تتحدث بعض التقارير بأن واشنطن لن تترك "حزب الله" يرتاح من خلال إجراءات عقابية متوقعة ستكون أقسى وأكثر نوعية.

إيلاف من بيروت: تشير التقارير إلى أن أي لقاءات تجري بين زوار لبنانيين سياسيين أو غير سياسيين مع مسؤولين أميركيين في الولايات المتحدة الأميركية، سيكون حتمًا "حزب الله" فيها هو الطبق الرئيس على الطاولة، وما يسمعه الزوار من محدثيهم الأميركيين لا يخرج عن إطار التأكيد بداية على "اللاّزمة" التي تتبنّاها الإدارة الأميركية، والتي تقول إنّ ما يهمّ واشنطن في لبنان هو استقرار هذا البلد ومساعدته على الحفاظ على وحدته الداخلية الهشّة.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الخبير الإقتصادي فريد أبو جودة لـ"إيلاف" أن العقوبات الجديدة تشمل من يدعم حزب الله، وتبقى توسيعًا إضافيًا للعقوبات السابقة، خاصة في ما يتعلق بموضوع تبييض الأموال، وهذه العقوبات الجديدة هي بالتحديد تطال كل من يدعم حزب الله، وسياسة ترمب تبقى واضحة من خلال تضييق الخناق ماليًا أكثر على حزب الله، وعمليًا سيكون الحذر في التعامل أكثر داخل لبنان، لأن نسيجنا مرتبط مع بعضه البعض، والجميع يتعاملون في ما بينهم، من هنا قد يخلق عدد معين من اللغط في الموضوع، على الصعيد اللبناني، من خلال توسيع إطار العقوبات على من يتعاملون مع حزب الله".

لبنان
وردًا على سؤال كيف سيتجاوب لبنان بعد هذه العقوبات على حزب الله؟، يجيب أبو جودة :"إن موقف لبنان يبقى واضحًا على الصعيد الحكومي، لا نستطيع القيام بشيء، حيث لبنان يبقى مقسومًا، ولا يمكن اتخاذ القرار في هذا الخصوص. أما على الصعيد النقدي، وعلى صعيد مصرف لبنان تحديدًا، فنحن ملتزمون بما تقرره القوانين الدولية والأميركية التزامًا كليًا. وعلى الصعيد السياسي والحكومي، لا نستطيع القيام بشيء، لأن هناك قرارًا سياسيًا بأن السلم الأهلي فوق كل اعتبار، ولا يمكن أن ندخل في مغامرات تعيد لبنان إلى الوراء.

الغاية
عن الغاية الأساسية من العقوبات المتعاقبة على حزب الله من قبل الأميركيين، يشير أبو جودة إلى أن الإستهداف الأساس هو لإيران من خلال حزب الله، وأميركا قالتها مرات عدة من دون مواربة، حيث تعتبر أميركا أن حزب الله يبقى إمتدادًا لإيران، وتبقى الإشكالية الأساسية أن أميركا تستخدم ما تسمى طريقة الخنق البطيء، حيث لا يتم فرض العقوبات دفعة واحدة، لكن الواحدة تلو الأخرى، بهدف إقناع من تفرض عليه عقوبات بأن يغيّر رأيه، وهذا مبدأ العقوبات الذي تستعمله أميركا.

من هنا يضيف أبو جودة، قد تكون هناك عقوبات سوف تضاف في المستقبل من قبل أميركا ضد حزب الله، وكلما وجدوا فراغًا في مكان سوف يملأونه بقوانين جديدة، وما تجب معرفته أنه على الصعيد المحلي والسياسي لا يمكن اتخاذ قرارات.

وردًا على سؤال بأن كل العقوبات الأميركية تهدف إلى حرمان حزب الله من الموارد لتمويل نشاطاته، فهل تحقق أميركا أهدافها في هذا المجال؟. يجيب أبو جودة أنه مما لا شك فيه أن التضييق المالي موجود، ولا يمكن إنكاره، والموارد سوف تخف، لكن هل يمنع ذلك الحزب من توسيع نشاطاته، يجيب أبو جودة أنه شخصيًا لا يستطيع تقدير ذلك، لأنه ليس مطلعًا على نشاطات الحزب، لكن في مكان ما هناك تضييق على تلك النشاطات ماليًا.

فمن أراد اليوم أن يتبرع لحزب الله ومع وجود العقوبات الجديدة من قبل أميركا لن يستطيع القيام بذلك، والمنطق يقول إن مداخيل حزب الله سوف تتراجع. ويلفت أبو جودة إلى أن حزب الله يبقى حزبًا عقائديًا، حيث العقيدة تفوق كل شيء، وقد وجد لقتال إسرائيل.