجيش الوطني الليبي باستهداف مصالح تركيا ورعاياها في ليبيا، بينما رأت فيها حكومة الوفاق الوطني الليبية تحريضا على القتل.

ورد اردوغان خلال مؤتمر صحفي السبت على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، على سؤال عن تهديدات حفتر التي وردت الجمعة على لسان متحدث باسمه بالقول إن بلاده "ستتخذ التدابير اللازمة" إذا صدرت أي خطوات عدائية في ليبيا ضدها من قوات حفتر.

وأضاف "ليس لي علم بأي أمر أصدره شخص ما. إذا أصدر حفتر مثل هذا الأمر، فسنقيم ذلك.. كثير من أصدقائنا ذوي الصلة بهذا الأمر موجودون هنا الآن. لقد اتخذنا بالفعل الاحتياطات اللازمة بشأن هذه المسألة على أي حال. من الآن فصاعدا سنتخذ الاحتياطات بطريقة مختلفة أيضا".